تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع اللام

صفحة 770 - الجزء 15

  بِناءٍ وبَالٌ على صاحِبِه»، المُرادُ به العَذَاب في الآخِرَةِ.

  وفي التَّنْزيلِ العَزيز (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها)⁣(⁣١) أَي وَخامَة عاقبة أَمْرِها.

  ووَبالٌ: فَرَسُ ضَمرَةَ بنِ جابرٍ بنِ قَطَنِ بنِ نَهْشلٍ.

  ووَبالٌ: ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ⁣(⁣٢)، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لجريرٍ:

  تِلْك المَكارِم يا فَرَزْدَقُ فاعْترف

  لا سَوْق بَكْرِك يَوْمَ جُرْفِ وَبالِ

  وقوْلُهم: أَبيلٌ على وَبيلٍ أَي شَيْخٌ على عَصا.

  والوَابِلَةُ: طَرَفُ رأسِ العَضُدِ والفَخِذِ، أَو هو طَرَفُ الكَتِفِ، أَو هي لَحْمَةُ الكَتِفِ، أَو عَظْمٌ في مَفْصِلِ الرُّكْبَةِ، أَو ما الْتَفَّ من لَحْمِ الفَخِذِ في الوَرِكِ.

  وقالَ أَبو الهَيْثَمِ: هي الحَسَنُ، وهو عَظْمُ العَضُدِ الذي يَلِي المَنْكِب، سُمِّي حَسَناً لكَثْرةِ لَحْمِهِ.

  وقالَ شَمِرٌ: الوَابِلَةُ رَأْسُ العَضُدِ في حُقِّ الكَتِفِ، والجَمْعُ أَوَابِلٌ.

  والوَابِلَةُ: نَسْلُ الإِبِلِ والغَنَمِ.

  والوَبَلَى، كجَمَزَى: التي تَدِرُّ بَعْدَ الدَّفْعَةِ الشَّديدَةِ، قالَ عَمْرُو بنُ حُمَيلٍ⁣(⁣٣):

  تَدُرَّ بَعْدَ الوَبَلَى شَجَاذِ

  منها هَمَاذِيُّ على هَمَاذِي⁣(⁣٤)

  والمُوابَلَةُ: المُواظَبَةُ.

  والمِيبَلُ، كمِنْبَرٍ: ضَفيرَةٌ من قِدٍّ مُرَكَّبَةٌ في عودٍ يُضْرَبُ بها الإِبِلُ وتُساقُ، كما في العُبَابِ.

  والمِيبَلَةُ، بهاءٍ: الدِّرَّة مِفْعَلَة مِن وَبَلَه، قالَ ساعدَةُ بنُ جُؤَيَّة يَصِفُ الشيخَ:

  فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بمِيبَلةِ

  قد عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ؛ القَدَمِ⁣(⁣٥)

  وهي أَيْضاً العَصا وبه فسّرَ هذا البَيْت يقولُ: قامَ يَتَوَكَّأُ على عَصَاه وكَفَّاه تَرْعدان.

  ووَابِلٌ، كصاحِبٍ: ع بأَعالي المدينَةِ، على ساكِنِها السَّلام.

  ووَابِلُ: جَدُّ هِشامِ بنِ يُونُسَ اللُّؤْلُؤِيِّ المحدِّثِ، حدَّثَ عنه التَّرمذِيُّ، وحَفيدُه إسحقُ بنُ إبراهيم حدَّثَ عن جَدِّه، وعنه أَبو القاسِمِ بنُ النّحَّاس المُقْرِئُ.

  والوَبِيلُ في قَولِ طَرَفَةَ بنِ العَبْد:

  فمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالَةُ

  عَقيلَةُ شَيْخٍ كالوَبيلِ أَلَنْدَدِ⁣(⁣٦)

  ويُرْوَى: يَلَنْدَد، العَصا أَو ميجَنَةُ القَصَّارِين لا حُزْمَةُ الحَطَبِ كما توهَّمَهُ الجوهريُّ قلْتُ: وهذا الذي وَهِمَ فيه الجوْهرِيُّ قد ذَكَرَه الصَّاغانيُّ فقالَ بَعْدَ نَقْلِ القَوْلَيْن: وقيلَ: الحَطَبُ الجَزْلُ، وكذلِكَ ذَكَرَه أَيْضاً ابنُ خَرُوف في شرْحِ الدِّيوانِ، فهو قَوْلٌ ثالِثٌ صَحِيحٌ، ومِثْلُه لا يكونُ وَهماً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رجُلٌ وَابِلٌ: جوادٌ يَبِلُ بالعَطاءِ، وهو مجازٌ، قالَ الشاعِرُ:

  وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذَاعَتْ

  بها الإِعْصارُ بعدَ الوَابِلِينا⁣(⁣٧)

  يصفُهم بالوَبلِ لسَعةِ عَطَايَاهُم.

  وأَرْضٌ غَمِلَةٌ وَبِلَةٌ أَي وَبِيئَةٌ.

  وماءٌ وَبِيلٌ: غيرُ مَرِئٍ، وقيلَ: هو الثَّقيلُ الغَليظُ جدًّا.

  والوَبالُ: الفَسادُ.

  والوَبَلَةُ محرَّكةً: الوَخَامَةُ مِثْلُ الأَبَلَةِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.


(١) سورة الطلاق الآية ٩.

(٢) في معجم البلدان: ماء لبني عبس، والأصل كرواية اللسان.

(٣) ويقال «حميل» على فعيل.

(٤) التكملة.

(٥) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٤ برواية: «بمحجنه» بدل «بميبله» واللسان والتكملة.

(٦) من شواهد القاموس. وهو من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٣٨ وفيه «يلندد» واللسان وعجزه في الصحاح.

(٧) اللسان والأساس.