تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زمم]:

صفحة 325 - الجزء 16

  يَعُلُّ بَنِيها المَحْض من بَكَرَاتها ... ولم يُحْتَلَبْ زِمْزْيمها المُتَجَرْثِمُ⁣(⁣١)

  وزُمْزُومُها، بالضمِّ: خِيارُها، أَو مِائَةٌ منها مِثْلُ الجُرْجُورِ؛ قالَ:

  زُمْرُومُها جِلَّتها الكِبارُ⁣(⁣٢)

  والزُّمْزُومُ من القوْمِ: سرُّهُمُ⁣(⁣٣)، أَي خلاصَتُهُم وخِيارُهُم؛ وفي نسخةٍ: شرُّهُم بالشِّيْن المعْجمَةِ.

  وماءٌ زَمْزَمٌ، كجَعْفَرٍ وعُلابِطٍ: أَي كثيرٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: زَمَّمُ، كبَقَّمٍ، وزَمْزَمٌ، كجَعْفَرٍ، وزُمازِمُ مِثْل عُلابِطٍ وهذه عن غيرِ ابنِ الأعْرَابيِّ: بئْرٌ عِندَ الكَعْبَةِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: لزَمْزَم اثْنا عَشَرَ اسْماً⁣(⁣٤) زَمْزَمُ، مَكْتومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا، الرَّواءُ، رَكْضَةُ جِبْريل، هَزْمَةُ جِبْريل، شِفاءُ سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفِيرُة عبد المطَّلب.

  قلْتُ: وقد جَمَعْت أَسْماءَها في نبذَةٍ لَطِيفةٍ فجاءَتْ على ما ينيفُ على ستّيْن اسْماً ممَّا اسْتَخْرجْتُها مِن كُتبِ الحَدِيْث واللغَةِ؛ وفي الحدِيْث: ماءُ زَمْزَمَ لمَا شُرِبَ له.

  وتَزَمْزَمَ الجَمَلُ، إذا هَدَرَ.

  والزُّمَّانُ⁣(⁣٥)، كرُمَّانٍ: العُشْبُ المُرْتَفِعُ عن اللعاعِ.

  والإِزْمِيمُ، بالكسْرِ: لَيْلَةٌ من لَيالِي المَحاقِ.

  وإزْمِيمٌ: ع، وضَبَطَه ياقوتُ بالرَّاءِ، وقد تَقَدَّمَ.

  والإِزْمِيمُ: الهِلالُ إذا دَقَّ في آخِرَ الشَّهْرِ واسْتَقْوسَ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ، وأنْشَدَ لذي الرُّمَّةِ:

  قد أَقْطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاءِ لاهيةً ... كأَنَّما آلُها في الآلِ إِزْمِيمُ⁣(⁣٦)

  أَي كأَنَّ شَخْصَها فيمَا شَخَصَ مِن الآلِ هِلالُ⁣(⁣٧) آخِر الشَّهْرِ لضُمْرِها.

  وقالَ ثَعْلَب: إِزْمِيمُ مِن أَسْماءِ الهِلالِ.

  وقالوا: لا والذي وَجْهي زَمَمَ بَيْتِه ما كانَ كذا وكذا، محرَّكةً، أَي قُبالتَهُ وتُجاهَهُ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: أَراهُ لا يُسْتَعْمل إلَّا ظَرْفاً.

  ومِن المجازِ: دارِي زَمَمَ دارِهِ، وزَمَمٌ من دارِهِ، أَي قَرِيبٌ منها.

  ويقالُ: أَمْرُهُم زَمَمٌ وأَمَمٌ وصَدَدٌ، أَي مُقارِبٌ.

  وزَمٌّ، بالفتحِ: د بشَطِّ جَيْحُونَ.

  وقالَ نَصْر: مدينَةٌ بَحْريَّةٌ أَظنُّها بينَ البَصْرةِ وعُمَان؛ وأَيْضاً مَدينَةٌ بخُرَاسَان.

  وزُمٌّ، بالضمِّ: ع في أَدْنى طَريقِ الكُوفةِ إلى مكَّةَ والبَصْرَةِ مِن دِيارِ بَنِي عجلٍ.

  ويقالُ: بئْرٌ بحَفَائِر سعْدِ بنِ مالِكٍ.

  وقيلَ: جَبَلٌ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

  كأَنَّ جيادَهُنَّ برَعْنِ زُمٍّ ... جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَرَاقُ⁣(⁣٨)

  وقالَ الأَعْشَى:

  ونَظْرَةَ عينٍ على غِرَّةٍ ... محلَّ الخَليطِ بصَحْرَاء زُمّ⁣(⁣٩)

  وزِمْزَمٌ، كحِمْيَرَ: ع، بِخُوزِسْتانَ.

  وازْدَمَّ ازْدِماماً: إذا تَكَبَّرَ.


(١) اللسان.

(٢) اللسان التكملة والتهذيب وفيه: جلتها الخيار.

(٣) في القاموس: شَرُّهُمْ.

(٤) على هامش المطبوعة المصرية: «قوله اثنا عشر كذا باللسان أيضاً والمعدود أحد عشر، وكتب بهامش نسخة قديمة من اللسان: كذا رأيت». وفي معجم البلدان: «ولها أسماء، وهي: زمزم، وزَمَّمُ وزُمِّزْمُ» وزُمازِمُ وركضة جبرائيل وهزمة جبرائيل وهزمة الملك، والشَّباعة وشُباعة وبرّة ومضنونة وتُكتَمُ وشفاء سُقم وطمامُ طُعْم وشراب الأبرار وطعام الأبرار وطيّبة.

(٥) في القاموس: والزُّمَامُ: كرُمَّانٍ.

(٦) فيما نسب إليه ديوانه ص ٦٧٤ واللسان والتهذيب.

(٧) في التهذيب: بهلالٍ دق كالعرجون لضمرها.

(٨) ديوانه ط بيروت ص ٧٩ وصدره برواية:

كأن جيادنا في رعنِ زُمٍّ

والمثبت كرواية اللسان.

(٩) ديوانه ط بيروت ص ١٩٦ واللسان والصحاح ومعجم البلدان «زم».