تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الميم

صفحة 400 - الجزء 16

  وهَلْ أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ... وهل يَبْدُوَنْ لي شامَةٌ وطَفِيلُ؟⁣(⁣١)

  قالَ شيْخُنا: ولا يَظْهَرُ لهذا الصَّواب وَجْه ولا سِيَّما مَعَ جَزْمِه بأَنَّ الواقِعَ في كُتبِ الحدِيْثِ جَميعِها الميم فلا وَجْه لمخالَفَتِهم وتَخْطِئتِهم، وقد انتَصَرَ له البَغْدادِيُّ في شرْحِ شواهِدِ المغْني وأَشَارَ اليه في حاشِيَةِ بانَتْ سُعادُ وهو ظاهِرٌ انتَهَى.

  قلْتُ: وقد فَرَّق بَيْنهما نَصْرفي مُعْجَمِهِ فقالَ: شابَةٌ بالباءِ جَبَلٌ في دِيارِ غَطَفان بينَ السَّليلَةِ والرّبذةِ، وبالميمِ جَبَلٌ آخَرُ بالحِجازِ، ورُوِيَ بالوَجْهَيْن قوْلُ أَبي ذُؤَيْب:

  كأَنّ ثِقالَ المُزْنِ بين تُضَارعٍ ... وشامَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لبيجُ⁣(⁣٢)

  * وممّا يُسْتدْركُ عليه:

  شِيمُ الإِبِلِ، بالكسْرِ: سُودُها، واحِدُها أَشْيَمُ وشَيْما.

  وشامَ السَّحابُ شَيْماً: نَظَرَ إليها مِن بعيدٍ، وقد يكونُ الشَّيْمُ النَّظَرَ إلى النارِ؛ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

  ولو يُشْتَرَى منه لباعَ ثِيابَهُ ... بنَبْحَةِ كلْبٍ أَو بنارٍ يَشِيمُها⁣(⁣٣)

  وشِمْتُ مَخايِلَ الشيءِ إذا اتَطَلَّعْتَ نَحْوها ببَصَرِكَ مُنْتظراً له.

  والشِّيامُ، بالكسْرِ: الكِناسُ، سُمِّي به لانْشِيام الوَحْش فيه، أَي دُخُوله، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيّ، وبه فَسَّر أَبو سعِيدٍ بيتَ الطرِمَّاحِ وصَوَّبه.

  ووَقَعَ في بعضِ نسخِ الصِّحاحِ هنا وسَمِعْت شيْخنا أَبا أُسامَة يقولُ: الشِّيامُ بالكسْرِ إلى آخِرِه، وهو خَلطٌ مِن النسَّاخِ، فإنَّ أَبا أُسامَة رَوَى عن ابنِ عَبْدوسٍ عن الجَوْهرِيِّ، فكيف يكونُ شيخاً له يَرْوي عنه، وإنَّما هو شيخٌ لأَبي سَهْل أَحَد رَاوِيَةِ الصِّحاحِ، فأَدْخَلَه الناسِخُ في أَثناء الكتابِ فليُتَنَبَّه لذلِكَ.

  وقومٌ شُيُومٌ، بالضمِّ: أَي آمِنُونَ؛ يقالُ: إنّها حَبَشية؛ جاء في حدِيْثِ النَّجاشيّ ويُرْوَى بالمهْمَلَةِ وقد ذُكِرَ في موْضِعِه.

  والأَشْيمُ: موضِعٌ، وهو غيرُ الأَشَيَمَيْن، عن ياقوت.

  وشامَةُ: أَرضٌ بين الكُوفَةِ وفيدَ، عن نَصْر.

  وتَشَيَّمَ الحَرِيقُ القَصَبَ: دَخَلَ فيه وخالَطَهُ.

  وفلانٌ موسرٌ ولا أَشيمُهُ، أَي لا أَنْظرُ إليه مِن فقرٍ، يعني أَنَّه غنيٌّ عنه؛ نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ.

  وصارُوا شاماً في البِلادِ: أَي تَفَرَّقوا تَفرّقَ الشَّامِ في الجَسَدِ.

  والشَّاماتُ قَريةٌ بالسّيرجان مِن أَعْمالِ كرمانَ منها: محمدُ بنُ عمَّار الشَّاماتيّ عن يَعْقوب بنِ سُفْيان.

  وفي الإِكْمالِ: أَبو القاسِمِ هبةُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يَعْقوب بن شامَةَ المعافريُّ المِصْريُّ حَدَّثَ عن حَمْزَةَ⁣(⁣٤) بنِ عليٍّ الكِنانيّ الحافِظ.

  وفي الذيْلِ لابنِ نقْطَةَ: أَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ العبَّاسِ صاحِبُ الشَّامَة مَوْلَى أَبي العبَّاس، حَدَّثَ عنه عبدُ اللهِ بنُ أَحْمدَ بنِ حَنْبل وغيرُه.

  ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ⁣(⁣٥) صاحِبُ الشَّامَةِ عن عَقيلِ بنِ يَحْيَى، وعنه أَبو بكْرِ بنُ المُقْري.

  وأَبو شامَةَ عبدُ الرَّحْمن مُقْرِي عن العَلَمِ السَّخاويّ.

  والأَشْيمُ الضّبابيُّ: صَحابيٌّ ماتَ في عَهْدِه .

  وشُيَيْمُ بنُ بيتان البلويُّ عن رُوَيْفع بنِ ثابِتٍ، وعنه خيرُ بنُ نعيمٍ، ثِقَةٌ؛ وطارقُ بنُ الأَشيمِ الأَشجعيُّ وولدُه أَبو مالِكٍ سَعْد صَحابيَّان.


(١) اللسان والتكملة وفيها «بمكة» بدل «بواد» وعجز الثاني في الصحاح.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ٥٥. [وذكره ياقوت في شامة].

(٣) اللسان.

(٤) في الإكمال: حمزة بن محمد بن علي.

(٥) في التبصير ٢/ ٧٦٦ «عبد الرحيم».