تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرمل]:

صفحة 654 - الجزء 15

  وأَيْضاً: المَشْيُ في الطِّينِ؛ يقالُ: جاءَ يَمْشي مُكَرْبِلاً، كأَنَّه يَمْشي في الطينِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وأَيْضاً: الخَوْضُ في الماءِ.

  وأَيْضاً: الخَلْطُ، وقد كَرْبَلَ الشيءَ.

  وأَيْضاً: تَهْذِيبُ الحِنْطَةِ وتَنْقِيَتُها مِن القَصَل كالغَرْبَلَة، عن أَبي عَمْرو، وأَنْشَدَ:

  يَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ

  قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ⁣(⁣١)

  والكِرْبالُ، بالكسرِ: مِنْدَفُ القُطْنِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، والجَمْعُ الكَرَابِيل، قالَ: وأَنْشَدَ الشَّيْبانيُّ:

  تَنْفِي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً

  كالبِرْس طَيَّره ضَرْبُ الكَرابِيلِ⁣(⁣٢)

  وكُرْبالُ، بالضَّمِّ: كُورةٌ بفارِسَ.

  وكَرْبَلاءُ⁣(⁣٣) مَمْدوداً: ع بالعِرَاقِ، به قُتِلَ الحُسَيْنُ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه ولعنَ قَاتِله، وهناك دُفِنَ على الصَّحيح، ونُقِلَ رأْسُه الشَّريفُ إلى الشامِ، ومنه إلى عَسْقلان ثم إلى مِصْرَ وبُنِي عليه المَشْهَدُ العَظِيمُ، ويقالُ: أَنَّه أُعِيْد إلى جَسَدِه الشَّرِيف؛ ويُرْوَى أَنَّه سَأَلَ عن هذا المَوْضِعِ لمَّا نَزِلَه فقيلَ: كَرْبَلاء، فقالَ كَرْبٌ وبَلاءٌ فتَشَاءَم. بهذا الاسمِ، قالَ كُثَيِّرُ:

  فَسِبْطٌ سِبْطُ إيمانٍ وبِرٍّ

  وسِبْطٌ غَيَّبَته كَرْبَلاء

  [كرمل]: كِرْمِلٌ، كزِبْرِجٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ وصاحبُ اللّسَانِ.

  وفي العُبَابِ: ماءٌ بجَبَلَيْ طَيِّئِ: وأَيْضاً: حِصْنٌ بساحِل بَحْرِ الشَّامِ. وأَيْضاً: ة بفَلَسْطِيْن في آخر حُدُودِ الخَليلِ.

  [كسل]: الكَسَلُ، محرَّكةً: التَّثاقُلُ عن الشَّيءِ والفُتورُ عِنه*، كما في المحْكَمِ. وقالَ اللَّيْثُ: التَّثَاقُلُ عمَّا لا يَنْبَغي أَن يُتَثاقَلَ عنه، وقد كَسِلَ عنه، كفَرِحَ، يكْسَلُ كَسَلاً فهو كَسِلٌ وكَسْلانٌ، كفَرِحٍ وفَرْحانٍ، ج كُسَالَى مُثَلَّثَةٌ الكافِ.

  قالَ شيْخُنا: الكَسْرُ غيرُ مَعْروفٍ في السماعِ ولا القِياسِ.

  قلْتُ: وقد اقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ وابنُ سِيْدَه على الضَّم والفَتْح، وأَمَّا الكَسْرِ فنَقَلَه الصَّاغانيُّ؛ وقالَ: وقَرَأَ يَحْيَى والنخعيُّ: الّا وَهُم كِسالى⁣(⁣٤).

  قالَ الجوْهَرِيُّ. وإن شِئْتَ قلْتَ: كَسالِي، بكسرِ اللَّامِ، كما قُلْنا في الصَّحارِي، وكَسْلَى كقَتْلَى، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه، وهي كَسِلَةٌ، كفَرِحَةٍ على القِياسِ، وكَسْلانَةٌ⁣(⁣٥) لُغَةٌ أَسَديَّة وهي قَلِيلَة.

  وكَسْلَى كقَتْلَى، قالَ شيْخُنا: وهذه هي اللُّغَةُ المَشْهورَةُ وقد أَغْفَلَها المصنّفُ.

  قلْتُ: وقد ذَكَرَها ابنُ سِيْدَه.

  وكَسولٌ ومِكْسالٌ وهما أَيْضاً نَعْتٌ للجارِيَةِ المُنَعَّمَةِ التي لا تَكادُ تَبْرَحُ من مَجْلِسِها، وهو مَدْحٌ لها مِثْلُ: نَؤُومُ الضّحى، قالَ امْرُؤُ القَيْس:

  وبيتِ عَذَارَى يَوْمَ دَجْنٍ دَخَلْتُهُ

  يَطُفْنَ بجَمّاءِ المَرَافِقِ مِكْسالِ⁣(⁣٦)

  وقد أَكْسَلَهُ الأَمْرُ.

  والكِسْلُ بالكسرِ، والمِكْسَلُ كمِنْبرٍ، وهذه عن ابنِ الأَعْرَابي وَتَرُ المِنْفَحَةِ، وهي المِنْدَفَةِ إذا نُزِعَ منها، قالَ:

  وأَبْغِ لي مِنُفَحةً وكِسْلا

  وأَكْسَلَ الرجُلُ في الجِماعِ: خَالَطَها ولم يُنْزِلْ، وذلِكَ إذا لَحِقَه فُتُور، ومعْناه صارَ ذا كَسَلٍ؛ ومنه الحدِيْث: «لَيسَ في الإكْسالِ إلَّا الطَّهُور» أَي الوضُوء.


(١) اللسان والصحاح، وفيها «سمراء» بدل «حمراء».

(٢) اللسان والصحاح وفيهما: ترمى اللغام.

(٣) في الصحاح واللسان: «بها قبر الحسين بن علي».

(*) بالقاموس: «فيه» بدل: «عنه».

(٤) التوبة الآية ٥٤.

(٥) على هامش القاموس: «هي لغة أسدية، والمشهور كسلى كسكرى وعليها فكسلان غير مصروف، كما يستفاد من الشارح نقلاً عن شيخه ا هـ بهامش المتن».

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢٤٢ وفيه: «ولجته» بدل «دخلته».