تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هرمل]:

صفحة 802 - الجزء 15

  أَرَانا على حُبِّ الحياةِ وطُولِها

  يَجِدُّ بنا في كل يوم ونَهْزِلُ⁣(⁣١)

  وحَكَى ابنُ بَرِّي عن ابنِ خَالَوَيْه قالَ: كلُّ الناسِ يقُولُون هَزَلَ يَهْزِلُ مِثْل ضَرَبَ يَضْرِبُ، إِلَّا أَنَّ أَبا الجرَّاحِ العقيليّ قالَ: هَزِلَ يَهْزَل مِن الهَزْل ضِدّ الجِدِّ.

  وقَوْلٌ هَزْلٌ: هُذاءٌ. وفي التَّنزيلِ: {وَما هُوَ بِالْهَزْلِ}⁣(⁣٢).

  قالَ ثَعْلَب: أَي ليسَ: بِهَذَيان.

  وفي التَّهْذِيبِ: أَي ما هو باللَّعِبِ.

  وفلانٌ يَهْزِلُ في كَلامِهِ إذا لم يكنْ جادًّا؛ تقولُ: أَجادٌّ أَنْتَ أَمْ هازِلٌ.

  وهازَلَ مِثْلُ هَزَلَ؛ قالَ:

  ذو الجِدِّ إنْ جَدَّ الرجال به

  ومُهازِلٌ إن كان في هَزْل⁣(⁣٣)

  ورجُلٌ هَزِلٌ، ككَتِفٍ، أَي كثيرُهُ، هكذا في النسخِ، وصَوابُه: ورجُلٌ هِزِّيْلٌ، كسِكِّيْت: كثيرُهُ، كما هو نَصُّ اللّسانِ.

  وأَهْزَلَهُ: وجَدَه لَعَّاباً.

  والهُزالَةُ: الفُكاهَةُ زِنَةً ومعْنًى.

  والهُزالُ بالضَّمِ: نقيضُ السِّمنِ.

  وقد هُزِلَ الرَّجُلُ والدَّابَّةُ، كعُنِيَ، هُزالاً، بالضمِ، وهَزَلَ هو كنَصَرَ، هَزْلاً، بالفتحِ ويُضَمُّ؛ وأَنْشَدَ أَبو إسْحاق:

  واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ

  ودِقَّةٌ في ساقِهِ من هُزْلِهِ

  ما كان في فِتْيانِكم مِنْ مِثْله⁣(⁣٤)

  وهَزَلْتُه أَنا أَهْزِلُه هَزْلاً فهو مَهْزولٌ وهَزَّلْتُه تَهْزِيلاً. قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: والهَزْلُ يكونُ لازِماً ومُتعدِّياً، يقالُ: هَزَلَ الفرسُ، وهَزَلَه صاحِبُه وأَهْزَلَه وهَزَّله.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: وكلُّ ضُرٍّ هُزالٌ؛ وأَنْشَدَ:

  أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً

  وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلْهُزال⁣(⁣٥)

  وأَهْزَلُوا: هُزِلَتْ أَمْوالُهم، كهَزَلُوا كضَرَبُوا، زادَ ابنُ سِيْدَه: ولم تَمُتْ.

  وفي المُحْكمِ: أَهْزَلَ يُهْزِلُ إذا هُزِلَتْ ماشِيَتُه، وأَنْشَدَ:

  يا أُمَّ عبدِ الله لا تَسْتَعْجِلِي

  ورَفَّعِي ذَلاذِلَ المُرَجِّلِ

  إنِّي إذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ

  يُهْزِلْ⁣(⁣٦) ومَنْ يُهْزِل ومَنْ لا يُهْزَلِ

  يَعِهْ وكلٌّ يَبْتَلِيهِ مُبْتَلِي⁣(⁣٧)

  يَعِهْ: يُصِبْ ماشِيَتَه العاهَةُ.

  وأَهْزَلُوا: حَبَسُوا أَموالَهُم عن شِدَّةٍ وضِيقٍ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المَهازِلُ الجُدوبُ⁣(⁣٨).

  قلْتُ: كأَنَّه جَمْعُ مهْزَلَةٍ، فإِنَّ الجَدْبَ ممَّا يَحْمِلُ الدابَّة على الهزلِ.

  والهَزْلُ: مَوْت مواشِي الرَّجُل؛ يقالُ: هَزَلَ يَهْزِلُ هَزْلاً أَي مَوَّتَتْ ماشِيَتُه، وإذا ماتَتْ قيلَ: هَزَلَ الرجُلُ هَزْلاً فهو هازِلٌ. افْتَقَرَ.

  وكشَدَّادٍ: هَزَّالُ بنُ مُرَّةَ الأَشْجَعِيُّ أَخْرَجَه أَبو عُمَر في الاسْتِيْعاب؛ وهَزَّالُ بنُ ذِيابِ⁣(⁣٩) بنِ يَزِيدَ، وفي معجمِ ابنِ فَهْدٍ: هَزَالُ بنُ يَزيدَ الأسْلَميُّ له في رَجْم ماعِزٍ: «يا هَزَّال لو سَتَرْته بثَوْبِك⁣(⁣١٠) كان خيراً لَكَ، رَوَى عنه ابنُه نعيم وحَفِيدُه


(١) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٢) الطارق الآية ١٤.

(٣) اللسان والأساس بدون نسبة.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يهزل، موضعه رفع، ولكنه أسكن للضرورة وهو فعل للزمان، ويعه كان في الأصل «يعيه» فلما سقطت الياء انجزمت الهاء، كذا في اللسان بحروفه».

(٧) اللسان والثالث والرابع والخامس في التهذيب.

(٨) الجمهرة ٣/ ١٩.

(٩) في أسد الغابة: ذئاب.

(١٠) في أسد الغابة: «ألا سترته ولو بثوبك» في روايةٍ، وفي أخرى كالأصل.