تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع الميم

صفحة 184 - الجزء 16

  حدِيْث عُمَرَ: «إذا الْتَقَى الزَّحْفانِ وعندَ حُمَّةِ النَّهْضاتِ»، أَي شِدَّتها ومُعْظَمها.

  وحُمَّةُ السِّنانِ: حِدَّتُه.

  وماءٌ مَحْمومٌ مِثْلُ مَثْمودٍ، نَقَلَه الأزْهرِيُّ.

  والمِحَمُّ، بكسْرِ المِيمِ: القُمْقُمُ الصَّغيرُ يُسَخَّنُ فيه الماءُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والحَمِيمُ: الجَمرُ يُتَبَخَّرُ به، حَكَاه شَمِرٌ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ للمُرَقِّش:

  كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ... ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ وحَمِيم⁣(⁣١)

  والمُسْتَحَمُّ: الموْضِعُ الذي يُغْتَسَلُ فيه بالحَمِيمِ، ومنه حدِيْثُ ابنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّه كان يكْرَهُ البولَ في المُسْتَحَمِّ.

  واسْتَحَمَّ: دَخَلَ الحَمَّامَ.

  والحُمَّاءُ، بالضمِ مَمْدوداً: حُمَّى الإِبِلِ خاصَّةً.

  ويقالُ: أَخَذَ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخُذُ الناسَ.

  والحُمَّةُ، بالضمِ: السَّوادُ، قالَ الأَعْشَى:

  فأَمَّا إذا رَكِبوا للصَّباحِ ... فأَوْجُهُهم من صدَى البَيْضِ حُمُّ⁣(⁣٢)

  ورجُلٌ أَحَمُّ المُقْلَتَيْنِ: أَسْوَدُهُما، قالَ النابِغَةُ:

  أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد⁣(⁣٣)

  وفَرَسٌ أَحَمُّ: بَيِّنُ الحُمَّةِ، قالَ الأَصْمَعيُّ: وأَنْشَدَ الخَلِيلُ:

  جلوداً وحوافر الكمت الحُمّ⁣(⁣٤)

  نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والحُمَّةُ، بالضمِ: ما رَسَبَ في أَسْفَل النِّحيِ مِن مُسْوَدّ السَّمْنِ ونحْوِه، وبه فسِّرَ قوْلُ الراجزِ:

  لا تَحْسِبَنْ أَن يدي في غُمّهْ ... في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ

  أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أَو ثُمَّهْ⁣(⁣٥)

  ويُرْوَى بالخاءِ ويَأْتي ذِكْرُها.

  وشاةٌ حِمْحِمٌ، كزِبْرِجٍ: سَوْداءُ، قالَ:

  أَشَدُّ من أُمِّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ ... دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ

  تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناءِ الأَعْظَمِ⁣(⁣٥)

  والحُمَمُ: الرَّمادُ وكلُّ ما احْتَرَقَ مِن النارِ. وفي حدِيْث لُقْمان بنِ عاد: «خُذِي منّي أَخي ذا الحُمَمَة»، أَرادَ سَوادَ لَوْنِه.

  وجارِيَةٌ حُمَمَةٌ: سَوْدَاءُ.

  واليَحْمومُ: سُرادِقُ أَهْلِ النارِ، وبه فسِّرَتِ الآيَةُ أَيْضاً.

  وحُمَمَهُ: اسمُ فَرَسٍ، ومنه قوْلُ بعضِ نِساءِ العَرَبِ تمْدَحُ فَرَسَ أَبيها: فَرَسُ أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ.

  ونَبْتٌ يَحْمومٌ: أَخْضرُ رَيَّانُ أَسْودُ.

  والحَمُّ: المالُ والمتاعُ، رَوَى شَمِرُ عن ابنِ عُيَيْنَةَ قالَ: كان مَسْلمَةُ بنُ عبدِ المَلِكِ عَربيّاً، وكانَ يقولُ في خطْبَتِه: إنَّ أَقلَّ الناسِ في الدُّنْيا هَمّاً أَقَلُّهم حَمّاً، أَي مالاً ومتاعاً، وهو مِن التَّحْمِيمِ المُتْعَةُ.

  ونَقَلَ الأزْهَرِيُّ: قالَ سُفْيانُ قالَ: أَرادَ بقوْلِه أَقَلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: وفي حدِيْثٍ مَرْفوعٍ أَنَّه كانَ يُعْجبُه النَّظَرُ إلى الأُتْرُجّ والحَمامِ الأَحْمَر.

  قالَ أَبو موسَى: قالَ هِلالُ بنُ العلاءِ: هو التُّفَّاحُ، قالَ: وهذا التفْسِيرُ لم أَرَهُ لغيرِهِ.

  والحَمامَةُ المِرْآةُ، وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ للمُؤَرِّجِ:


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) ليس في ديوانه، وانظر اللسان والتهذيب.

(٣) ديوانه وصدره فيه:

نظرت بمقلة شادن متربب

وعجزه في اللسان والتهذيب.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: جلود الخ هكذا في النسخ وحرره «والذي في الصحاح: قال الأصمعي: وفي الكمتة لونان: يكون الفرس كميتاً يدمَّى ويكون كميتاً أَحم. وأَشد الخيل جلوداً وحوافر الكمتُ الحُمُّ».

(٥) اللسان.