تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع اللام

صفحة 813 - الجزء 15

  ويقالُ: ما أَصَابَ هَلَّةً⁣(⁣١) ولا بَلَّةً أَي: شيئاً؛ ويقالُ: ما جَاءَ بهِلَّةٍ ولا بِلَّةٍ الهِلَّةُ مِن الفَرَحِ والاسْتِهْلالِ، والبِلَّةُ أَدْنَى بَللٍ مِن الخَيْرِ حَكاهُما كراعٌ بالفتحِ.

  والهُلَّى، كرُبَّى: الفَرْجَةُ بعدَ الغَمِّ، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.

  واهْتَلَّ: افْتَرَّ عن أَسْنانِهِ، وقد تقدَّمَ شاهِدُه.

  ومِن المجازِ: اسْتُهِلَّ السَّيْفُ أَي اسْتُلَّ، كما في الأساسِ والعُبَابِ.

  وذوا الهِلالَيْنِ لَقَبُ زَيْدِ⁣(⁣٢) بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ لأنَّ أُمَّهُ أُمُّ كُلْثومِ بنتُ عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، وهي رُقَيَّة الكُبْرى، لُقِّبَ بجَدَّيْه، مَاتَ هو وأُمُّه في يومٍ واحِدٍ وصُلِّي عليهما مَعاً.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَهَلَّ اللهُ المَطَرَ: أَمْطَرَه.

  والهَلَالَةُ، كسَحَابَةٍ: المَطَرَةُ الأولة.

  والهِلَّةُ، بالكسرِ: المَطَرُ. وفي حَدِيْث النابِغَة: فنَيَّفَ على المائَةِ وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ، كلُّ شيءٍ انْصَبَّ فقد انْهَلَّ.

  والمُهَلُّ بضمِ الميمِ: مَوْضِعُ الإهْلالِ، وهو المِيقاتُ الذي يُحْرِمون منه، ويَقَعُ على الزَّمانِ والمَصْدرِ؛ وقوْلُه، ø (وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ)⁣(⁣٣) أَي نُودِي عليه بغيرِ اسمِ اللهِ، كما في الصِّحاحِ. وأَهَلَّ الكَلْبُ بالصَّيْدِ إهْلالاً: وهو صَوْتٌ يخرُجُ مِن حَلْقِه إذا أَخَدَه بينَ العُواءِ والأنِيْنِ، وذلِكَ مِن حاقِّ الحِرْص وشِدَّةِ الطَّلَبِ وخَوْف القوْت، وهو مجازٌ.

  واسْتَهَلَّتِ العَيْنُ: دَمَعَتْ؛ قالَ أَوْسٌ:

  لا تَسْتَهِلُّ من الفِرَاق شُؤُوني⁣(⁣٤)

  وأَهْلَلْنا هِلالَ شَهْرِ كذا واسْتَهْلَلْنَاه: رَأَيْناه.

  واسْتَهَلَّ الشَّهْرُ: ظَهَرَ هِلالُه وتبيَّن. وهَالِلْ أَجيرَكَ كذا، عن اللّحْيانِيّ حَكَاه عن العَرَبِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: فلا أَدْرِي هكذا سَمِعَه منهم أَمْ هو الذي اخْتارَ التَّضْعيفَ.

  وجِئْتُه عندَ مُهَلِّ الشَّهْرِ ومُسْتَهَلِّه.

  وهَلَّلَ الرَّاءَ والزَّاي: كَتَبَهُما، ولا يقالُ: هَلَّلَ الألِفَ واللامَ لأنَّه لا اسْتقْواسَ فيهما، وهو مجازٌ، وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ:

  تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ

  والزَّايُ والرَّا أَيَمَّا تَهْلِيلِ⁣(⁣٥)

  أَرَادَ: تَضَعُهما على شَكْلِ الهِلالِ.

  وهِلالُ البَعيرِ: ما اسْتَقْوَسَ منه عندَ ضُمْرِه، قالَ ابنُ هَرْمَةَ:

  وطارِقِ هَمٍّ قد قَرُبْتُ هِلالَهُ

  يَخُبُّ إذا اعقل المَطِيّ ويَرْسُمُ⁣(⁣٦)

  أَرَادَ: أَنَّه فَرَى الهَمَّ الطارِقَ سَيْر هذا البَعيرِ وهلال الاصبع المطيف بالظفر.

  والهَيْلَلَةُ: التَّهلِيلُ، قالَ: أَبو العَبَّاس: الحَوْلَقَة والبَسْمَلَة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة، هذه الأرْبَعة أَحْرُف جاءَتْ هكذا قيلَ لَه: فالْحَمْدُ لَه؛ قالَ: ولا أُنْكِره.

  ويقالُ: أَهْلَلْنا عن لَيْلَةِ كذا ولا يقالُ أَهْلَلْناهُ فَهَلَّ كما يقالُ أَدْخَلْناه فدَخَلَ وهو قياسُه، كما في الصِّحاحِ.

  وثَوْبٌ هَلْهَلٌ: رَدِيءُ النَّسْجِ.

  والمُهَلْهَلة مِن الدُّروعِ: أَرْدَؤُها نَسْجاً.

  وقالَ شَمِرٌ في كتابِ السِّلاح: المُهَلْهَلة مِن الدُّروعِ هي الحَسَنَةُ النَّسْجِ⁣(⁣٧) لَيْسَتْ بصَفِيقَة، ويقالُ: هي الواسِعَةُ الحَلَقِ.

  وهَلْهَلَ عن الشيءِ رجَعَ.

  وجَمَلٌ مُهَلَّلُ، كمُعَظَّمٍ: عليه سِمَةُ الهِلَالِ.

  وحاجِبٌ مُهَلَّلٌ: مُقَوَّسٌ وهَلَلَ نِصَابه هَلكتْ مَوَاشِيَه.


(١) في اللسان: هِلّة ولا بِلّة.

(٢) في القاموس: زيدٌ بنُ ... أُمُّهُ، بالضم ضبط حركات، وتصرف الشارح بالعبارة.

(٣) سورة النحل الآية ١١٥.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٢٩ وصدره:

لا تحزنيني بالفراق فإنني

وعجزه في اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان والتهذيب وفيهما: «قريت ... اعتلّ المطيّ».

(٧) في التهذيب: الحسنة النسج الرقيقة.