تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أزم]:

صفحة 19 - الجزء 16

  ومآزِمُ الأرضِ والفَرْجِ والعَيْشِ، هذه عن اللَّحْيانيّ مَضايِقُها، وكلُّ مَضِيقٍ مَأْزِمٌ كالمَأْزِلِ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ عن أَبي مَهْدِيَّة:

  هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما ... وعِضَواتٌ تَمْشُق اللهازِما⁣(⁣١)

  الواحِدُ مَأْزِمٌ، كمَنْزِلٍ. وفي الحَدِيْث: «إنِّي حَرَّمْت المدِينَة حَراماً ما بين مَأْزِمَيْها»، المَأْزِمُ: المَضِيقُ في الجِبالِ حتى يَلْتَقِي بعضُها ببعضٍ ويَتَّسِع ما وَرَاءه قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهُذَليُّ:

  ومُقامُهنَّ إذا حُبِسْنَ بِمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ أَلَفَّ وصَدَّهنَّ الأَخشَبُ⁣(⁣٢)

  والمَأْزِمُ، كمَنْزِلٍ، ويقالُ المَأْزِمان، مُثَنّى الأُوْلَى عن الأصْمَعِيّ قالَ في سَنَد مَضِيقٌ بين جَمْعٍ وعَرَفة، ومنه قَوْلُ ساعِدَةَ المَاضِي.

  والمَأْزِمان: مَوْضِعٌ آخَرُ بين مكةَ ومِنّى، ومنه حَدِيْث ابن عُمَرَ: «إذا كنتَ بين المَأْزِمَيْن دون مِنى فإنَّ هناك سَرْحَة سُرَّ تحتَها سَبْعون نبيّاً».

  والأَزْمَةُ الأَكْلَةُ الواحِدَةُ في اليومِ مَرَّةً كالوَجْبَةِ.

  والأزْمَةُ: الشِّدَّةُ والقَحْطُ، ومنه الحَدِيْث: «اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي».

  ويُحَرَّكُ كالآزِمَةِ بالمدِّ الثلاثة نَقَلهنَّ الفرَّاءُ، ج أَزْمٌ بالفتح، كثَمْرةٍ وتَمْرٍ، وإزَمٌ كعِنَبٍ مِثْلُ بَدْرةٍ وبِدَرٍ، ويقالُ في تفْسِيرِ الحَدِيْث: الأَزْمَةُ: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ. يقالُ: إنَّ الشِّدَّةَ إذا تَتَابَعَتْ نْفَرَجَتْ، وإذا تَوالَتْ تَوَلَّتْ.

  وفي حَدِيْث مُجاهِد: أَنَّ قُرَيْشاً أَصابَتْهم أَزْمةٌ شَدِيدةٌ وكان أَبو طالِبٍ ذا عِيالٍ، وشاهِدُ الأَزْمِ بالفتحِ قَوْل أَبي خِرَاشٍ:

  جَزَى اللهُ خيراً خالِداً من مُكافِئٍ ... على كلِّ حالٍ من رَخاء ومن أَزْمِ⁣(⁣٣)

  وقد يكونُ مَصْدراً لِأَزَم إذا عضَّ. والآزِمَةُ، بالمدِّ، النَّابُ ج أَوازِمُ كالآزِمِ، كصاحِبٍ، ج أُزَّمٌ، كرُكَّعٍ، كالأَزُومِ كصَبُورٍ ج أُزُمٌ كعُنُقٍ، كذا في المُحْكَم.

  وأَزِيمٌ، كأَميرٍ: جَبَلٌ بالبادِيَةِ، ويقالُ أَزْيَمُ كأَحْمَدَ.

  وأَزَامٌ، كقَطامِ: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ، يقالُ: قد أَزَمت أَزَامِ، قالَ:

  أَهانَ لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه ... غَداةَ الرَّوْع إذ أَزَمَتْ أَزامِ⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ بَرِّي: وأَنْشَدَ أَبو عليٍّ هذا البَيْت: إذ أَزَمَتْ أَزُومُ.

  والأَزُومُ والأُزَامُ، كصَبُورٍ وغُرابٍ: المُلازِمُ للشَّيءِ، الثانِيةُ عن الصَّاغانيِّ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:

  إذا مَقَامُ الصَّابِرِ الأُزَامِ ... لَاقَى الرَّدَى أَو عَضَّ بالإبْهامِ⁣(⁣٥)

  والمُتَأَزِّمُ: من أَصابَتْه أَزْمَةٌ، ويقالُ: هو المُتَأَلَّمُ لِأَزْمةِ الزَّمانِ وشِدَّتِه، وأَنْشَدَ عبدُ الرَّحْمن عن عمِّه الأصْمَعِيّ في رجُلٍ خَطَب إليه ابْنتَه فرَدَّهُ:

  قالوا: تَعَزَّ ولَسْتَ نائِلَها ... حتى تَمَرّ حَلاوَةُ التَّمْرِ

  أَسْنا من المُتَأَزِّمينَ إذا ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ⁣(⁣٦)

  أَي لَسْنا نُزَوِّجك هذه المرْأَة حتى تَعودَ حَلاوةُ التَّمْر مَرارَةً، وذلِكَ ما لا يكونُ، واللَّمُوسُ الذي في نَسَبه ضَعَةٌ، أَي أَنَّ الضَّعيفَ النَّسَب يفْرَح بالسَّنة المُجْدبةِ ليُرْغَب إليه في مالِهِ فيَنْكِحَ أَشْرافَ نِسائِهم لحاجَتِهم إلى مالِهِ.

  وأَزَمُ، محرَّكةً: ناحِيةٌ بِسيرافَ ذاتُ مياهٍ عَذْبة وهواءٍ طيِّب منها: بَحْرُ بنُ يَحْيَى بنِ بَحْرِ الأَزميُّ الفارِسِيُّ، حَدَّثَ عن عبدِ الكريمِ بنِ رَوحِ البَصْرِيّ، وأَبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ


(١) اللسان والصحاح.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٧١ واللسان والصحاح والأساس.

(٣) شرح أَشعار الهذليين، في زيادات شعره ٣/ ١٣٤٥ واللسان.

(٤) اللسان والمقاييس ١/ ٩٨.

(٥) ديوانه ص ١٧٦ والتكملة.

(٦) اللسان.