تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شلجم]:

صفحة 392 - الجزء 16

  يَتَطايَرُ شِلَّمُهُ وشِنَّمُهُ، باللامِ والنونِ، كقِنَّبِه فيهما، أَي شَرارُهُ من الغَضَبِ، وأَنْشَدَ:

  إِنْ تَحْمِلِيهِ ساعةً فرُبَّما ... أَطارَ في حُبِّ رِضاكِ الشِّلَّما⁣(⁣١)

  وقالَ الفرَّاءُ: لم يأْتِ على فَعَّلٍ إلَّا شَلَّمُ كبَقَّمٍ؛ وكذا عَثَّرُ ونَدَّرُ وخَضَّمُ: أَسْماءُ مَواضِعَ ما عدا بَقَّم.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وذَكَرَ ابنُ خَالَوَيْه فيه شَلِم، ككَتِفٍ وجَبَلٍ، لُغَتان، وهو مَوْضِعٌ بالشأْمِ، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ: ويقالُ هو اسْمُ مَدينَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ، بالعبْرانيَّةِ، مَمْنوعٌ مِن الصَّرْفِ للعُجَمَةِ، ووَزْن الفِعْل، وهو بالعِبرانِيَّةِ: أَورَشْليمُ؛ ويقالُ أَيْضاً: أُورِي شَلِم، وأَنْشَدَ ابنُ خَالَوَيْه للأَعْشَى:

  وقد طُفْتُ للمالِ آفاقَهُ: ... عُمانَ فحِمْصَ فأُورِي شَلَمَ⁣(⁣٢)

  ويقالُ لبَيْتِ المَقْدسِ أَيْضاً إيلِيا وبَيْتُ المِكْياشِ ودارُ الضَّرْبِ وصَلَمُونَ.

  وشَلامُ، كسَحابٍ: بَطيحَةٌ بينَ واسِطَ والبَصْرَةِ، قالَهُ نَصْر.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  شَلِيمٌ، كأَميرٍ: اسمُ مَدينَةِ بَيْتِ المَقْدسِ، عن ابنِ خَالَوَيْه؛ وكذا شَلَّامُ ككَتَّانٍ، عن أَبي حَيَّان.

  وإِشلِيمُ بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ⁣(⁣٣) على النِّيْل تجاه نكلا، وقد رأَيْتُها، منها الشيخُ أَصيلُ الدِّيْن محمدُ بنُ عُثْمان بنِ أَيوب الاشليميُّ الشافِعِيُّ، والِدُ الشهاب أَحْمد وُلِدَ بها سَنَة أَرْبَعِيْن وسَبْعمائَةٍ، وأَخَذَ عن ابنِ الملقن والبَلْقِيني، وماتَ سَنَة أَرْبَع وثَمَانمائَةٍ؛ والزَّيْن عبدُ الغنيِّ بنُ محمدِ بنِ عُمَرَ بنِ عبدِ اللهِ الشافِعِيُّ الاشليميُّ وُلِدَ بها سَنَة عِشْرِيْن وثَمَانْمائَةٍ وسَمِعَ على الحافِظِ ابنِ حجرٍ؛ والزَّيْن الزَّرْكشيُّ وله شعْرٌ نَفِيسٌ. وأشليمانُ: مَدينَةٌ بجيلانَ فيمَا يظنُّ السَّمعانيُّ منها أَبو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ أَحْمدَ الشَّيْلمانيُّ وغيرُهُ.

  وشلمى: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغَرْبيَّةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  شلقامُ: قريَةٌ بالفيُّومِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [شلجم]: الشَّلْجَمُ: ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ اسْتِطراداً في السِّيْن، وقالَ: هو نَبْتٌ مَعْروفٌ، وهكذا روى قَوْل الرَّاجزِ:

  تَسْأَلُني برامَتَيْن شَلْجَما⁣(⁣٤)

  وقد ذَكَرَه صاحِبُ اللِّسانِ وغيرُهُ مِن أَئمَّةِ اللُّغَةِ تِبْعاً للجَوْهَرِيِّ.

  قالَ شيْخُنا: فقولُ المصنِّفِ هُناكَ ولا تَقُل ثَلْجَم ولا شَلْجم وَهَمٌ ظاهِرٌ، أَمَّا بالثاءِ فإنَّه لم يثبتْ عندَ ثَبْتٍ مِن أَئمَّةِ، وأَمَّا بالشِّيْن المعْجَمَةِ فالأَكْثَر صَرَّحُوا بوُرُودِه وقالوا: د إنَّه هكذا في أَصْلِ وَضْعه وإنَّ العَرَبَ نَقَلَتْه على أَصْلِه، قالَ ومنهم مَن عَرَّبَه بإهْمالِ السِّيْن فتأَمَّلْ ذلِكَ.

  [شمم]: الشَّمُّ: حِسُّ الأَنْفِ.

  شَمِمتُه، بالكسرِ، أَشَمُّه، بالفتحِ، شَمّاً، مِن حَدِّ عَلِمَ، وشَمَمتُه، بالفتحِ، أَشُمُّه، بالضمِّ، مِن حَدِّ نَصَرَ لُغَةٌ عن أَبي عُبَيْدَةَ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، شَمّاً وشَمِيماً، مَصْدري البابَيْن ذَكَرَهُما الجَوْهَرِيُّ، وشِمِّيمَى كخِلِّيفَى، عن الزَّمَخْشَرِيِّ وَحْده وله نَظائِرُ مَرَّتْ، وتَشَمَّمْتُه واشْتَمَمْتُه وشَمَّيْتُه، كذا في النسخِ، والصَّوابُ: وشَمَّمْتُه؛ ومنه قولُ قَيْسِ بنِ ذَرِيح يَصِفُ أَيْنُقاً وسَقْباً:

  يُشَمِّمْنَهُ لو يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَهُ ... إذا سُفْنَه يَزْدَدْنَ نَكباً على نَكْبِ⁣(⁣٥)

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: تَشَمَّمَ الشيءَ واشْتَمَّهُ: أَدْناهُ مِن أَنْفِه ليَجْتَذِبَ رائِحَتَه.

  وأَشَمَّهُ إيَّاهُ: جَعَلَه يَشُمُّه.


(١) اللسان والتكملة.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٠ وفيه: «فأوريشلمْ» واللسان والتكملة.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: على النيل تجاه لكلا، المعروف أن اشليم بالغربية من جزيرة قوليسنا فليحرر» وفي معجم البلدان: كورة أو قرية بحوف مصر الغربي.

(٤) تقدم في سلجم.

(٥) اللسان.