تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رثم]:

صفحة 270 - الجزء 16

  والرَّتِيمُ، كأَميرٍ: السَّيْرُ البَطِيءُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأَرْتَمُ: الذي لا يُفْصِحُ الكَلامَ ولا يُفْهِمُه، كأَنَّه كُسِرَ أَنْفُه؛ قد جاءَ ذِكْرُه في الحدِيْثِ، ويُرْوَى بالمُثَلَّثَةِ أَيْضاً وسَيَأَتي.

  ويَرْتُمٌ: جَبَلٌ بأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، ويُرْوَى بالمُثَلَّثَةِ وسَيَأْتي.

  والرَّتِيمَةُ: من دِقِّ الشَّجَرِ؛ قالَهُ أَبو حَنيفَةَ.

  ورَتَمٌ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ مِن بِلادِ غَطَفانَ؛ قالَهُ نَصْر.

  [رثم]: الرَّثَمُ، محرَّكةً، والرُّثْمَةُ، بالضمِّ: بَياضٌ في طَرَفِ أَنْفِ الفَرَسِ أَو في جَحْفَلَتِه العُلْيا؛ أَو كُلُّ بَياضٍ قَلّ أَو كَثُر⁣(⁣١) إذا أَصابَ الحَجْفَلَةَ العُلْيا فَبَلَغَ المَرْسِنَ؛ أَو بَياضٌ في الأَنْفِ.

  وقد اقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على القَوْلِ الثاني.

  وهكذا ذَكَرَه أَبو عُبَيْدَةَ في شياتِ الفَرَسِ قالَ: وإن كانَ بالسُّفْلى فهو اللُّمْظَةُ.

  وقد أَرْثَمَّ الفَرَسُ ارْثِمَاماً: صارَ أَرْثمَ، كما في الصِّحاحِ.

  ورَثِمَ، كفَرِحَ، فهو رَثِمٌ وأَرْثَمُ، وهي رَثْماءُ وفي الحدِيْث: «خَيْرُ الخَيْلِ الأقْرَحُ الأرْثَمُ» ونَعْجَةٌ رَثْماءُ: سَوْداءُ الأَرْنَبَةِ وسائِرُها أَبيضُ.

  ورَثَمَ أَنْفَه أَو فَاهُ يَرْثِمُه رَثْماً، فهو مَرْثومٌ ورَثِيمٌ: إذا كَسَرَهُ حتى تَقَطَّرَ منه الدَّمُ؛ وفي الصِّحاحِ: حتى أدْماهُ؛ والتاءُ الفَوقِيَّةُ لعة فيه، وقد تقدَّمَ.

  وقيلَ: الرَّثْمُ: تَخْدِيشٌ وشقٌّ مِن طَرَفِ الأنْفِ حتى يَخْرُجَ منه الدَّمُ فيَقْطرَ.

  وكُلُّ ما لُطِخَ بدَمٍ وكُسِرَ فهو رَثيمٌ ومَرْثومٌ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وكُلَّ كَسْرٍ ثَرْمٌ ورَتْمٌ ورَثْمٌ.

  والمِرْثَمُ، كمِنْبَرٍ ومَجْلِسٍ: الأَنْفُ في بعضِ اللُّغاتِ. والرَّثِيمَةُ، كسَفينَةٍ: الفارَةُ⁣(⁣٢)، صَوابُه: القارَةُ بالقافِ.

  ورَثَمَتِ المرأَةُ أَنْفَها بالطِّيبِ إذا لَطَخَتْه وطَلَتْه، قالَ ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ امْرأَةً:

  تَثْني النِّقابَ على عِرْنِينِ أَرنَبَة ... شَمَّاء مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثومُ⁣(⁣٣)

  قالَ الأَصْمَعِيُّ: الرَّثْمُ أَصْلُه الكَسْر، فشَبّه أَنْفها مُلَغَّماً بالطيبِ بأَنْفٍ مَكْسورٍ مُلَطَّخ بالدَّمِ، كأَنَّه جعلَ المِسْك في المارِنِ شَبيهاً بالدَّمِ في الأَنْفِ المَرْثومِ.

  والرَّثْمُةُ، أَو يُحَرَّكُ: الرَّكُّ من المَطَرِ، وهو الضَّعيفُ، ج رِثامٌ، بالكسْرِ.

  وأَرْضٌ مُرَثَّمَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ، أَي مَمْطُورةٌ.

  ويقالُ: هلْ عندَك رَثْمَةٌ من خَبَرٍ: أَي طَرَفٌ منه.

  ويَرْثُمُ، كيَنْصُرُ: جَبَلٌ لبَنِي سُلَيْم؛ قالَ:

  تَلَفَّعَ فيها يرْثُمٌ وتَعَمَّما⁣(⁣٤)

  ويُرْوَى بالتاءِ، وقد تقدَّمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رَثِيمُ الحَصَى: ما دُقَّ منه بالأَخْفافِ.

  ورَثِمَ البَعيرُ: دَمِيَ.

  وخُفٌّ مَرْثومٌ مِثْلُ مَلْثُوم: إذا أَصابَتْه حِجارَةٌ فدَمِيَ؛ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  ومَنْسِمٌ رَثِيمٌ: أَدْمَتْه الحِجَارَةُ.

  والأَرْثَمُ: الذي لا يُفْصِحُ الكَلامَ ولا يُصَحِّحُه لآفَةٍ في لِسانِه؛ ومنه حدِيْث أَبي ذرٍّ: «بَيانُكَ عن الأَرْثَمِ صَدَقَةٌ»؛ ويُرْوَى بالتاءِ، وقد تقدَّمَ.

  وقالَ ابنُ هِشامٍ اللّخَميُّ في شرْحِ المَقْصورَة: أَخْفافٌ مَرْثومَةٌ قد أَثَّرَتْ فيها الحِجارَةُ.


(١) عن اللسان وبالأصل، أكثر.

(٢) في القاموس: الفارة، مهموزة.

(٣) ديوانه ص ٥٧٢ واللسان والأساس والتهذيب والصحاح وعجزه في المقاييس ٢/ ٤٨٨.

(٤) اللسان، وفي معجم البلدان «يرثم» برواية:

ترفع منها يرثُم وتعمّرا