تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء المعجمة مع الميم

صفحة 231 - الجزء 16

  وقالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الخامُ: الفجْلُ واحِدَتُها خامَةٌ.

  وقالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِير: إن كانتْ مَحْفوظَةً فليْسَتْ مِن كَلامِ العَرَبِ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وابن الأَعْرَابيِّ أَعْرَفُ بكَلامِ العَرَبِ مِن أَبي سعيدٍ.

  وأَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عَمْرِو الخامِيُّ: مُحَدِّثٌ نُسِبَ إلى عَمَلِ الخامِ مِن الجُلُودِ.

  وتَخَيَّمَ هُنا: ضَرَبَ خَيْمَته به؛ قالَ زُهَيْرٌ:

  وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ⁣(⁣١)

  وتَخَيَّمَتِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ في الثَّوْبِ إذا عَبِقَتْ به وأَقامَتْ، وكذا في المَكانِ، وهو مجازٌ.

  والخِيمُ، بالكسْرِ: السَّجِيَّةُ والطَّبِيعَةُ، وهو قوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، ونَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وفي المُحْكَمِ: هو الخُلُقُ، وقيلَ: سَعَةُ الخُلُقِ، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ بِلا واحِدٍ له مِن لفْظِه.

  ويقالُ: هو كَرِيمُ الخِيمِ.

  ويقالُ: الخِيمُ فِرِنْدُ السَّيْفِ.

  وإخامَةُ الفَرَسِ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ وهو الصُّفونُ، وأَنْشَدَ الفرَّاءُ ما أَنْشَدَه ثَعْلَب:

  لما أَن رَأَوْني أُخِيمُها

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: أَنْ يُصِيبَ الإنْسانَ أَو الدابَّةَ عَنَتٌ في رِجْلِه، فلا يَسْتَطِيع أَنْ يُمَكّنَ قَدَمَهُ مِن الأَرضِ فيُبْقِي عليها؛ يقالُ: إِنَّه ليُخِيم في إحْدَى رِجْلَيْه.

  والمِخْيَمُ كمِكْتَلٍ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ: كمَكِيلٍ: أَن تَجْمَعَ جُرَزَ الحَصيدِ.

  وأَيْضاً: اسمُ وادٍ أَو جَبَلٌ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:

  ثم انْتَهَى بَصَري عنهُمْ وقَدْ بَلَغُوا ... بطنَ المَخِيم فقالوا الجَوّ أَو رَاحُوا⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ جنِّي: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعَدَم م خ م.

  وقالَ السُّكَّريُّ في شرْحِ الدِّيوانِ: بَطْنُ المَخِيم: مَوْضِعٌ.

  والمُخَيَّمُ، كمُعَظَّمٍ: والخَيْماتُ⁣(⁣٣): نَخْلٌ لبَني سَلولٍ بِبَطْنِ بِيشَةَ.

  وخَيْمٌ وذو خَيْمٍ وذاتُ خَيْمٍ: مَواضِعُ؛ أَمَّا خَيْمٌ فإنّه جَبَلٌ؛ وذاتُ خَيْمٍ: مَوْضِعٌ بين دِيارِ غَطَفان والمَدينَةِ؛ قالَهُ نَصْر.

  والخِيماءُ، بالكسْرِ والمدِّ ويُقْصَرُ وقد تُفْتَحُ الياءُ: ماءٌ لبَني أَسَدٍ؛ واقْتَصَرَ الفرَّاءُ على الكسْرِ والمدِّ، وقالَ: اسمُ ماءَةٍ، نَقَلَه ابنُ بَرِّي.

  وخِيَمٌ، كعِنَبٍ: جَبَلٌ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لجَرِيرٍ:

  أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ

  * وممَّا يُسْتَدْركُ عليه:

  خَيَّمَه: جَعَله كالخَيْمَةِ.

  والخَيَّامُ، كشَدَّادٍ: من يتعانى صناعَةَ الخَيْمَةِ، واشْتَهَر به أَبو صالِحٍ خلَفُ بنُ محمدِ بنِ إسْماعيلَ البُخارِيّ عن أَبي⁣(⁣٤) صالِحٍ جَزَرُة، وعنه الحاكِمُ أَبو عبدِ الله، وفيه لِيْنٌ.

  وقد يقالُ للخَيَّامِ أَيْضاً: الخِيَمِيُّ بكسْرٍ ففتحٍ؛ ومِن هذا الشهاب محمدُ بنُ عبدِ المنعمِ بنِ محمدِ؛ والمهذب أَبو طالِبٍ الخِيَمِيَّان كِلاهُما مِن شيوخِ الحافِظِ الدِّمياطِي.

  وفي الحدِيْث: «مَنْ أَحبَّ أَنْ يَسْتَخِيمَ له الرِّجالُ قِياماً»؛ هو مِن قوْلِهم: خامَ يَخِيمُ وخَيَّمَ إذا أَقامَ بالمَكانِ؛ ويُرْوَى: يَسْتَخِمُّ ويَسْتَجِمُّ، وقد تقدَّما.

  والخِيامُ، بالكسْرِ: الهَوادِجُ على التَّشْبيهِ؛ قالَ الأعْشَى:

  أمِن جَبَل الَأمْرارِ ضرْبُ خِيامِكم ... على نَبَأٍ إنَّ الَأشافيَّ سَائِلُ⁣(⁣٥)


(١) ديوانه ط بيروت ص ٧٨ وصدره فيه:

فلما وردن الماء زُرقاً جمامُهُ

والبيت بتمامه في الأساس وعجزه في اللسان.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ٤٦ واللسان والتهذيب فيه «الجر» بدل «الجو» وجوّ اسم لناحية باليمامة.

(٣) على هامش القاموس: «هكذا في النسخ، وضبطه عاصم أفندي كمعظمات فلينظر، اه» والذي في معجم البلدان «الخيمات» كالقاموس.

(٤) في اللباب: أبي علي صالح بن محمد جزَرَه.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٣٧ واللسان.