تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع الميم

صفحة 13 - الجزء 16

  والأَدَمُ، محرَّكةً: القَبْرُ، وأَيْضاً: التَّمْرُ البَرْنيُّ، كَما في العُبَابِ، وبالقَبْر فسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ الشاعِرِ السابقِ.

  وكُلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ

  وأَمَّا تَسْمِيته التَّمْر البَرْنيّ الأَدَم فلعلَّه على التَّشْبيهِ بالأدَام.

  وأَدَمُ: ع قُرْبَ ذي قارٍ، وهناك قُتِلَ الهامُرْزُ.

  وأَيْضاً: ع قُرْبَ العَمْقِ.

  قالَ نَصْر: وأَظنُّه جَبَلاً.

  وأَيْضاً: ة بِصَنْعاءَ باليَمَنِ.

  وأَيْضاً: ناحِيةٌ قُرْبَ هَجَرَ من أَرْضِ البَحْرَيْن.

  وأَيْضاً: ناحِيَةٌ من عُمانَ الشَّمالِيَّة⁣(⁣١) فيها شَمَائلِ.

  وأُدَيِّمٌ، كغُلَيِّمٍ: أَرْضٌ بين السَّراةِ وتِهامَة واليَمَنِ، هكذا في النسخِ وفيه غَلَطٌ في الضَّبْطِ والتّفْسيرِ وتِكْرَار، وذلِكَ لأنَّ ياقوتاً ضَبَطَه كزُبَيْرٍ وقالَ: هي أَرضٌ تُجاوِرُ تَثْلِيث، وقد سَبَقَ هذا للمصنِّفُ بعَيْنِهِ، ثمَ قالَ: تَلي السَّراة، فصحَّفَه المصنِّفُ وجَعَلَه بينَ السَّراة، ونَصّ ياقوت بَعْدَ قَوْلِه تَلى السَّراة بينَ تِهامَةَ واليَمَنِ فتَأمَّل ذلِكَ وأَنصف. قالَ: وهي التي كانت مِن دِيارِ جُهَيْنَة وجَرْم قَدِيماً.

  وأُدَيِّمُ أَيْضاً: ع عنْدَ وادِي القُرَى، وهذا أَيْضاً ضَبَطَه نَصْر كزُبَيْرٍ وزادَ: مِن دِيارِ عذْرَةَ، قالَ: وكانت لهم بها وَقْعَة مع بنِي مُرَّة.

  وأُدْمامُ بالضَّمِّ⁣(⁣٢): د بالمَغْرِب. قالَ ياقوتُ: وأَنا منه في شَكٍّ.

  ومِن المجازِ: أَطْعَمْتُكَ مَأْدُومي أَي أَتَيْتُكَ بعُذْرِي، وقد جَاءَ في قَوْل امرَأَةِ دُرَيْد بنِ الصّمَّةِ حينَ طَلَّقها: أَبا فلانٍ: أَتُطَلِّقُني، فو الله لقد أَبْتَتْتُك مَكْتُومي وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي: يقالُ: إنَّما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحَسَن.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه: الأُدْمُ، بالضمِ: ما يُؤْكَلُ بالخُبْزِ أَيَّ شيءٍ كانَ، والجَمْعُ آدَامٌ، وقد ائْتَدَمَ به إذا اسْتَعْمَلَه.

  وأَدَّمَه تأْدِيماً: كَثَّر فيه الإدَامَ، وبه رُوِي حَدِيْث أَنَس السابِقُ أَيْضاً.

  وفي حَدِيْث خَدِيْجة، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنها: «فو الله إنَّك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المَأدُوم»، أي الطَّعام الذي فيه إدَامٌ، عَنَت سَماحَةَ نفْسه، ، بالجودِ والقِرَى.

  وآدَمَ القومَ، بالمدِّ: أَدَمَ لهم خُبْزَهم، لُغَةٌ أَدَمهم، أَنْشَدَ يَعْقوب في صفَةِ كِلابِ الصَّيْدِ:

  فهي تُبارِي كلَّ سارٍ سَوْهَقِ ... وتأدم القوم إذا لم تُغْبقِ⁣(⁣٣)

  وهو أُدمَةٌ لفلانٍ، بالضمِ: أَي أُسْوةٌ، عن الفرَّاءِ، لُغَةٌ في الأدمة والأدمة.

  ويُسْتعارُ الأدِيمُ للحَرْب، قالَ الحارِثُ بنُ وَعْلَة:

  وإيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها ... صحيحٌ وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ⁣(⁣٤)

  إنَّما أَرادَ لا أَدِيمَ لها.

  وفي المَثَلِ: إنَّما يُعاتَبُ الأدِيمُ ذو البَشَرةِ أَي مَن يُرْجَى وفيه مُسْكَةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَعَ مَن فيه مُراجَعٌ.

  وأَدَمْتُ الأَدِيمَ أَي قَشَرْته كَشَفْته وبَشَرْته: وآدَمْتُه، بالمدِّ بَشِرْتُ أَدَمَتَهُ.

  وأَدِيمُ الليلِ: ظُلْمَتُهُ، عن ابن الأعْرَابيِّ، وأَنْشَدَ:

  قد أَغْتَدِي والليلُ في حَرِيمِه ... والصُّبْحُ قد نَسَّمَ في أَدِيمهِ⁣(⁣٥)

  وهو مجازٌ. ويقالُ: ظلَّ أَدِيمُ الليلِ قائماً، يَعْنُونَ كُلَّه.

  وفلانٌ بَرِيءُ الأدِيم ممَّا لُطِخَ به، وهو مجازٌ.

  والأَدْمَةُ: الحُمْرَةُ، كذا بخطّ أَبي سَهْلٍ، ورجُلٌ آدَمُ: أَحْمر اللَّوْنِ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فيها شمائل، عبارة ياقوت: يليها شمائل» كذا، وفي ياقوت: تليها شمليل.

(٢) قيدها ياقوت بالضم ثم الفتح ثم ميم وألف وميم أخرى.

(٣) اللسان وفيه: وتؤدِم.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان وفيه: «جريمة ... قد نَشَّم».