تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عصلب]:

صفحة 242 - الجزء 2

  كَكَرُم عُضُوباً وعُضُوبَةً: صَار عَضْباً أَي حَدِيداً في الكَلَام.

  ومن المَجَازِ: لِسَانٌ عَضْبٌ، أَي ذَلِيقٌ مِثلُ سيف عَضْب.

  ويقال: إِنَّه لمَعْضُوبُ اللِّسَان، إِذا كان مَقْطُوعاً عَيِيًّا فَدْماً.

  وعن ابْن الأَعْرَابِيّ: العَضْبُ: الغُلَامُ الخَفِيفُ الجِسْمِ الحَادُّ⁣(⁣١) الرَّأْس، عَضْبٌ ونَدْبٌ وشَطْبٌ، وشَهْبٌ وعَصْبٌ وعَكْبٌ وسَكْبٌ، وقد سَبَق البعضُ ويَأْتِي البعضُ في مَحَلّه.

  وعن الأَصْمَعِيِّ: العَضْبُ: وَلَدُ البَقَرَةِ إِذَا طَلَعَ قَرْنُه وذلك بَعْد ما يَأْتِي عليه حَوْلٌ، وذلك قبل إِجْذَاعِه. وقال الطَّائِفيُّ: إِذَا قُبِضَ على قَرْنِه فهو عَضْب، والأُنْثَى عَضْبَةٌ، ثم جَذَع، ثم ثَنِيٌّ ثم رَبَاعٌ ثم سَدَسٌ ثم التَّمَمُ والتَّمَمَةُ، فإِذا اسْتَجْمَعَت أَسْنَانُه فهو عَمَمٌ، كذا في لِسَان العَرَب.

  والعَضْباءُ: النَّاقَة المَشْقُوقَةُ الأُذُنِ وكذلِك الشَّاةُ، وجَمَلٌ أَعْضَبُ كذلِك. والعَضْبَاءُ مِنْ آذَانِ الخَيْلِ: الَّتِي جَاوَزَ⁣(⁣٢) القَطْعُ رُبْعَهَا. والعَضْبَاءُ: لَقَب نَاقَةِ النَّبِيِّ اسْمٌ لها عَلَمٌ ولم تَكُن عَضْبَاءَ أَي من العَضَب الَّذِي هو الشَّقُّ في الأُذُنِ، إِنَّما هو اسْمٌ لَهَا سُمِّيَت به، لِنَجَابَتِهَا ومُضِيِّهَا في وَجْهِهَا، كما في المِصْبَاحِ وغَيْرِه. وقال الجوهَرِيُّ: هو لَقَبُهَا. قال ابنُ الأَثِير: لم تكن مَشْقوقَةَ الأُذُن. قال: وقال بعضُهم: إِنّهَا كانت مشْقُوقَةَ الأُذُنِ، والأَوّلُ أَكْثَرُ. وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: هو مَنْقُولٌ من قَوْلهم: ناقة عَضْبَاءُ، وهي القَصِيرَةُ اليَدِ. وفي التَّوشِيحِ: وهل هِيَ القُصْوَى أَو غَيْرُهَا، قَوْلَان: قال شَيْخُنا: وَوَقَع الخِلافُ، هل نُوقُه تَسْليما العَضْبَاءُ والقُصْوَى والجَدْعَاءُ⁣(⁣٣) ثَلَاثَة أَو وَاحِدَة لَهَا أَلقَابٌ ثَلَاثَة، كما جزَم به المُصَنِّفُ في «ج د ع» أَقْوالٌ.

  وفي الصِّحَاحِ: العَضْبَاءُ: الشاةُ المَكْسُورَةُ القَرْنِ الدَّاخِل وهو المُشَاشُ، ويقال: هي التي انكَسَر أَحدُ قَرْنَيْهَا. وكَبْشٌ أَعْضَبُ بَيِّنُ العَضَب، محركة، وقَد عَضِبَ كفَرِح عَضَباً، وأَعْضَبَهَا هُوَ. وعَضَب القَرْنَ فانْعَضَبَ قَطَعَه فانْقَطَع. قال الأَخْطَل:

  إِنَّ السُّيُوفَ غُدُوَّهَا وَرَوَاحَهَا ... تَرَكَتْ هَوَازِنَ مثل قَرْنِ الأَعْضَبِ

  وفي الحديث عن النَّبِيِّ «أَنَّه نَهَى أَن يُضَحَّى بالأَعْضَبِ القَرْنِ والأُذُن» قال أَبو عُبَيْد: الأَعْضَبُ: المَكْسُورُ القَرْنِ الدَّاخِلِ⁣(⁣٤)، قال: وقد يَكُونُ العَضَب في الأُذُنِ أَيضاً. فأَمَّا المعروفُ ففي القَرْن، وهُو فيه أَكثَرُ. وقد نَقَل شيخُنَا عن الشّهاب في العِنَايَة الوَجْهَيْنِ، وعَزَا الثانيَ إِلَى المِصْبَاح وأَنَّه اقْتَصَر عليه.

  والمَعْضُوبُ: الضَّعِيفُ. تَقُولُ منه: عَضَبه. وقال الإِمَامُ الشافِعِيُّ في المَنَاسِكِ: وإِذَا كان الرجُلُ مَعْضوباً لَا يَسْتَمْسِك على الرَّاحِلَة فحَجَّ عنه رَجُلٌ في تِلْك الحالَة فإِنه يُجْزِئه. قال الأَزْهَرِيّ: والمَعْضُوبُ في كلام العرب: المَخْبُولُ الزَّمِنُ الذي لا حَرَاكَ به. وقد عَضَبَتْه الزَّمانَةُ إِذَا أَقعدَتْه عن الحرَكةِ، وتَقدَّم قولُ أَبِي الهَيْثَم.

  والأَعضَبُ من الرِّجال: مَنْ لا ناصِرَ لَه، ومن الجِمَال: القَصِيرُ اليَدِ، مأْخوذٌ من قول الزَّمَخْشَرِيّ المُتَقَدِّم في العَضْبَاءِ. والَّذِي مَات أخوهُ، أَو مَنْ لَيْسَ له أَخٌ ولا أَحَدٌ، كُلُّ ذلك أَقْوالٌ، والأَخِيرُ هو الأَوّلُ في لسان العرب.

  والعَضْبُ: أَن يكونَ البيتُ من الوَافِر أَخرمَ⁣(⁣٥).

  والأَعْضَبُ في عَروضِ الوَافِرِ: الجُزْءُ الّذِي لَحقه العَضْب وهو مُفْتَعِلُن مَخْرُوماً⁣(⁣٦) بالخَاءِ والزَّاي المُعْجَمَتَيْن من مُفَاعَلَتُن فيُنْقَلُ إِلَى مُفْتَعِلن. وَبَيْتُه قولُ الحُطَيْئة:

  إِن نَزَلَ الشتاءُ بِدَارِ قَوْمٍ ... تَجَنَّبَ جَارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ

  وهو يُعَاضِبني: يُرَادُّنِي وهو يُعاضِبُ فُلاناً أَي يُرَادُّه.

  * ومما لم يَذْكُره المُؤَلِّف من ضَرُورِيَّات المَادَّة: العَضْبُ: اسمُ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ ، كما ذكره عبدُ البَاسِط البلقينيّ وغَيْرُه من أَهْلِ السِّيَر.

  قال شَيخُنَا: ويقال: إِنَّه هو الَّذِي أَرسلَ إِليه النَّبِيُّ سَعْدَ بنَ عُبَادَة حينَ سَارَ إِلى بَدْر، ولَيْسَ هو ذَا الفقار، على الأَصَحّ، انتهى. وفي المَثَل «إِنَّ الحاجَةَ ليَعْضِبُهَا طَلَبُهَا قَبْل وَقْتِها» يَقُولُ: يَقْطَعُهَا ويُفْسِدُهَا ويقال: إِنَّك لتَعْضِبُني عن حاجَتي، أَي تَقْطَعُني


(١) عن اللسان، وبالأصل «الحار».

(٢) اللسان: يجاوز.

(٣) الجدعاء: قال أبو عبيد: المجدوعة الأذن. وفي المغيث: الجدع قطع الأنف والأذن أو الشفة وهو في الأنف أشهر.

(٤) وإذا انكسر القرن الخارج فهو أقصم، والأنثى قصماء قاله أبو زيد.

(٥) عن اللسان، وبالأصل أخزم. خطأ.

(٦) عن القاموس، وبالأصل «مخزوماً» خطأ.