تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عفهم]:

صفحة 491 - الجزء 17

  وِمِن المجازِ: رِيحٌ عَقِيمٌ: غيرُ لاقِحٍ، أَي لا يأْتي بمَطَرٍ إنَّما هي رِيحُ الإِهْلاكِ.

  وقيلَ: لا تُلْقِحُ الشَّجَر ولا تُنْشِئُ سَحاباً ولا تَحْمِلُ مَطَراً، عادَلُوا بها ضدَّها، وهو قوْلُهم: رِيحٌ لاقِحٌ، أَي أَنَّها تُلْقِحُ الشّجَر وتُنْشِئ السَّحابَ، وجَاؤَوا بها على حذْفِ الزائِدِ وله نَظائِرٌ كَثيرَةٌ.

  وِمِن المجازِ: حَرْبٌ عَقِيمٌ وِعُقامٌ، كغُرابٍ وسَحابٍ: شَديدَةٌ لا يَلْوِي فيها أَحَدٌ على أَحَدٍ يَكْثُرُ فيها القَتْلُ وتَبْقَى النِّساءُ أَيامَى.

  وِيَوْمٌ عُقامٌ، كغُرابٍ، وِعَقِيمٌ أَي شَديدٌ.

  وقالَ الرَّاغِبُ: لا قُرَّ فيه.

  وِمِن المجازِ: رجُلٌ عَقامٌ، كسَحابٍ: سَيِّءُ الخُلُقِ؛ وكَذلِكَ امرَأَةٌ عَقامٌ، وما كان عَقاماً، ولقَدْ عَقُم: خَلَّقَه؛ قالَ الجوْهَرِيُّ: وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو:

  وِأَنتَ عَقامٌ لا يُصابُ له هَوًى ... وِذو هِمَّةٍ في المالِ وهو مُضَيّعُ⁣(⁣١)

  وِداءٌ عَقامٌ وِعُقامٌ، بالفتحِ والضمِّ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: والضمُّ هو القِياسُ إِلَّا أَنَّ المَسْموعَ هو الفتْحُ.

  وقالَ غيرُهُ: الضمُّ أَفْصحُ، أَي لا يَبْرَأُ منه، وفي الأساسِ: لا يُرْجَى البُرْءُ منه، قالتْ لَيْلى:

  شَفاها مِن الداءِ العُقامِ الذي بها ... غُلامٌ إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها⁣(⁣٢)

  وِناقَةٌ عَقامٌ: بازِلٌ شَديدَةٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  وِإِن أُجْدَى أَظَلَّاها ومَرَّتْ ... لمنهلها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ⁣(⁣٣)

  وِمِن المجازِ: يقالُ للفَرَسِ: هو شَديدُ المَعاقِم، وهي فِقَرٌ بينَ القَريدةِ⁣(⁣٤) والعَجْبِ في مُؤَخَّرِ الصُّلْبِ واحِدُها مَعْقِمٌ، كمَجْلِسٍ، سُمِّيت لأنَّ بعضَها مُنْطبِقٌ على بعضٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لخُفافٍ:

  وِخَيْلٍ تَنادَى لا هَوادَةَ بَيْنها ... شَهِدْتُ بمَدْلوك المَعاقِمِ مُحْنِقِ⁣(⁣٥)

  أَي ليسَ برَهِلٍ.

  وِالعَقْمُ وِالعَقْمَةُ، ويُكْسَرُ: المِرْطُ الأَحْمَرُ، أَو كُلُّ ثَوْبٍ أَحْمَرَ.

  وِالعِقْمَةُ، بالكسْرِ: الوَشْيُ، وفي الصَّحاحِ: ضَرْبٌ مِن الوَشْيِ، وكَذلِكَ العَقْمَةُ بالفتحِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لعَلْقَمَةَ بن عَبْدَةَ:

  عَقْماً ورَقْماً يَكادُ الطيرُ يَتْبَعُه ... كأَنَّه من دَم الأَجوافِ مَدْمُومُ⁣(⁣٦)

  وقالَ اللحْيانيُّ: العِقْمَةُ ضَرْبٌ مِن ثيابِ الهَوادِجِ مُوَشًّى، قالَ: وبعضُهم يقولُ: هي ضُروبٌ من اللَّيِّ⁣(⁣٧) بيضٌ وحُمْر، وإِنَّما قيلَ للوَشْيِ عِقْمةٌ لأَنَّ الصانِعَ كان يعمَلُ، فإذا أَرادَ أَنْ يَشِيَ بغيرِ ذلِكَ اللّوْن لَواهُ وأَغْمَضَه وأَظْهَرَ ما يُريدُ عَمَلَه.

  وِالعُقْمِيُّ، بالضمِّ: الرَّجُلُ القَديمُ الشَّرفِ والكَرَمِ.

  وِمِن المجازِ: العُقْمِيُّ الغَريبُ الغامِضُ من الكَلامِ، ويُكْسَرُ. وقيلَ: إنَّه كَلامٌ عَقِيمٌ لا يُشْتقُّ منه فِعْلٌ. ويقالَ: إنَّه لَعالِمٌ بعُقْمِيّ الكَلامِ وعُقْبيِّ الكَلامِ وهو غامِضُ الكَلامِ الذي لا يَعْرفُه الناسُ، وهو مثلُ النَّوادِرِ.

  قالَ أَبو عَمْرٍو: سأَلْتُ رجُلاً مِن هُذَيْلٍ عن حَرْفٍ غَريبٍ فقالَ: هذا كَلامٌ عُقْمِيٌّ، يعْنِي أَنَّه مِن كَلامِ الجاهِلِيَّةِ لا يُعرَفُ اليومَ.

  وقالَ ثعْلَبُ: كَلامٌ عُقْمِيٌّ قدِيمٌ قد دَرَسَ.


(١) اللسان والصحاح بدون نسبة، والمقاييس ٤/ ٧٥.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لمنهلها، كذا في اللسان أيضا، والذي في المحكم في مادة ج د ى منه لمنهبها بالباء فحرره».

(٤) في القاموس: الفريدة.

(٥) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٦) من المفضلية ١٢٠ بيت رقم ٥ وصدره فيها:

عقلاً ورقماً تظلُّ الطير تخطفه

واللسان.

(٧) في اللسان: اللبن.