[عندب]:
  أَرضٌ من الشِّحْرِ بَيْن عُمَان واليَمَن: وجَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَقْطَعَ مَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ المُزَنِيَّ ما بَيْن مَسْرَحِ غَنَمِه من الصَّخْرَة(١) إِلَى أَعْلَى عَيْنَبٍ(١)، ولا أَعْلَمُ في ديار مُزَيْنَة ولا الحِجَاز مَوْضِعاً(٢) لَه هَذَا الاسْم.
  وعلِيّ بْنُ عَبْدِ اللهِ(٣) بْنِ مُحَمَّد المِصْرِيّ العَنّابيّ، وأَبُو زُرْعَة مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِن أَحْمَدَ الأَسْترابَاذيُّ العَنّابىّ(٤)، وأَبُو إِسحاقَ إِسْمَاعِيلُ بنُ عُمَر العِنبي: مُحَدِّثُون، وأَبو مُحَمَّد بْنُ عَنَّاب، كشَدَّاد. قال ابنُ نُقْطَة: كَان يَسْمَعُ منها بدمَشْقَ، والعَنَّاب أَيضاً: لَقَبُ شَحمة بن نعم بن الأَخْنَس الطَّائِيّ النَّبْهَانِيّ، وقال أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ بالضَّمِّ.
  [عندب]: المُعَنْدِب، بكَسْرِ الدَّالِ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو عَدْنَان: هو الغَضْبَانُ، قال: وأَنْشَدَتْني الكِلَابيَّة لِعَبْدٍ يقال له وَفِيقٌ.
  لَعَمْرُك إِنّي يومَ واجَهْتُ عِيرَها ... مُعيناً لَرَجْلٌ ثَابِتُ الحِلْم كَامِلُهْ
  وأَعْرَضْتُ إِعْراضاً جَمِيلاً مُعَنْدِباً ... بعُنْقٍ كشُعْرُورٍ كَثِيرٍ مَوَاصِلُهْ
  والشُّعْرُورُ: القِثَّاءُ.
  [عندلب]: العَنْدَلِيبُ، نقل شيخُنَا عن أَبِي حَيَّان في الارْتِشَاف أَنَّ وزنَه فَعْلَلِيل، فنونه عنده أَصْلِيّة، وهو ظَاهِرُ كَلَامِ الجَوْهَرِيّ؛ لأَنَّه نَقَل هنا كلام سِيبَوَيْه المَشْهُور: إِذا كانت النونُ ثانيةً فلا تُجْعَلُ زَائِدَةً إِلا بثَبَت. وزَعَم بعضُ الصَّرْفِيِّين أَنَّهَا زائدة، وأَنّ وَزْنَه فَنْعَلِيلٌ، والصَّوَابُ الأَوَّل: طَائِرٌ، وفي سِفْرِ السَّعَادَة: عُصْفورٌ صَغِيرٌ. يُقَالُ له: الهَزَارُ.
  داستان فارسيَّتُه، وقد يُقْتَصَر عَلَى الأَوّلِ، ومعناه الأَلف ودستان هو القِصَّة والحِكَايَةُ، يُصَوِّت أَلْوَاناً وأَنْوَاعاً، ج عَنَادِلُ، وسيُذْكَر في ترجمة عَنْدَلَ إِن شَاءَ الله تعالى؛ لأَنه رُباعيّ عند الأَزْهَريّ.
  [عنزب] العُنْزُبُ بالضَّمِّ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: هو السُّمَّاقُ ولَيْسَ بتَصْحِيف عَبْرَبِ بمُوَحَّدَتيْن ولا عُتْربٍ، بالفوقية بعد العَيْن، وقد تَقَدَّم ذِكْرُهما في محَلِّهما.
  [عنظب]: عنظب. لم يذكره المُؤَلِّفُ، وقد تقدم عن سِيبَوَيْه أَنَّ النُّونَ إِذَا كانت ثَانِيَةً في الكلمة فلا تُجْعَلُ زَائِدَة إِلَّا بِثَبَت. وقال الليث: العُنْظُب: الجَرَادُ الذكر. وقال الأَصمَعِيّ: الذكَرُ من الجراد هو الحُنْظُبُ والعُنْظُب. وقال الكسائِيُّ: هو العُنْظُبُ والعُنْظَابُ والعُنْظُوبُ. وقال أَبو عمرو: هو العُنْظُبُ. فأَما الحُنْظُب فَذَكَرُ الخَنَافِس. وعن اللِّحْيَانيِّ يقال: عُنْظُبٌ(٥) وعُنْظَابٌ وعِنْظَابٌ، وهو الجراد الذَّكَرُ. وقيل: هو الجَرَادُ الأَصْفَر، وقد تقدم في «عظب» وأَوْرَدْنَا هُنَاك ما يَتَعَلَّقُ به.
  [عنكب]: العَنْكَبُوتُ: دُوَيْبّة تَنْسُجُ في الهَوَاءِ وعلى رَأْس البِئر نَسْجاً رَقِيقاً مُهَلْهَلاً، وهي م. قال شيخنا: قد سَبَقَ أَن سِيبَوَيْه قال: إِذا كانَت النُّونُ ثانِيةً فلا تُجْعَلُ زائِدَةً إِلَّا بثَبَتٍ، وهَذَا الكَلام نقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عنه في عَنْدَليب، كما أَشَرْنَا إِليه ثَمَّة، وذكر الجَوْهَرِيُّ العَنْكَبُوتَ في «عَكَبَ» فكَلَامُه كالصَّرِيحِ في أَصَالَتها كما قُلْنَا في عَنْدَلِيب قبله.
  وكَلامُ الجَوْهَرِيّ أَو صَرِيحُه أَنَّ النّونَ زَائِدَةٌ لأَنَّه لم يَجْعَل لهَا بِنَاءً خَاصًّا، بل أَدخَلَها في «عَكَبَ» من غَير نَظَر، والله أَعلم. وصرَّح الشيخُ ابنُ هِشَام في رِسَالَةِ الدَّلِيل بأَنَّ أَصالَةَ النُّون هو الصَّحِيح، وهو مَذْهَبُ سيبوَيْه، لجَمْعِه على عَنَاكِب، وأَطَال في بَسْطِه، وعليه فوزْنه فَعْلَلُوت، واللهُ أَعْلَم. وأَما القوْلُ بزيَادَتها فيكون وزنه فَنْعَلُوت، انتهَى.
  قلتُ: الَّذِي رُوِيَ عن سِيبَوَيْه أَنَّه ذَكَرَها في مَوْضِعَين، فقال في موضع، عَنَاكِبُ فَنَاعِلُ، وقال في مَوْضِع آخر: فَعَالِلُ، والنَّحْوِيُّون كُلُّهم يَقُولُون: عَنْكبوت فَعْلَلُوت، فعَلَى القَوْل الأَوَّل تكونُ النُّونُ زائدة، فيكون اشتقَاقُهَا من العكَب، وهو الغِلَظ حَقَّقَه الصاغَانيّ.
  والعَنْكَبُوت مُؤَنَّثة وقد تُذَكَّرُ وعِبارة الأَزْهَرِيّ: ورُبَّمَا ذُكِّر(٦) في الشعر قال أَبو النَّجْم:
  مِمَّا يُسَدِّي العَنْكَبُوتُ إِذْ خَلَا
(١) عن معجم البلدان، وبالأصل «الصحرة إلى أعلى عنيب».
(٢) «موضعاً» عن معجم البلدان، وبالأصل: «ما».
(٣) في اللباب: عبيد الله.
(٤) سكن سمرقند وحدث بها إلى أن مات قبل سنة ٣٦٠ عن اللباب.
(٥) في اللسان: عُنْظُب وعُنْظب
(٦) اللسان: ذكِّرت.