تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وغل]:

صفحة 783 - الجزء 15

  [وغل]: الوَغْلُ مِن الرِّجالِ: الضَّعِيفُ النَّذْلُ السَّاقطُ المُقَصِّرُ في الأَشْياءِ، جَمْعُه أَوْغالٌ، وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:

  وحاجِبٍ كَرْدَسَه في الحَبْلِ

  مِنَّا غُلامٌ كان غيرَ وَغْلِ

  حتى افتدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ⁣(⁣١)

  والوَغْلُ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ، عن أَبي حَنيفَةَ، وأَنْشَدَ:

  فلمَّا رأَى أَنْ ليس دونَ سَوادِها

  ضَراءٌ ولا وَغْلٌ من الحَرَجات⁣(⁣٢)

  والوَغْلُ: الزُّوانُ الذي يأْكُلُهُ الحَمامُ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الوَغْلُ: المُدَّعِي نَسَباً كاذِباً ليسَ بنَسَبِهِ، والجَمْعُ أَوْغالٌ.

  والوَغْلُ: المُلْجَأُ، وهكذا أَنْشَدَ الفرَّاء قَوْلَ ذي الرُّمَّةِ السابِقَ:

  حتى إذا لم يَجِدْ وَغْلاً

  الخ.

  ويقالُ: ما لي عنه وَغْلٌ أَي مَلْجَأٌ كوَعْلٍ.

  والوَغْلُ السَّيِّءُ الغذاءِ كالوَغِلِ، ككَتِفٍ، وهذه عن سِيْبَوَيْه.

  والوَغْلُ: الدَّاخِلُ على القَوْمِ في طَعامِهِم وشَرابِهِم مِن غيرِ أَنْ يُدْعَى إليه، أَو يُنْفِق معهم مِثْل ما أَنْفَقُوا، قالَهُ كراعٌ، كالوَاغِلِ.

  وقالَ يَعْقوب: الوَاغِلُ في الشَّرابِ كالوَارِشِ في الطَّعامِ، قالَ امْرُؤُ القيسِ:

  فاليومَ أَشرب غيرَ مُسْتَحْقِبٍ

  إثْماً من اللهِ ولا واغِلِ⁣(⁣٣)

  وقالَ الرَّاجِزُ⁣(⁣٤):

  فمَتَى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو

  هُ تُعْطَفْ عليه كأْسُ الساقِي

  وقد وَغَلَ يَغِلُ وَغَلاناً ووَغْلاً، وذلِكَ الشَّرابُ وَغْلٌ أَيْضاً، عن ابنِ السِّكِّيت؛ قالَ عَمْرُو بنُ قَمِيئةَ:

  إن أَكُ مِسْكِيراً فلا أَشْرَب ال

  وَغْلَ ولا يَسلَمُ مِنِّي البَعير⁣(⁣٥)

  وكذلِكَ عن أَبي عَمْرو.

  ووَغَلَ في الشَّيءِ يَغِلُ وُغولاً: دَخَلَ فيه وتَوَارَى به، وقد خُصَّ ذلِكَ بالشَّجَرِ، أَو وَغَلَ وُغولاً بَعُدَ وذَهَبَ؛ ونَصُّ المحْكَمِ: ذَهَبَ وأَبْعَدَ، وأَنْشَدَ للرَّاعِي:

  قالت سُلَيْمَى أَتَنْوِي اليومَ أَم تَغِلُ

  وقد يُنَسِّيكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ؟⁣(⁣٦)

  وأَوْغَلَ في البلادِ ونحوِها، وكذلِكَ: أَوْغَلَ في العِلمِ إذا ذَهَبَ وبالَغَ وأَبْعَدَ فيها.

  وفي الحَدِيْث: «إنَّ هذا الدَّيْن مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه برِفْقٍ ولا تبغض إلى نفْسِك عبادَةَ اللهِ، فإنَّ المنبتَ لا أَرضاً قَطَعَ ولا ظْهْراً أَبْقَى؛ يُريدُ: سِرْ فيه برِفْقٍ وابْلغِ الغايَةَ القُصْوى منه بالرِّفْق لا على سبيلِ التَّهافُتِ والخُرْق، ولا تحْمِل على نفْسِك وتُكلِّفها ما لا تُطِيْقه فتَعجِزَ وتَتْرُك الدِّيْن والعَمَل، وقالَ الأَعْشَى:

  تقَطعْ الأَمعَزَ المُكَوكِب وخداً

  بنَواحٍ سَرِيعةِ الإِيغالِ⁣(⁣٧)

  وهو السَّيرُ السَّريعُ والإِمْعان فيه، كتَوَغَّلَ إذا سَارَ فأَبْعَدَ.

  وكُلُّ دَاخِلٍ في شيءٍ واغل ومُسْتَعْجِلاً مُوغِلٌ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: غَل في البِلادِ وأَوْغَلَ بمعْنى واحِدٍ.

  وأَوْغَلْوا: أَمْعَنُوا في سَيْرِهم دَاخِلِيْن بينَ ظَهْراني الجِبالِ أو في أَرْضِ العَدُوِّ؛ وكذلِكَ تَوَغَّلوا وتَغَلْغَلُوا، وأَمَّا الوُغُول فإنَّه الدُّخولُ في الشيءِ وإن لم يُبْعَد فيه.

  وقد أَوْغَلَتْهُ الحاجَةُ قالَ المُتَنَخِّلُ:


(١) الصحاح واللسان.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٤٩ برواية: «فاليوم أُسقى» واللسان والمقاييس ٦/ ١٢٧ والصحاح.

(٤) كذا، وفي اللسان: «قال الشاعر»، أصح، فالشعر الآتي ليس رجزاً.

(٥) اللسان والتهذيب والصحاح.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٩٧ وانظر تخريجه فيه، واللسان.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٦٥ واللسان والتهذيب والصحاح.