تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سنبم]:

صفحة 369 - الجزء 16

  خَلَتْ بغَزالِها ودَنا علَيها ... أَراكُ الجِزْعِ أَسْفَلَ من سَنامِ⁣(⁣١)

  فُسِّر بأَحَدِ هذه الثلاثَةِ.

  والإِسْنامُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ لبَنِي أَسَدٍ، ولم يذْكرْه ياقوتٌ.

  وأَيْضاً: ثَمَرُ الحَلِيِّ، حَكَاها السِّيرافي عن أَبي مالِكٍ؛ الواحِدَةُ بهاءٍ؛ ويقالُ: هو ضَرْبٌ مِن الشَّجَرِ؛ قالَ لَبيدٌ:

  كدُخانِ نارٍ ساطعٍ أَسْنامُها⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ بَرِّي: أَسْنامٌ شَجَرٌ؛ وأَنْشَدَ:

  سَباريتَ إلَّا أَنْ يَرى مُتَأَمِّلٌ ... قَنازِغَ أَسْنامٍ بها وثَغامِ⁣(⁣٣)

  وأَرضٌ، مُسْنِمَةٌ، كمُحْسِنَةٍ، إذا كانت تُنْبِتُها، أَي الأَسْنامَة.

  والسُّنَّمُ، كسُكَّرٍ: البَقَرَةُ، كما في المُحْكَمِ: وزادَ غيرُهُ: الوَحْشِيَّةُ، كما في شرْحِ شواهِدِ المغْني لعبدِ القادِرِ البَغْدادِيّ، قالَ: وكان القِياسُ زِيادَة مِيمِه، نَقَلَه شيْخُنا.

  ويَسْنُومُ⁣(⁣٤): ع، وفي بعضِ النسخِ: سَنُومُ، كصَبُورٍ؛ والذي في المُحْكَمِ: يَسْنَمُ كيَفْتَحُ.

  والسَّنِمُ، ككَتِفٍ، من النَّبْتِ: المُرْتَفِعُ الذي خَرَجَتْ سَنَمَتَهُ، أَي نَوْرُهُ، وهو ما يَعْلُو رأْسَه كالسُّنبُلِ، قالَ الراجزُ:

  رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا ... الصِّلَّ والصَّفْصِلَّ واليَعْضيدا

  والخازِ بازِ السَّنِمِ المَجُودا⁣(⁣٥)

  والسَّنِمُ: البَعيرُ العَظيمُ السَّنامِ؛ وقد سَنِمَ، كفَرِحَ.

  وقالَ اللَّيْثُ: جَمَلٌ سَنِمٌ وناقَةٌ سَنِمة: ضخْمَةُ السَّنامِ.

  وفي حدِيْثِ لُقْمان: «يَهَبُ المائَة البكْرَةَ السَّنِمَةَ».

  وفي حدِيْث ابنِ عُمَيْرٍ: «هاتُوا بجَزُورٍ سَنِمَةٍ في غدَاةٍ شَبِمَةٍ».

  وقد سَنَّمَهُ الكَلْأُ تَسْنِيماً وأَسْنَمَهُ: إذا سَمَّنَهُ.

  وأَسْنِمَةُ، بكسْرِ النونِ؛ وقيلَ: أَسْنُمَهُ⁣(⁣٦) بضمِّ النونِ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، أَو ذاتُ أَسْنُمَةَ: كلُّ ذلِكَ أَكْمَةٌ مَعْروفَةٌ قُرْبَ طَخْفَةَ؛ فمَنْ قالَ أَسْنُمَة، بضمِّ النونِ، جَعَلَه اسْماً لرَمْلَةٍ بعَيْنِها، ومَنْ قالَ بكسْرِ النونِ جَعَلَها جَمْعُ سَنامٍ.

  وأَسْنِمَةُ الرِّمالِ: حُيودُها وأَشْرافُها، على التَّشْبِيهِ بسَنانمِ الناقَةِ؛ ورُوِي بيتُ زُهَيْرٍ بالوَجْهَيْنِ:

  ضَحَّوا قليلاً قَفَا كُثْبان أَسْنُمةَ ... ومنهمُ بالقَسُوميَّاتِ مُعْتَرَكُ⁣(⁣٧)

  وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لبِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ:

  كأَنَّ ظِباء أَسْنُمةٍ عليها ... كوانِسُ قالِصاً عنها المَغارُ⁣(⁣٨)

  وفي كتابِ ياقوت: ويُرْوَى بضمِّ الهَمْزةِ والنونِ، وهُما ممَّا اسْتَدْرَكَه الزجاجُ على ثَعْلَب في الفَصِيح عن الأَصْمعيّ فقالَ ثَعْلَب: هكذا رَوَاهُ لنا ابنُ الأَعْرَابيِّ، فقالَ: أَنْت تَدْرِيِ أَنَّ الأَصْمعيَّ أَضْبَطُ لمِثْلِ هذا. ورَوَاهُ ابنُ قُتَيْبَةَ أَيْضاً بضمِّ الهَمْزةِ.

  وقالَ: قلْتُ: وحَكَى بعضُ اللُّغَويِّين أَسْنَمَة، بالفتْحِ وضمِ النونِ وهو مِن غريبِ الأَبْنِيَةِ، واخْتُلِفَ في تَحْديدِهِ فقيلَ: جَبَلٌ، وهو قوْلُ ابن قُتَيْبَةَ.

  وقالَ اللَّيْثُ: إنَّه رَمْلَةٌ، واسْتَدَلَّ بقوْلِ زُهَيرٍ السابِقِ.

  وقالَ غيرُهُما: أَكَمَةٌ بقُرْب طَخْفَةَ، قيلَ: بقُرْب فَلَجَ ويُضافُ إليها ما حَوْلها فيُقالُ أَسْنمات.

  قالَ: ورَوَاهُ بعضُهم بكسْرِ النونِ، وهي أَكَماتٌ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١١٢ واللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٧٠ وصدره:

مشمولةٍ عُلِثَتْ بنابتِ عرفجٍ

وعجزه في اللسان والتهذيب والصحاح والأساس.

(٣) اللسان وفيه «قنازع» بالعين المهملة، والبيت لذي الرمة ص ٧٦ والتكملة وذكره بعد قوله: أبو نصر الإسنامة: ثمر الحلي، قال ذو الرمة.

(٤) على هامش القاموس: هكذا في بعض النسخ، وفي بعضها: سنوم، ودرج عليه عاصم أفندي، وفي المحكم: يسنم كيفتح، كما في الشارح، يقول مصححه: الذي في كتاب ياقوت أن يسنوم ويسنم: موضعان وأما سنوم، فلم أجده فيه، ا هـ.

(٥) اللسان والأخير في الصحاح.

(٦) وهي المذكورة في القاموس.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٤٨ واللسان.

(٨) اللسان والصحاح وياقوت «أسنمة».