تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[روم]:

صفحة 306 - الجزء 16

  إذا أنْبَضَ الرَّامونَ عنها تَرَنَّمَتْ ... تَرَنُّم ثَكْلَى أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ⁣(⁣١)

  وهو مجازٌ.

  وكلُّ ما سُمِعَ له رَنْمَةٌ حَسَنَةٌ فلَهُ تَرْنِيمٌ وتَرَنُّمٌ. ظاهِرُه أَنَّه بالفَتْح، ويُفْهم مِن سِياقِ الزَّمَخْشَرِيّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ⁣(⁣٢) فإنَّه قالَ: تقولُ: نَقَرتْه بعَنَمِة فأَنْطقَتْه بِرَنَمة.

  وفي الحَدِيْث: «ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ أَذَنَه لنبيٍّ حَسَنُ التَّرَنُّمِ بالقُرْآن»، وفي رِوايَةٍ: «حَسَنُ الصَّوْتِ يَتَرَنَّمُ بالقُرْآنِ».

  وله تَرْنَموتَةٌ⁣(⁣٣) حَسَنَةٌ أَي تَرَنُّمٌ.

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: التَّرْنَموتُ التَّرَنُّمُ، زادُوا فيه الواوَ والتاءَ كما زادُوا في مَلكَوت.

  قالَ أَبو ترابٍ: أَنْشَدني الغَنَويُّ في القَوْسِ:

  تُجاوِبُ القَوْسَ بتَرْنَمُوتِها ... تَسْتَخْرِجُ الحَبَّة مِن تابوتِها⁣(⁣٤)

  يَعْني حبَّةَ القَلْبِ مِن الجَوْفِ.

  وقَوْسٌ تَرْنَموتٌ: لها حَنينٌ عندَ الرَّمْيِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ؛ فهو يكونُ مَصْدراً وصفَةً.

  قالَ شيْخُنا: ووزْنُها تَفْعَلُوت. قالوا ولا تحفظ زِيادَة التاءِ أَوّلاً وآخِراً في كلمةٍ غيرِها.

  والرَّنَمَةُ، محرَّكةً: نباتٌ دَقيقٌ.

  وقالَ الأصْمَعيُّ: هو مِن نَباتِ السَّهْلِ.

  وقالَ شَمِرٌ: رَوَاه المِسْعِريُّ عن أَبي عُبيدٍ: الرَّنَمة، قالَ: وهو عندَنا الرَّتَمة⁣(⁣٥). والرَّتَمُ مِن الأَشْجارِ الكِبارِ وذواتِ الساقِ؛ والرَّنَمَةُ: مِن دقِّ النباتِ.

  والرَّنُومُ، كصَبُورٍ: ع.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَرْنُمٌ كأَفْلُسٍ: مَوْضِعٌ في شعْرِ كثير بنِ عبدِ الرَّحْمن:

  تأَملت مِن آياتِها بعدَ أَهْلِها ... بأَطْرافِ أَعظامٍ فأَذْنابِ أَرْنُمِ⁣(⁣٦)

  ويقالُ بالزَّاي وسَيَأْتي.

  [روم]: الرَّوْمُ: الطَّلَبُ، كالمَرامِ، وقد رَوَامَهُ يَرومُهُ رَوْماً ومَراماً: طَلَبَهُ.

  والرَّوْمُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ؛ ومنه حَدِيْث أَبي بكْرٍ: أَنَّه أَوصْى رجُلاً في طهَارَتِه فقالَ: «تَعَهَّد المَغْفَلَة والمَنْشَلَةَ والرَّوْمَ»؛ هو بالفتحِ ويُضَمُّ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: والرَّوْمُ الذي ذَكَرَه سِيْبَوَيْه حَرَكَةٌ مُخْتَلَسَة مُخْتَفاةٌ بضَرْبٍ مِن التَّخْفيفِ، وهي أَكْثَرُ من الإِشْمامِ لأنَّها تُسْمَعُ، وهي بزِنةِ الحرَكَةِ وإِن كانت مُخْتَلَسَةً مِثْل هَمْزَة بينَ بينَ، كما قالَ:

  أَأَن زُمَّ أَجْمالٌ وفارقَ جِيْرة ... وصاح غُراب البَيْنِ: أَنتَ حَزِينُ⁣(⁣٧)

  قوْلُه: أَأَن زُمَّ: تَقْطيعُهُ فَعُوْلَنُ، ولا يجوزُ تَسْكين العَيْن، وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {شَهْرُ رَمَضانَ}⁣(⁣٨)، فيمَنْ أَخْفَى إنَّما هو بحَرَكَةٍ مُخْتلَسةٍ، ولا يَجوزُ أَن تكونَ الرَّاءُ الْأُولَى ساكِنَةً لأنَّ الهاءَ قبْلَها ساكِنٌ، فيُؤَدِّي إلى الجَمْع بينَ السَّاكِنَيْن في الوَصْلِ مِن غيرِ أَنْ يكونَ قَبْلها حَرْفُ لينٍ؛ قالَ: وهذا غيرُ مَوْجودٍ في شيءٍ مِن لغاتِ العَرَبِ.

  قالَ: وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}⁣(⁣٩) و (أَمَّنْ لا يَهِدِّي) * و (يَخِصِّمُونَ) ** وأَشْباهُ ذلِكَ، قالَ:


(١) ديوانه ص ٤٩ والأساس والمقاييس ٢/ ٤٤٥.

(٢) ومثله في اللسان، وفيهما ضبط قلم.

(٣) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: وتَرْنَمُوتٌ.

(٤) قبله في اللسان:

شريانة ترزم من عنتوتها

وفي الصحاح: تجاوب الصوت.

(٥) قال الأزهري: لم يعرف شمر الرغة فظن أنه تصحيف وصيره الرَّتَمة. والعبارة التالية من تتمة قول الأزهري.

(٦) معجم البلدان «أعظام» برواية: «أزنم» بالزاي، وفي ترجمة أرنم عن نصر قال: وادٍ حجازي، قال: وقيل فيه أريم بالياء.

(٧) اللسان والصحاح.

(٨) البقرة الآية ١٨٥.

(٩) الحجر الآية ٩.

(*) يونس: من الآية ٣٥.

(**) يس: من الآية ٤٩.