تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زنم]:

صفحة 328 - الجزء 16

  قالَ أَبو حنيفَةَ: قد ذَكَرَها بعضُ الرُّواةِ ولا أَحْفظ لها عنهم صفَةً.

  وقالَ غيرُهُ: هي نَبْتةٌ سُهْليَّةٌ تنبُتُ على شكْلِ زَنَمَةِ الْأُذُنِ، لها وَرَقٌ وهي من شرِّ النَّباتِ.

  والزَّنَمَةُ: شيءٌ يُقْطَعُ من أُذُنِ البعيرِ فَيُتْرَكُ مُعَلَّقاً، وإنَّما يُفْعَلُ ذلِكَ بكِرامِها، أَي الإِبِل؛ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ الأَحْمر: مِن السِّمات في قَطْعِ الجلْدِ الرَّعْلة، وهو أَنْ يُشَقَّ مِن الْأُذُنِ شيءٌ ثم يُتْرَكُ مُعَلَّقاً، ومنها الزَّنَمَةُ، وهو أَنْ تَبِينَ تلْكَ القطْعَةُ مِن الْأُذُنِ، والمُفْضاةُ مثْلُها.

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: بعيرٌ زَنِمٌ، أَي ككَتِفٍ، وأَزْنَمُ ومُزَنَّمٌ، كمُعَظَّمٍ، وكَذلِكَ مُزَلَّمٌ؛ وناقَةٌ زَنِمَةٌ وزَنْماءُ ومُزَنَّمَةٌ.

  والزَّنَمُ، محرَّكةً: لُغَةٌ في الزَّلَمِ⁣(⁣١) الذي يكونُ خَلْفَ الظِّلْفِ.

  ومِن المجازِ: الزَّنِيمُ، كأَميرٍ: المُسْتَلْحَقُ في قومٍ ليسَ منهم، وبه فَسَّر الفرَّاءُ قوْلَه تعالَى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ}⁣(⁣٢) زادَ غيرُهُ: لا يُحْتاجُ إليه فكأَنّه فيهم زَنَمَةٌ؛ ومنه قوْلُ حَسَّان، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه:

  وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ ... كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ⁣(⁣٣)

  وفي الحَديْثِ: الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ في النَّسَبِ.

  وفي الكامِلِ للمبرِّدِ: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ أنَّ نافِعاً سأَلَ ابن عبَّاس عن قوْلِه تعالَى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ}، قالَ: هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ، أَما سَمِعْت قولَ حَسَّان بن ثابِتٍ:

  زَنِيمٌ تَداعاهُ الرِّجالُ زِيادةً ... كمارِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الْأَكارِعُ⁣(⁣٤)

  وفي حَديْثِ عليٍّ وفاطِمَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما:

  بِنْتُ نَبيٍّ ليسَ بالزَّنِيمِ

  كالمُزَنَّمِ، كمُعَظَّمٍ، فيهما؛ وبه فُسِّر قوْلُه:

  ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنّما⁣(⁣٥)

  يَسْتَعْبدُونَه.

  وأَنْكَرَه الأزْهَرِيُّ وقالَ: إنَّما المُزَنَّمُ مِن الإِبِلِ الكَرِيمُ الذي جُعِل له زَنَمَةٌ عَلامَة لكَرَمِهِ، وأَمَّا الدَّعِيُّ فهو زَنِيمٌ.

  ومِن المجازِ: الزَّنِيمُ: اللَّئيمُ المَعْروفُ بلُؤْمِهِ أَو شَرِّه كما تُعْرَفُ الشاةُ بزَنَمَتِها؛ وبه فُسِّرتِ الآيَةُ أَيْضاً، لأَنَّ قَطْعَ الْأُذُنِ وَسمٌ.

  والمُزَنَّمُ، كمُعَظَّمٍ: صِغارُ الإِبِلِ. يقالُ: هم يَقْتنون⁣(⁣٦) المُزَنَّمَ.

  قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: لأَنَّ التَّزْنِيمَ في الصِّغَرِ.

  وأَنْكَرَه الأزْهَرِيُّ.

  ويقالُ: المُزَنَّمُ اسمُ فَحْلٍ⁣(⁣٧)، ومنه قَوْل زُهَيْرٍ:

  فأَصْبَحَ يحدى فيهمُ من تِلادِكُمْ ... مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُزَنَّمِ⁣(⁣٨)

  وأَزْنَمُ: بَطْنٌ من بني يَرْبوعٍ؛ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  ويَرْبوعُ: هو ابنُ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكِ بنِ زيدِ مَنَاة بنِ تَمِيمٍ؛ قالَ العَوَّامُ بنُ شَوْذبٍ الشَّيْبانيُّ:

  فلو أَنَّها عُصْفورَةٌ لَحَسِبْتُها ... مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا⁣(⁣٩)

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: بَنُو أَزْنَمَ بنِ عُبَيْدٍ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبوعٍ: قلْتُ: مِن ولدهِ: سُلَيْطُ بنُ سعْدِ بنِ معدان بنِ عُمَيْرةَ بنِ طارِقِ بنِ حصيبَةَ بنِ أَزْنَمَ.


(١) في القاموس بالضم، والكسر ظاهر.

(٢) القلم الآية ١٣.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٨٩ واللسان.

(٤) اللسان ونسبه ابن بري للخطيم التميمي، جاهلي، ولم ينسبه في الأساس والمقاييس ٣/ ٢٩ وفي موضع آخر في المادة نسبه في اللسان لحسان بن ثابت، وليس في ديوانه.

(٥) اللسان وجزء من عجزه في التهذيب ونسبه محققه للمتلمس وتمامه:

فإن نصابي إن سألت ومنصبي ... من الناس قوم يقتنون المزنما

(٦) في الأساس: يقتفون.

(٧) في القاموس بالضم منونة، والكسر ظاهر.

(٨) ديوانه ص ٨٠ وفيه «يجري» بدل «يحدى» واللسان وجزء من عجزه في الصحاح.

(٩) اللسان والصحاح.