تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع الميم

صفحة 169 - الجزء 16

  والحَلَمَةُ أَيضاً: دُودَةٌ تَقَعُ في جلْدِ الشاةِ الأَعْلى وجلْدِها الأَسْفَل.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: هذا لفظُ الأَصْمَعِيِّ، فإذا دُبِغَ لم يَزَلْ ذلِكَ المَوْضِعُ رَقِيقاً.

  وقالَ غيرُه: دُودَةٌ تَقَعُ في الجِلْدِ فتَأْكُلُه فإذا دُبِغَ وَهَى مَوْضِعُ الأَكْلِ وبَقيَ رَقيقاً، ج حَلَمٌ.

  وبنُو حَلَمَةَ: حَيُّ مِن العَرَبِ.

  والحَلَمَةُ: الهَدَرُ من الدِّماءِ.

  وحَلِمَ الجِلْدُ، كفَرِحَ، وَقَعَ فيه الحَلَمُ، وهي الدُّودَةُ المَذْكورَةُ فنَقَّبَتْه وأَفْسَدَتْه فلا يُنْتَفَعُ به.

  وقالَ أَبو عُبَيْد: الحَلَمُ أَن يَقَعَ في الأدِيمِ دَوابُّ فلم يخصَّ الحَلَمَ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وهذا منه إغْفالٌ.

  وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للولِيد بن عُقْبَةَ بنِ أَبي معيطٍ يَحُضُّ مُعاوِيَة على قِتالِ عليٍّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما، ويقولُ له: أَنْتَ تَسْعَى في إصْلاحِ أَمْرٍ قد تَمَّ فَسادُه، كهذه المرْأَة التي تَدْبُغُ الأدِيمَ الحَلِمَ الذي قد نَقَّبَته الحَلَمُ فأَفْسَدَتْه، في أَبْياتٍ منها:

  فإنَّكَ والكتابَ إلى عليٍّ ... كدابِغةٍ وقد حَلِمَ الأَدِيمُ⁣(⁣١)

  وحَلَمَهُ حَلَماً وحَلَّمَهُ بالتَّشديدِ، نَزَعَه عنه. وخَصَّصَه الأزْهَرِيُّ فقالَ: وحَلَّمْتُ الإِبِلَ أَخَذْتُ عنها الحَلَم.

  والحُلَّامُ، كزُنَّارٍ: الجَدْيُ يُؤْخَذُ مِن بطْنِ أُمِّه، كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: هو الجَدْيُ والحَمَلُ الصَّغيرُ، يَعْنِي الخَرُوفَ⁣(⁣٢).

  قالَ ابنُ بَرِّي: سُمِّي الجَدْيُ حُلَّاماً لمُلازَمَتِه الحَلَمَةَ يَرضعُها. ونَقَلَ الجوْهَرِيُّ عن الأصْمَعيّ الحُلَّامُ والحُلَّانُ، بالميمِ والنونِ، صِغارُ الغَنَمِ.

  قلْتُ: وقد ذَكَرَه المصنِّف في «ح ل ل» على أنَّ النُّونَ زائِدَةٌ، وصَرَّحَ السّهيليُّ في الرَّوضِ بأنَّ النونَ بَدَلُ الميمِ.

  وقيلَ: الحُلَّامُ هو الصَّغيرُ الذي حَلَّمهُ الرَّضاعُ، أَي سَمَّنَهُ، فتكونُ الميمُ أَصْلِيَّةً.

  وقالَ الأزْهَرِيُّ: الأصْلُ حُلَّان، وهو فُعْلان مِن التّحْليلِ، فقُلِبَتِ النُّونُ مِيماً.

  وقالَ عَرَّام: الحُلَّامُ⁣(⁣٣) ما بَقَرْتَ عنه بَطْن أُمِّه فَوَجَدْته قد حَمَّمَ وشَعَّرَ، فإنْ لم يكنْ كَذلِكَ فهو غَضِينٌ، وقد أَغْضَنَتِ الناقَةُ إذا فَعَلتْ ذلِكَ.

  والحُلَّامُ: حَيُّ من عَدْوانَ،⁣(⁣٤) ويقالُ: هم وحَلَمَةُ بَطْنٌ واحِدٌ، ويقالُ: هم قَبائِلُ: شَتَّى.

  ودَمٌ حُلَّامٌ: هَدَرٌ باطِلٌ، قالَ: مُهَلْهِلٌ:

  كلُّ قَتيلٍ في كُلَيْبٍ حُلَّامْ ... حتى ينالَ القَتْلُ آلَ حَمَّامْ⁣(⁣٥)

  ويُرْوَى: حُلَّانْ، والشَطْرُ الثاني:

  حتى ينالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْ

  والحالومُ: ضَرْبٌ مِن الأَقِطِ عن ابنِ سِيْدَه. أَو لَبَنٌ يَغْلُظُ فَيَصيرُ شبيهاً بالجُبْنِ الطَّريِّ، وفي الصِّحاح: بالجُبْنِ الرطب وليسَ به.

  قلْتُ: وهي لُغَةٌ مصْرِيَّةٌ.

  والحَليمُ: الشَّحْمُ المُقْبِلُ، عن ابنِ سِيْدَه، وأَنْشَدَ:

  فإِن قَضاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعَةً ... من المُخِّ في أَنقاءِ كلِّ حَلِيم⁣(⁣٦)


(١) اللسان والصحاح والمقاييس ٢/ ٩٣ والجمهرة ٢/ ١٨٨ والتهذيب وفيه: «وقال عقبة» وذكره.

(٢) في القاموس بالضم.

(٣) في اللسان: «الحلّان».

(٤) قوله: وهي من عدوان، مضروب عليه بنسخة المؤلف، أفاده على هامش القاموس.

(٥) اللسان والجمهرة ٢/ ١٨٨.

(٦) اللسان وعجزه في الصحاح والمقاييس ٢/ ٩٣.

من النبيّ في أصلاب كل حليم

ونسبه بحواشي الصحاح للّعين المنقري.