تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نرجل]:

صفحة 728 - الجزء 15

  [نذل]: النَّذْلُ والنَّذيلُ: الخَسيسُ من النَّاسِ الذي تَزْدَرِيه في خِلْقتِه وعَقْلِه.

  وفي المُحْكَمِ: هو الخَسيسُ المُحْتَقَرُ في جميعِ أَحْوالِهِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ النَّذْلِ قَوْلُ الشاعِرِ:

  ويُعْرَفُ في جُودِ امرِئٍ جودُ خاله

  ويَنْذُل أن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلاً⁣(⁣١)

  وشاهِدُ النَّذيلِ قَوْلُ أَبي خراشٍ أَنْشَدَه الجوْهَرِيُّ:

  مُنِيباً وقد أَمْسَى يُقدِّم وِرْدَها

  أُفَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ⁣(⁣٢)

  ج أَنْذالٌ ونُذولٌ ونُذلاءُ، كأُمَراءِ، ونِذالٌ، بالكسرِ.

  وقد نَذُلَ، ككَرُمَ نَذَالَةً ونُذولَةً: سَفُلَ سَفالَةً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رجُلٌ نَذِيلٌ ونُذالٌ، كفَرِيرٍ وفُرارٍ، حَكَاه ابنُ بَرِّي عن أَبي حاتِمٍ.

  [نرجل]: النارَجيلُ، بفتحِ الرَّاءِ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وهو جَوْزُ الهِنْدِ، واحِدَتُه بهاءٍ، وقد يُهْمَزُ، نَقَلَه اللَّيْثُ، قالَ: وعامَّةُ أَهْلِ اليمنِ لا يَهْمزُونَ.

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ: أَخْبَرني الخَبِير أَنَّ تَخْلَتَه⁣(⁣٣) طَويْلَةٌ مِثْل النَّخْلةِ سواء إلَّا أَنَّها لا تكونُ غَلْباء نَميدُ بِمُرْتَقيها حتى تُدْنِيَهُ من الأرضِ لِيناً، قالَ: ويكونُ في القِنْوِ الكريم منها ثَلاثونَ نارَجِيلَةً، انتهَى، ولها لبَنٌ يُسَمَّى الإطْراقَ قد ذُكِرَ في حَرْف القافِ، قالُوا: وخاصِيَّة الزَّنِجِ منها إسْهالُ الدِّيدانِ، والطَّرِيُّ باهِيٌّ جدًّا كيفَ اسْتُعْمِل خاصَّةً باللَّبَنِ، وهناك شيءٌ على هَيْئَةِ هذا النارَجِيل ينْبُتُ في الشّعوبِ والجَزائرِ في البَحْرِ يُعْرفُ بنارَجِيلِ البَحْرِ، ذُكِرَ له خواصٌّ كثيرَةٌ منها تَخْلِيص المَفْلُوج، وتَحْريكُ البَاء؛ وقد رأَيْت لبعضِ المتَأَخِّرين مِن الأطِبَّاء فيه تأْلِيفاً مُسْتقلاً، والمِثْقالُ منه بنصْفِ دِينار في مِصْرَ القاهِرَة، حَرَسَها اللهُ تعالَى.

  [نزل]: النُّزولُ، بالضَّمِ: الحُلولُ، وهو في الأَصْلِ انْحطاطٌ مِن عُلوٍّ وقد نَزَلَهم ونَزَلَ بهم ونَزَلَ عليهم يَنْزِل، كيَضْرِب، نُزُولاً، بالضَّمِ، ومَنْزَلاً، كمَقْعَدٍ ومَجْلِسٍ وهذه شاذَّةٌ أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  أَ أَنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزَلُها جُمْلُ

  بَكَيْتَ فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟⁣(⁣٤)

  أَرادَ: أَأَن ذَكَّرْتك نُزولُ جُمْلٍ إيَّاها، الرَّفْع في قوْلِه منزلُها صَحيحٌ، وأَنَّث النزولَ حينَ أضافَهُ إلى مُؤَنَّث.

  قالَ ابنُ بَرِّي: تقْديرُه أَأَنْ ذَكَّرتك الدارَ نُزولَها جُمْلُ، فَجُمْلُ فاعِلٌ بالنُّزولِ، والنُّزولُ مَفْعولٌ ثانٍ بذَكَّرتك، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ هذا البَيْت وقالَ: نصب المَنْزل لأنَّه مَصْدَرٌ، حَلَّ.

  قالَ شيْخُنا: أَطْلَق المصنِّفُ في هذه المادَّةِ وفيها فُرُوقٌ منها: أَنَّ الرَّاغِبَ قالَ: ما وَصَلَ مِن الملأِ الأَعْلى بِلا وَاسِطَةٍ تَعْدِيَته بعَلَى المُخْتصّ بالعُلُوِّ أَوْلَى، وما لم يكُنْ كذلِكَ تَعْدِيَته بإلى المُخْتصّ بالاتِّصالِ أَوْلَى، ونَقَلَه الشَّهاب في العنايةِ وبَسَّطه في أَثْناء آلِ عِمْران.

  ونَزَّلَهُ تَنْزيلاً وأَنْزَلَهُ إنْزالاً ومُنْزَلاً، كمُجْمَلٍ، واسْتَنْزَلَه بمعْنًى واحِدٍ.

  قالَ سِيْبَوَيْه: أَبو عَمْرو يفرُقُ بينَ نَزَّلْت وأَنْزَلْت ولم يذْكُرْ وَجْهَ الفَرْق.

  قالَ أَبو الحَسَنِ: لا فَرْق عنْدِي بَيْنهما إلَّا صيغَة التَّكْثير في نزَّلْت في قِراءَةِ ابنِ مَسْعود وأَنْزَل المَلائِكةَ تَنْزِيلاً⁣(⁣٥)؛ أَنْزَلَ كنَزَّل.

  قالَ شيْخُنا: وفرَّقَ جماعَةٌ مِن أَرْبابِ التَّحْقيقِ فقالُوا: التَّنْزيلُ تَدْريجيٌّ والإنْزِالُ دَفعيٌّ كما في أَكْثَر الحَواشِي الكَشَّافية والبَيْضاوِيَّة، ولمَّا وَرَدَ اسْتِعْمال التَّنْزِيلِ في الدَّفْعيّ زَعَمَ أَقوام أَنَّ التَّفْرقَةَ أَكْثَرية وأَنَّ التَّنْزيلَ يكونُ في الدَّفْعيّ أَيْضاً، وهو مَبْسوطٌ في مواضِعٍ مِن عنايَةِ القاضِي، انتَهَى.


(١) اللسان، وبهامشه كتب مصححه: قوله: إن تلقى، هكذا في الأصل، والوجه إن تلق، بالجزم، ولعله أشبه الفتحة فتولدت من ذلك الألف.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ١٢٠ واللسان وعجزه في الصحاح، وبالأصل «تذيل».

(٣) ضبطت في القاموس بالضم، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبها.

(٤) اللسان والصحاح وفيهما «ا إن ذكرتك» في البيت وفي الشرح.

(٥) الفرقان الآية ٢٥.