تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الذال المعجمة مع الميم

صفحة 266 - الجزء 16

  زُبَيْدٍ السابِقَ؛ وإليه ذَهَبَ أَحْمدُ بنُ يَحْيَى أَيْضاً حيثُ قالَ: الذَّمِيمُ هنا⁣(⁣١) ما يَنْتَضِحُ على الضُّروعِ مِن الأَلْبانِ، واليَعاميرُ عندَه الجِدَاء، وقُزْمُها: صِغَارُها.

  والذِّمُّ، بالكسْرِ: المُفْرِطُ الهُزالِ شِبْهَ الهَالِكِ⁣(⁣٢)؛ ومنه حدِيْث يونُسَ، #: «أَنَّ الحوتَ قاءَهُ رَذِيّاً ذِمَّاً»⁣(⁣٣).

  وذَمْذَمَ الرَّجُلُ: قَلَّلَ عَطِيَّتَه، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  والذُّمامَةُ، كثُمامةٍ: البَقِيَّةُ.

  ورجلٌ مُذَمَّمٌ، كمُعَظَّمٍ: مَذْمومٌ جِدّاً، كما في الصِّحاحِ.

  ورجلٌ مِذَمٌّ، كمِسَنٍّ ومُتِمٍّ، واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الضبْطِ الأَخيرِ، أَي لا حَراكَ به.

  وشيءٌ مُذِمٌّ، كمُتِمٍّ: أَي مَعِيبٌ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وقَوْلُهُم: افْعَلْ كذا وكذا وخَلاكَ ذَمٌّ أَي وخَلا منكَ ذَمٌّ أَي لا تُذَمُّ.

  قالَ ابنُ السِّكِّيت: ولا تَقُلْ وخَلاكَ ذَنْب، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  ويقالُ: أَخَذَتْنِي منه مَذَمَّةٌ، وتُكْسَرُ ذالُه، أَي رِقَّةٌ وعارٌ من تَرْكِ الحُرْمَةِ، كما في الصِّحاحِ، ونَقَلَه ابنُ السِّكِّيت عن يونُسَ.

  ويقالُ: أَذْهِبْ مَذَمَّتَهُمْ بشيءٍ، أَي أَعْطِهِم شَيئاً فإنَّ لهم ذماماً.

  وفي الحدِيْث: سُئِلَ⁣(⁣٤) النبيُّ، : «ما يُذْهِبُ عنِّي مَذَمَّةَ الرّضاعِ، فقالَ: غُرَّة⁣(⁣٥) أَو أَمَة، يَعْني بمَذَمَّةِ الرّضاعِ ذِمامَ المرْضعَةِ.

  وكان النخعيُّ يقولُ في تفْسِيرِهِ: كانوا يَسْتحبّون عندَ فِصالِ الصَّبيِّ أَنْ يأْمِرُوا للظِّئْرِ بشيءٍ سوى الأُجْرَةِ؛ كأَنَّه سَأَله: أَي شيءٍ يُسْقِطُ عنِّي حقَّ التي أَرْضَعَتْني حتى أَكونَ قد أَدّيته كَاملاً؛ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ وابنُ الأَثيرِ؛ زادَ الأَخيرُ: يُرْوَى بفتحِ الذالِ مَفْعَلة مِن الذَّمِّ، وبالكسْرِ: مِن الذِّمَّةِ.

  وقوْلُهم: البُخْلُ مَذَمَّةٌ فإنَّه بالفتحِ لا غَيْر كما في الصِّحاحِ، أَي ممَّا يُذَمُّ عليه، وهو خِلافُ المَحْمَدَةِ.

  وتَذَمَّمَ الرجُلُ: اسْتَنْكَفَ، يقالُ: لو لم أَتْرُكِ الكَذِبَ تَأَثُّماً لَتَرَكْتُهُ تَذَمُّماً أَي اسْتِنْكافاً؛ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قالَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: لم أَرَ كاليَوْم قَطُّ يَدْخلُ عليهم مثلُ هذا الرُّطَبِ لا يُذِمُّونَ أَي لا يَتَذَمَّمُونَ ولا تأْخُذُهم ذمامةٌ حتى يُهْدُوا لِجِيرانِهم.

  والذَّامُّ، مُشَدَّداً، العَيْبُ.

  وفَرَسٌ أَذَمُّ: كالٌّ قد أَعْيا فوَقَفَ.

  وذُمَّ الرجُلُ: هُجِيَ.

  وذُمَّ نُقِص؛ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وفي حدِيْث زَمْزَمَ: «أُرِيَ عبدُ المُطَّلِب في منامِهِ احْفِرْ زَمْزَم لا تُنْزَفُ ولا تُذَمُّ».

  قالَ أَبو بكْرٍ: فيه ثلاثَةُ أَقْوالٍ أَحَدُها: لا تُعابُ⁣(⁣٦)؛ والثاني: لا تُلْغَى مَذْمومةً؛ والثالِثُ: لا يُوجَدُ ماؤُها قَلِيلاً.

  وفي الحدِيْث: «مِن خِلال المَكارمِ التَّذَمُّمُ للصاحِبِ»؛ هو أَن يَحفَظَ ذِمامَهُ ويَطْرَحَ عن نفْسِه ذَمَّ الناسِ له إن لم يحْفَظْه.

  والذَّمامَةُ: الحَياءُ والإشْفاقُ مِن الذَّمِّ واللَّومِ؛ ومنه: أَخَذَتْه مِن صاحِبِه ذَمامَةٌ، وأَصابَتْني منه ذَمامَةٌ، أَي رِقَّةً وعارٌ.

  ورجلُ ذَمَّامٌ: كَثيرُ الذَّمِّ.

  وإيَّاك والمَذَامّ.

  وللجارِ عنْدَك مُسْتَذمٌّ ومُتَذمَّمٌ.

  ومَكانٌ مَذمَّمٌ: أَي مُحْتَرمٌ⁣(⁣٧) له ذِمَّةٌ وحُرْمَة.


(١) يعني في قول أبي زبيد، كما يفهم من عبارة اللسان.

(٢) ضبطت بالقلم في القاموس بالضم.

(٣) في اللسان والتهذيب «ذَمّاً» بفتح الذال ضبط حركات. وفي التهذيب: زريّاً.

(٤) في اللسان سأل بالبناء للمعلوم، وفي التهذيب: أن الحجاج سأل النبي ص.

(٥) في التهذيب: غُرّةٌ: عبدٌ أو أَمَةٌ.

(٦) من قولك: ذممته إذا عبته.

(٧) في الأساس: محرّم.