تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صيم]:

صفحة 424 - الجزء 17

  وِمِن المجازِ: الصَّوْمُ: رَمَضانٌ، ومنه قَوْلُ أَبي زَيْدٍ: أَقَمْتُ بالبَصْرَةِ صَوْمَيْن أَي رَمَضانَيْن.

  وِالصَّوْمُ: البِيعَةُ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وكأَنَّه بحَذْفِ مُضافٍ، أَي محلّ الصَّوْمِ، أَي الوَقْت.

  وِالصَّائِمُ للواحِدِ والجَمْعِ⁣(⁣١) هكذا في النسخَ، والصَّوابُ: وِالصَّوْمُ للواحِدِ والجَمْعِ، يقالُ: رجُلٌ صَوْمٌ ورِجالٌ صَوْمٌ، وعلى الأَخيرِ يكونُ جَمْع صائِمٍ.

  وقيلَ: هو اسْمٌ للجَمْع.

  وِأَرضٌ صَوامٌ، كسَحابٍ: يابِسَةً لا ماءَ بها، قالَ الشَّاعِرُ:

  بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَنَّ جَدِيلَه ... بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِنْ صَوامٍ مُمَنَّع⁣(⁣٢)

  وِمِن المجاز: مَصامُ الفَرَسِ وِمَصامَتُه: مَوْقِفُه ومقامُه، وأَنْشَدَ الجَوْهريُّ لامْرِيءِ القَيْسِ:

  كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ في مَصامِها ... بأَمْراسِ كَتَّانٍ على صُمِّ جَنْدَلِ⁣(⁣٣)

  وشاهِدُ المَصامةِ قوْلُ الشمَّاخِ:

  مَصامَةَ أَعْيارٍ مِن الصَّيْفِ تنشِجِ⁣(⁣٤)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رجُلٌ صَوَّامٌ قَوَّامٌ: إذا كانَ يَصُومُ بالنَّهارِ ويَقومُ باللّيلِ.

  وِصامَ الفَرَسُ صَوْماً: قام على غيرِ اعْتِلافٍ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وفي المُحْكَمِ والأساسِ: صامَ الفَرَسُ على آرِيِّه صَوْماً وِصِياماً إذا لم يَعْتَلِفْ.

  وقيلَ: الصائمُ مِن الخَيْلِ القائِمُ الساكِنُ الذى لا يَطْعَم شَيْئاً، قالَ النابِغَةُ الذُّبيانيُّ:

  خَيْلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ... تحتَ العَجاج وأُخْرَى تَعْلُكُ اللّجُما⁣(⁣٥)

  وقالَ الأَزْهرِيُّ في ترْجمةِ صون⁣(⁣٦): الصائِنُ مِن الخَيْل القائِمُ على طَرَفِ حافِرِه مِن الحَفاءِ، وأَمَّا الصائِمُ فهو القائِمُ على قوائِمِهِ الأَرْبَع مِن غيرِ خفاءِ، وقيلَ للقائِمِ: صائِمٌ لإمْساكِهِ عن العَلَفِ مع قِيامِهِ.

  وقالَ الخَليلُ: الصَّوْمُ قِيامٌ بِلا عَمَلٍ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وِصامَتِ الشمسُ: اسْتَوَتْ. وفي التَّهْذِيبِ: إذا قامَتْ ولم تَبْرَحْ مَكانَها.

  وبَكْرَةٌ صائمَةٌ إذا قامَتْ ولم تَدُرْ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ ... وِالبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمه⁣(⁣٧)

  وِصامَ الشَّهْرَ: صامَ فيه، ومنه قوْلُه تعالَى: {فَلْيَصُمْهُ}⁣(⁣٨).

  وجِئْتَه والشَّمس في مَصامِها: أَي في كَبِدِ السَّماءِ.

  وِصامَ المَاء وقامَ ودَامَ بمعْنى، ومنه ماءٌ صائِمٌ قائِمٌ دائِمٌ.

  وبنُو صائِمِ الدَّهْر: شِرْذمَةٌ باليَمَنِ نَواحِي الزَّيْدِيَّة وآخَرُونَ بمِصْرَ.

  وِصَوامٌ، كسَحابٍ: اسمُ جَبَلٍ، وبه فُسِّر قولُ الشاعِرِ:

  بقَيْدُومِ رَعْنٍ من صَوامٍ مُمَنَّعِ

  [صيم]: الصِّيَّمُ، كقِنَّبٍ: أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ: هو الصُّلْبُ الشَّديدُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ.

  قلْتُ: ومنه أُخِذَ الصِّهْمِيمُ كما تقدَّمَتِ الإشارَةُ إليه.


(١) في القاموس: «والجميع».

(٢) اللسان.

(٣) من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٤٩ وصدره برواية:

فيا لك من ليل كأن نجومه

وفيه «إلى صم» والمثبت كرواية اللسان.

(٤) الأساس وصدره:

متى ما يسفْ خيشومه من نجادها

(٥) ديوانه صنعة ابن السكيت ص ١١٢ ولم يرد في ديوانه ط دار صادر بيروت، واللسان والتهذيب والأساس والمقاييس ٣/ ٣٢٣ والصحاح.

(٦) التهذيب ١٢/ ٢٤٢.

(٧) اللسان والتهذيب والثاني في الصحاح.

(٨) البقرة الآية ١٨٥.