تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عظرب]:

صفحة 244 - الجزء 2

  ويقال: رجل عِظْيَبُّ الخَلْقِ بفتح الخَاءِ المُعْجَمَة وسُكُونِ اللَّامِ، أَي الذَّات والصُّورَة الظَّاهِرَة كإرْدَبّ أَي بالكَسْر فسُكُونٍ ففَتْح فتشدِيد: عَظِيمُه. وعِظْيَبُّ الخُلُقِ بالضَّمِّ: سَيِّئُه.

  والعُنْظُبُ كقُنْفُذٍ وجُنْدَبِ أَي بفَتْح الثَّالث وهو لُغَة، وعِنْظَابٌ مثل قِنْطار عن اللِّحْيَانِيّ وقُسْطَاسِ وعُنْظُوب مثلُ زُنْبُورٍ كُلُّه: الجَرادُ الضخْمُ أَو الذَّكَر مِنْه، والأُنْثَى، عُنْظُوبَة، والجَمْعُ عَنَاظِبُ. قال الشّاعِر:

  غَدَا كالعَمَلَّسِ في خَافَةِ ... رؤوسُ العَنَاظِبِ كالعُنْجُدِ

  العَمَلَّسُ: الذِّئبُ. والخَافَةُ: خَريطَةٌ من أَدَم. والعُنْجُدُ: الزَّبِيبُ.

  وقال اللِّحْيَانِيّ: هو الذَّكَر الأَصْفَرُ مِنه أَي الجَرَادِ كالعُنْظُبَانِ بضَمِّ الأَوَّل والثَّالِث. قال أَبو حَنيفة: هو ذَكَر الجَرَادِ والعُنْظَابَة والعُنْظُبَاءِ وهما الجَرَادُ الضَّخْمُ.

  وعُنْظُبَة، كقُنْفُذَةٍ: ع قال لَبِيد:

  هل تَعْرِفُ الدَّارَ بسَفْح الشُّربُبَه⁣(⁣١) ... من قُلَل الشِّحْرِ فذَاتِ العُنْظُبَهْ

  جَرَّت عَلَيْهَا أَن خَوَتْ مِن أَهْلَها ... أَذيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ

  هَكَذَا أَنْشدَه الجَوْهَرِيّ، وقال الصّاغَانِيّ: ليس لِلبِيد على هذا الرَّوِيّ شَيْء. والعَصُوفُ⁣(⁣٢): الرِّيحُ العَاصفَة.

  والحَصِبَةُ: ذات الحَصْبَاءِ.

  بَقِي أَنّ شيخَنا نَقَل عن أَبِي حَيّان أَن نُونَ العُنْظَب زَائِدَة. قلت: وهو صَنِيعُ المُصَنِّف. ونقل عن غَيْرِه أَيضاً تَفْسِيره بذَكَر الخَنَافِس كالحُنْظُبِ، وقد تَقَدَّمَ.

  وفي لسان العرب: المُعَظَّبُ⁣(⁣٣) المُعَوَّدُ للرِّعْيَةِ والقيامِ على الإِبِل الملازمُ لعَمَلِه القَوِيُّ عَلَيْهِ. وقيل: المُلَازِم لكُلّ صَنْعَة.

  [عظرب]: العِظْرِبُ، بالكَسْر والظَّاءِ المُشَالَة كزِبْرِجٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وصَاحِبُ اللّسَان وقال الصَّاغَانيّ: هي الأَفْعَى الصَّغِيرَةُ

  [عقب]: العَقْبُ بفَتْح فَسُكُون: الجَرْيُ يجيءُ بَعْدَ الجَرْيِ الأَوّل.

  وفي الأَسَاسِ: ويُقَال للفَرَس الجَوَاد هو ذُو عَفْوٍ وعَقْبٍ⁣(⁣٤)، فعَفْوُه: أَوَّل عَدْوِه، وعَقْبُه: أَن يُعْقِب مُحْضِراً⁣(⁣٥) أَشَدَّ من الأَوَّل، ومنه قولهم لمِقْطَاع الكَلَام: لو كان له عَقْبٌ لتَكَلَّم، أَي جَوَابٌ، ومثله في لِسَان العَرَب.

  والعَقْب: الوَلَدُ. وولَدُ الوَلَد من الرَّجُلِ: البَاقُون بعدَه، كالعَقِبِ ككَتِفٍ، في المَعْنَيَيْنِ. تقول: لِهذَا الفَرَسِ عَقْبٌ حَسَنٌ، وفَرَسٌ ذو عَقْب أَي لَهُ جَرْيٌ بعد جَرْيٍ. قال امرؤ القَيْسِ:

  على العَقْبِ جَيَّاش كَأَنَّ اهتِزَامَهُ ... إِذا جَاشَ فيه حَمْيُه⁣(⁣٦) غَلْيُ مِرْجَلِ

  قال ابن منْظُور: وقالوا: عِقَاباً، أَي جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ.

  وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِنَاءِ ويُرْ ... ضِيكَ عِقَاباً إِنْ شِئتَ أَو نَزَقَا

  وقول العرَب: لا عَقِبَ له، أَي لم يَبْق له وَلَد ذَكَر، والجَمْع أَعْقَابٌ.

  والعُقْبُ بالضَّمِّ والعُقُب بضمَّتَيْنِ مثل عُسْر وعُسُر: العَاقِبَةُ. ومنه قَوْلُه تَعَالى: {هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً}⁣(⁣٧).

  أَي عَاقِبَة.

  والعَقْب بالتَّسْكِين وكَكتِفٍ: مُؤَخَّرُ القَدَمِ، مُؤَنَّثَة، منه، كالعَقِيبِ كأَمِير. ونَقَل شيخُنَا في هَذَا أَنه لُغَيَّة رَدِيئة، والمَشْهُورُ فيه الأَوّلُ.

  وفي المصباح: أَنّ عَقِيباً بالياءِ صِفَة وأَن استعمالَ الفُقَهَاءِ والأُصُولِيِّين لَا يَتِمّ إِلا بِحذْفِ مُضَاف، وسَيَأْتِي. وفي


(١) بالأصل «السرببه» وما أثبتناه عن اللسان والصحاح ش ر ب وأشار إليه بهامش المطبوعة المصرية.

(٢) بالأصل «والعصف» وقد مرّت قريباً في البيت.

(٣) في اللسان: والمعظِّب والمعظَّب: المعوَّد.

(٤) الأساس: وذو عقب.

(٥) الأساس: بحضرٍ.

(٦) عن اللسان وبالأصل «حمئه» والاهتزام: صوت جري الفرس.

(٧) سورة الكهف الآية ٤٤.