تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رشم]:

صفحة 291 - الجزء 16

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: الرَّوْشَمُ: اللَّوْحُ الذي تُخْتَمُ به البَيادِرُ بالسِّيْن والشِّيْن جَمِيعاً. كالرَّاشومِ، عن أَبي عَمْرو.

  والرَّشَمُ، محرَّكةً: سَوادٌ في وَجْهِ الضَّبُعِ، وهو* ضَبُعٌ رَشْماً⁣(⁣١).

  والرَّشَمُ: أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من النَّبْت، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيت. يقالُ: فيه رَشَمٌ مِن النَّباتِ.

  والرَّشَمُ: أَثَرُ المَطَرِ يَظْهَرُ في الأَرضِ.

  والرَّشَمُ: الأَثَرُ، وتُسَكَّنُ شِينُهُ.

  قالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثَرِ.

  وأَرْشَمَ: خَتَمَ إناءَهُ بالرَّوْشَمِ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: ارْتَشَمَ وبه فَسَّرَ أَبو حَنيفَةَ قولَ الأَعْشَى:

  وصَلَّى على دَنِّها وارْتَشَمْ

  ومَنْ رَوَاه بالسِّيْن فقد تقدَّم مَعْناه.

  وأَرْشَمَتِ المَهاةُ: رأَتِ الرَّشَمَ، وهو أَوَّلُ ما يَظْهَرُ مِن النَّبْتِ، فَرَعَتْه، قالَ أَبو الأَخْزَرِ الحمانيّ:

  كم من كَعابٍ كالمَهاةِ المُرْشِمِ⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى: المُوشِم.

  وأَرْشَمَ الشَّجرُ وأَرْمَشَ: إذا أَوْرَقَ.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: إذا أَخْرَجَ ثَمَرَهُ كالحمص.

  قلْتُ: وكَذلِكَ أَرْبَشَ.

  وأَرْشَمَ البَرْقُ: مِثْلُ أَوْشَمَ.

  والأَرْشَمُ: الذي به وَشْمٌ وخُطوطٌ؛ قالَ البَعِيثُ يَهْجو جَريراً:

  لقَىً حَملتْهُ أُمُّه وهي ضَيْفَةٌ ... فجاءَتْ بيَتْنٍ للضَّيافَةِ أَرْشَما⁣(⁣٣)

  هكذا أَنْشَدَه الجوْهَرِيُّ. ويُرْوَى:

  فجاءَتْ بنَزٍّ للنُّزالةِ أَرْشَما

  كذا أَنْشَدَه الأزْهرِيُّ في ن ز ل، وأَنْشَدَه في هذا الترْكِيبِ: بيَتْنٍ للنُّزالةِ أَرْشَما⁣(⁣٤). وهو الصَّحيحُ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ هذا البَيْتَ لجَريرٍ، قالَ: وهو غَلَطٌ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ في قوْلِه أَرْشَما: أَي في لَوْنِه بَرَشٌ يَشُوبُ لَوْنَه لَوْنٌ آخَرُ يَدُلُّ على الرِّيبَةِ؛ قالَ: ويُرْوَى:

  مِن نُزالةِ أَرْشما.

  يُريدُ مِن ماءِ عبْدٍ أَرْشَمَ.

  والأَرْشَمُ: الذي ليسَ بخالِصِ اللّوْنِ ولا حُرِّهِ.

  والأرْشَمُ: من يَتَشَمَّمُ الطَّعامَ ويَحْرِصُ عليه، وبه فَسَّرَ الجوْهَرِيُّ البيتَ المَذْكورَ.

  وقد رَشِمَ، كفَرِحَ، وكَذلِكَ رَشِنَ بالنّونِ.

  والأرْشَمُ من الغَيثِ: القَليلُ المَذْمومُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والأرْشَمُ: الكَلْبُ لتشمّمِهِ وحِرْصِه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الرَّوْشَمُ: أَوَّلُ ما يَظْهَرُ مِن النّباتِ.

  وأَرْشَمَتِ الأرضُ: بَدَا نَبْتُها.

  وعامٌ أَرْشَمٌ: ليسَ بجَيِّدٍ خَصِيب.

  ومَكانٌ أَرْشَمُ كأَبْرَشَ إذا اخْتَلَفَتْ أَلْوانُه.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: بِرْذَونٌ أَرْشَمُ وأَرْمَشُ مِثْلُ الأَبْرَشِ في لَوْنِه.

  قالَ: وأَرْضٌ رَشْماءُ ورَمْشاءُ مِثْل البَرْشاءِ إذا اخْتَلَفَتْ أَلوانُ عُشْبِها.


(*) كذا بالأصل، وبالقاموس: وهي.

(١) في القاموس: رشماءُ.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح ولم ينسبه، والمقاييس ٢/ ٣٩٦ والتكملة، وفي التهذيب «رشم» نسبه لجرير يهجو البعيث، وعجزه في التهذيب مادة «نزل» ١٣/ ٢١١ برواية:

فجاءت بيتن للنزالة أرشما

قال ابن سيدة: وانشد أبو عبيد هذا البيت لجرير: قال: وهو غلط والبيت ليس في ديوان جرير.

(٤) الذي في التهذيب هنا: «بنز» للضيافة وفيه في نزل: «بيتن للنزالة».