تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ندل]:

صفحة 726 - الجزء 15

  يقولُ: انْدُلِي يا زُرَيْقُ، وهي قَبيلَةٌ، نَدْلَ الثَّعالبِ، يُريدُ السُّرْعَةَ؛ والعَرَبُ تقولُ: أَكْسَبُ مِن ثَعْلَب، كذا في الصِّحاحِ، والبَيْتان لشاعِرٍ مِن هَمَدَان.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: وقيلَ إنَّه يَصِفُ لُصوصاً يأْتون مِن دَارِين فيَسْرقُون ويَمْلأُونَ حَقائِبَهم ثم يفرِّغُونها ويَعُودُون إلى دَارِين، وقيلَ: يَصِفُ تُجَّاراً.

  ونَدَلَهُ نَدْلاً: اخْتَلَسَهُ، كما في الصِّحاحِ.

  ونَدَلَ بسَلْحِهِ: رَمَى به، كما في العُبَابِ.

  والنَّدْلُ: الوَسَخُ أَو شبْهُهُ مِن غيرِ اسْتِعْمالٍ في العربيَّةِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: ولا يُبْنَى منه فِعْل.

  وقالَ الخَلِيلُ: نَدِلَتْ يَدُه، كفَرِحَ، تَنْدَلُ نَدلاً: غمِرت⁣(⁣١).

  والمِندَلَ: كَمِنْبَرٍ: المُخْتَلِسُ والذي يغْرفُ باليَدَيْن جَمِيعاً.

  وأَيْضاً: الذَّكَرُ الصُّلْبُ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  والمَنْدَلُ، كمَقْعَدٍ: الخُفُّ، وكذلِكَ المَنْقَلُ، قالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: يَجُوز أَنْ يكونَ مِن النَّدْل بمعْنَى الوَسَخِ لأنَّه يَقِي رِجْل لابِسِه مِن الوَسَخِ؛ أو مِن النَّدْل بمعْنى التَّناوُل لأنَّه يُتناوَلُ لِلُّبْس.

  ومَنْدَلٌ: د بالهِنْدِ بأَطْرافِ السَّاحِلِ.

  قلْتُ: وهي مَدينَةُ مل جاده بَيْنها وبينَ شَمْطَرَة مِن جَزيرَةِ الجادَةِ مَسافَةُ أحد وعشْرِيْن يوماً، وهي أَوَّل عمالة الكُفَّار كما حقَّقَه ابنُ بطوطة في رِحْلَتِه.

  وقالَ المبرِّدُ: المَنْدَلُ العُودُ الرَّطْبُ أَو أَجْوَدُه، وهو القاقلي، قالَ كُثَيِّر:

  بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً

  وقد أُوْقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها⁣(⁣٢)

  كالمَنْدَلِيِّ بياءِ النِّسْبةِ.

  قالَ الفرَّاءُ: هو عُودُ الطيبِ الذي يُتبخَّرُ به مِن غيرِ أَن يُخَصَّ ببلدٍ، وأَنْشَدَ للعُجَيْر السَّلوى:

  إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابِها

  ذَكِيُّ الشَّذَى والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّر⁣(⁣٣)

  يعْنِي العُود.

  قالَ الأزْهرِيُّ: وهو عنْدِي رُباعِيٌّ لأنَّ الميمَ أَصْلِيَّة لا أَدْري أَعَربيٌّ هو أَمْ مُعَرَّبٌ، وقد أَشَرْنا إليه آنِفاً، أَو هو مَنْسوبٌ إلى البَلَدِ.

  ونَصُّ الصِّحاحِ: والمَنْدَليُّ عِطْر يُنْسبُ إلى المَنْدَل وهي مِن بِلادِ الهِنْد.

  قالَ ابنُ بَرِّي: الصَّوابُ أَنْ يقولَ. والمَنْدَليُّ عُودٌ يُنْسَبُ إلى مَنْدَل، لأنَّ مَنْدَلَ اسمُ عَلَمٍ لموْضِعٍ بالهِنْدِ يُجْلَبُ منه العُودُ، وكذلِكَ قَمارِ، قالَ ابنُ هرمَةَ:

  كأَنَّ الركْبَ إذ طَرَقَتْك بانُوا

  بِمَنْدَلَ أَو بِقارِ عَنَيْ قَمارِ⁣(⁣٤)

  قالَ: وقد يَقَعُ المَنْدَل على العُودِ، على إرادَةِ ياءِ النّسَبِ وحَذْفها ضَرُورَة، فيُقالُ: تَبَخَّرت بالمَنْدَل، وهو يُريدُ المَنْدَليَّ.

  وابنُ مَنْدَلَةَ: مَلِكٌ للعَرَبِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ: وأَنْشَدَ:

  فأَقْسَمْتُ لا أُعْطِي مَلِيكاً ظُلامَةً

  ولا سُوقَةً حتى يَؤُوبَ ابنُ مَنْدَلَهْ⁣(⁣٥)

  قلْتُ: هو لعَمْرِو بن جُوَيْنٍ، فيمَا حَكَى السِّيرافي، أَو لامرِئِ القَيْسِ فيمَا حَكَى الفرَّاء.

  والنُّدُلُ، بضمَّتَيْن: خَدَمُ الدَّعْوَةِ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: سُمُّوا نُدُلاً لأنَّهم يَنْقُلون الطَّعامَ إلى مَنْ حَضَرَ الدَّعْوَةَ.


(١) التكملة: إذا وسخت.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح والتهذيب ومعجم البلدان «مندل».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كأن الركب الخ كذا في اللسان بجر القافية والذي في ياقوت: قماراً بألف بعد الراء، وقبله:

أحب الليل إن خيال سلمى

إذا نمنا ألمّ بنا فزارا»

وفيهما «باتوا» بدل «بانوا».

(٥) اللسان والتكملة والجمهرة ٢/ ٢٩٩ وصدره في اللسان:

وآليت لا أعطي مليكاً مقادتي