تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الميم

صفحة 119 - الجزء 16

  لَقَدْ كان في لَيْلى عَطاءٌ لجُمَّةٍ ... أَناخَتْ بكم تَبْغي الفَضائلَ والرِّفْدا⁣(⁣١)

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: هم الجُمَّهُ والبُرْكَةُ، قالَ أَبو محمدٍ الفَقْعَسِيُّ:

  وجُمَّةٍ تَسْأَلني أَعْطَيْتُ ... وسائِلٍ عن خَبَرٍ لَوَيْتُ

  فقُلْتُ: لا أَدْرِي وقد دَرَيْتُ⁣(⁣٢)

  والجَمْعُ جُمَمٌ، ومنه حَدِيْث أُمِّ زَرْعٍ: «مالُ أَبي زَرْعٍ على الجُمَمِ مَحْبوسٌ».

  والجَمِيمُ، كأَميرٍ: النَّبْتُ الكَثِيرُ، أَو إذا طَالَ حتى صارَ كجُمَّةِ الشَّعَرِ، أَو النَّاهِضُ المُنْتَشِرُ، عن أَبي حَنيفَةَ، أَو الذي طَالَ بعضَ الطُّولِ ولم يَتِمَّ، وقد جَمَّمَ وتَجَمَّمَ، قالَ أَبو وَجْزَةَ وذَكَرَ وَحْشاً:

  يَقْرِمْنَ سَعْدانَ الأَباهِرِ في النَّدَى ... وعِذْقَ الخُزامَى والنَّصِيَّ المُجَمَّمَا⁣(⁣٣)

  وقالَ ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ حُمراً:

  رَعَتْ بارِضَ البُهْمي جَمِيماً وبُسْرَةً ... وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها⁣(⁣٤)

  ج أَجِمَّاءُ. والجَمِيمَةُ: النَّصِيةُ إذا بَلَغَتْ نِصْفَ شَهْرٍ فَمَلَأتِ الفَمَ. وكأُمَيْمَةَ: جُمَيْمَةُ بنْتُ صَيْفيِّ بنِ خَنْساء، وجُمَيْمَةُ بنْتُ جُمامِ بنِ الجَموحِ: صحابيَّتانِ بايَعَتا، ®. واسْتَجَمَّتِ الأَرْضُ: خَرَجَ نَبْتُها فصارَتْ كالجُمَّةِ. والمَجَمُّ: الصَّدْرُ، لأَنَّه مُجْتَمَعٌ لما وَعَاه مِن عِلْمٍ وغيرِهِ، قالَ ابنُ مُقْبِل:

  رَحْبُ المَجَمِّ إذا ما الأَمر بَيَّته ... كالسَّيْفِ ليس به فَلُّ ولا طَبَعُ⁣(⁣٥)

  وهو واسِعُ المَجَمِّ: أَي رَحْبُ الذِّراعِ واسِعُ الصَّدْرِ، عن ابنِ الأَعْرَابيَّ، وهو مجازٌ، وأَنْشَدَ:

  ابن عَمِّ ليسٍ بابن عَمِّ ... باب ردى الضَّغِين ضَيِّقِ المَجَمِّ⁣(⁣٦)

  ويقالُ: إنَّه لَضَيِّقُ المَجَمِّ إذا كان ضَيِّقَ الصَّدْرِ بالأُمُورِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  وقَفْنا فقُلْناها السَّلامُ عليكُم ... فأَنْكَرَها ضَيْقُ المَجَمِّ غيورُ⁣(⁣٧)

  ومِن المجازِ: الأَجَمُّ: الرَّجُلُ بِلا رُمْحٍ في الحرْبِ، قالَ عَنْتَرَةُ:

  أَلمْ تَعْلَمْ لَحاكَ اللهُ أَنِّي ... أَجَمُّ إذا لَقِيتُ ذَوِي الرِّماح⁣(⁣٨)

  والجَمْعُ الجُمُّ، قالَ الأَعْشَى:

  متى تَدْعُهُم لِقراع الكُما ... ةِ تأَتِك خَيْلٌ لهم غيرُ جُمّ⁣(⁣٩)

  والأَجَمُّ: الكَبْشُ بغيرِ⁣(⁣١٠) قَرْنٍ وقد جَمَّ جَمَماً، ومِثْلُه في البَقَرِ الأَجْلَحُ.

  وشاةٌ جَمَّاءُ: لا قَرْنَي لها.

  والأَجَمُّ: قُبُلُ المرأَةِ، قالَ:

  جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها ... بائِنةُ الرِّجْلِ فما تَضُمُّها

  فهي تَمَنَّى عَزَباً يَشُمُّها⁣(⁣١١)

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الأَجَمُّ زَرَدانُ القَرَنْبَى أَي فَرْجُها.


(١) اللسان.

(٢) اللسان والأول في الصحاح والمقاييس ١/ ٤٢٠.

(٣) اللسان.

(٤) الديوان ص ٥٢٩ واللسان والصحاح والتكملة وفيهما «رعى ... آنفته» وصوب الصاغاني رواية الأصل. والمقاييس ١/ ٤٢٠.

(٥) ديوانه واللسان.

(٦) اللسان والتكملة والتهذيب باختلافٍ عن رواية الأصل.

(٧) اللسان والأساس.

(٨) ديوانه ط بيروت ص ١١٥ واللسان والتهذيب.

(٩) ديوانه ط بيروت ص ١٩٩ وفيه: «للقاء الحروب» بدل «لقراع الكماة» واللسان.

(١٠) في القاموس: بلا قَرْنٍ.

(١١) الرجز في اللسان والأول والثاني في التهذيب وفي التكملة الأول وبعده:

قد سمنّتها بالسويق أمّها

والثاني وبعده:

تبيت وسنى والنكاح همّها