تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بيم]:

صفحة 64 - الجزء 16

  لو أَنَّني كنتُ من عادٍ ومِن إِرَمٍ ... غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وذا جَدَنِ⁣(⁣١)

  لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلة.

  قالَ: وقد جَعَلَ لَبيدٌ أَوْلادَ البَقَرِ بِهاماً بقَوْلِهِ:

  والعِينُ ساكنةٌ على أَطلائِها ... عُوذاً تأَجَّل بالفَضاءِ بِهامُها⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ بَرِّي: قَوْلُ الجوْهَرِيّ: لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخْلة وَهَمٌ، قالَ: وإنَّما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحَدُ أَمْلاكِ حِمْيَر كان يُغَذَّى بلُحُومِ البَهْمِ، قالَ: وعليه قَوْلُ سَلْمى بنِ ربيعَةَ الضَّبِّيّ:

  أَهْلَك طَسْماً وبَعْدَهم ... غَذِيَّ بَهْمٍ وذا جَدَنِ⁣(⁣٣)

  قالَ: ويدلُّ على ذلِكَ أَنَّه عَطَفَ لُقْماناً على غَذِيَّ بَهْمٍ، وكَذلِكَ في بيْتِ سَلْمى الضَّبِّيّ، انتَهَى.

  وفي الحَدِيْث: أَنَّه قالَ للرَّاعي: ما ولَّدْت؟ قالَ: بَهْمَةٌ، قالَ: اذْبَحْ مَكانَها شاةً.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: فهذا يدلُّ على أَنَّ البَهْمَةَ اسمٌ للأُنْثَى لأَنَّه إنّما سَأَلَه ليَعْلَم أَذَكَراً ولَّدَ أَمْ أُنْثى، وإلَّا فقد كان يَعْلم أَنَّه إنَّما ولَّد أَحَدَهُما.

  وفي حَدِيْث الإيْمان: «تَرَى الحُفاةَ العُراةَ رِعاءَ الإِبِلِ والبَهْم يَتَطاوَلُون في البُنْيانِ».

  قالَ الخَطابيُّ: أَرادَ الأَعْرابَ وأَصْحابَ البَوادِي الذي يَنْتَجِعُونَ مَواقعَ الغَيْثِ، تُفْتَح لهم البِلادُ فيَسْكنونَها ويَتَطاوَلُونَ في البُنْيان.

  والأَبْهَمُ: مِثْلُ الأَعْجَمِ⁣(⁣٤).

  واسْتَبْهَمَ عليه الكَلام أَي اسْتَعْجَمَ فلم يَقْدِرْ على الكَلامِ.

  ويقالُ: اسْتَبْهَمَ عليه الأَمْرُ أَي أُرْتِجَ عليه، وهو مجازٌ. والبُهْمَةُ، بالضَّمِّ: الخُطَّةُ الشَّديدَةُ والمُعْضلةُ، يقالُ: وَقَعَ في بُهْمَةٍ لا يتَّجهُ لها، جَمْعُه بُهَمٌ كصُرَدٍ.

  والبُهْمَةُ: الشُّجَاعُ، وفي الصِّحاحِ: هو الفارِسُ، الذي لا يُهْتَدَى، وفي الصِّحاحِ: لا يُدْرَى، من أَيْن يُؤْتَى مِن شِدَّةِ بأْسِه، عن أَبي عُبَيْدَة، والجَمْعُ بُهَم.

  وفي التّهْذِيبِ: لا يَدْرِي مُقاتِله مِن أَيْن يَدْخُلُ عليه.

  في النّوادِرِ: رجُلٌ بُهْمَةٌ إذا كانَ لا يُثْنَى⁣(⁣٥) عن شيءٍ أَرادَهُ.

  وفي الأساسِ: هو بُهْمَةٌ مِن البُهَمِ للشُّجَاعِ الذي يَسْتَبْهِمُ على أَقْرانِهِ مَأْتَاه. وقيلَ: سُمِّي بالبُهْمَةِ التي هي الصَّخْرةُ المُصْمَتَة.

  والبُهْمَةُ: الجَيْشُ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: ومنه قوْلُهم: فلانٌ فارِسُ بُهْمَةٍ ولَيْثُ غابَةٍ، قالَ مُتَمِّمُ:

  ولِلشرْب فابْكِي مالِكاً ولِبُهْمَةٍ ... شديدٍ نَواحِيها على مَن تَشَجَّعا⁣(⁣٦)

  وهمُ الكُماةُ، قيلَ لهم بُهْمةٌ لأَنَّه لا يُهْتَدى لِقِتالِهم، وقيلَ: هم جماعَةُ الفُرْسانِ.

  وقالَ ابنُ جنيِّ: البُهْمَةُ في الأَصْلِ مَصْدرٌ وُصِفَ به يدلُّ على ذلِكَ قَوْلُهم: هو فارِسُ بُهْمَةٍ، كما قالَ اللهُ تعالَى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}⁣(⁣٧)، فجاءَ على الأصْلِ ثم وُصِف به فقيلَ: رجُلُ عَدْلٍ، ولا فِعْل له، ولا تُوصَفُ النِّساءُ بالبُهْمَةِ، ج بُهَمٌ كصُرَدٍ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: بَهَّموا البَهْمَ تِبْهِيماً إذا أَفْرَدُوهُ عن أُمَّهاتِهِ فَرَعَوْه وحْدَه. وبَهَّموا بالمَكانِ تَبْهِيماً أَي أَقاموا به ولم يَبْرحُوه.

  وأَبْهَمَ الأَمْرُ إبْهاماً: اشتبه فلم يُدْرَ كيفَ يُؤْتَى له، كاسْتَبْهَمَ.

  قالَ شيْخُنا: والنُّحاةُ يقُولُون في أَبوابِ الحالِ والتَّمْييز


(١) من المفضلية ٦٦ بيت رقم ٤ وعجزه فيها:

ربيت فيهم ولقمانٍ ومن جَدَنِ

والمثبت كاللسان والصحاح.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٥ واللسان والصحاح.

(٣) اللسان.

(٤) في القاموس بالضم: ضبط قلم.

(٥) في التهذيب: لا ينثني.

(٦) مفضليه ٦٧ لمتمم بن نويرة البيت رقم ١٢ واللسان.

(٧) سورة الطلاق الآية ٢.