تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عيم]:

صفحة 514 - الجزء 17

  [عيم]: العَيْمةُ: شَهْوَةُ اللَّبَنِ، كما في الصَّحاحِ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: إذا اشْتَهَى الرجُلُ اللَّبَنَ قيلَ: قد اشْتَهَى اللَّبَنَ، فإذا أَفْرَطَتْ شَهْوتُه جدّاً قيلَ: قد عَامَ إلى اللَّبَنِ، وكَذلِكَ القَرَمُ إلى اللّحْمِ، والوَحَمُ.

  وِالعَيْمةُ: العَطَشُ، وقيلَ: شدَّتُه، قالَ أَبو محمدٍ الحَذْلميُّ:

  تُشْفى بها العَيْمةُ مِنْ سَقامِها⁣(⁣١)

  وقد عَامَ إلى اللّبَنِ يَعِيمُ وِيَعامُ عَيماً، بالتَّحريكِ⁣(⁣٢) ضَبَطَه اللّيْثُ، وِعَيْمَةً، فهو عَيْمانُ وهي عَيْمَى: اشْتَهاهُ شَدِيداً.

  قالَ اللَّيْثُ: يقالُ: عِمْتُ عَيْمةً وِعَيَماً شَديداً، قالَ: وكلُّ شيءٍ مِن نحْوِ هذا ممَّا يكونُ مَصْدراً لفَعْلان وفَعْلى، فإذا أَتيت بهاءِ المَصْدَرِ فخفِّفْ وإذا حَذَفْت الهاءَ فثَقِّلْ نَحْو الخَيْرة والخَيَر⁣(⁣٣) والرَّغْبة والرَّغَب، وكَذلِكَ ما أَشْبَهه مِن ذَواتِه.

  وفي الحَدِيْثِ: «أَنَّه كانَ يتعوَّذُ مِنَ العَيْمةِ والغَيْمةِ والأَيْمةِ»، فالعَيْمةُ شدَّةُ الشَّهْوةِ إلى اللَّبَنِ حتى لا يُصْبَر عنه، والغَيْمةُ: شدَّةُ العَطَشِ، والأَيْمةُ: طولُ الغُرْبة⁣(⁣٤).

  وِأَعامَهُ اللهُ تعالَى: تَرَكَه بغيرِ لَبَنٍ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ فأَعامَ هو.

  يقالُ: أَعامَنا بَنُو فلانٍ أَي أَخَذوا حلابنا⁣(⁣٥)، وأَصابَتْنا سَنَةٌ أَعامَتْنا.

  وِالعِيمَةُ، بالكسْرِ: خِيارُ المالِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: عِيمَةُ كلِّ شيءٍ خيارُهُ، والجَمْعُ عِمَمٌ.

  وِاعْتامَ يَعْتامُ اعْتِياماً: أَخَذَها، كما في الصِّحاحِ؛ وفي التهْذِيبِ: اخْتَارَها.

  وِالعَيامُ، كسَحابٍ: النَّهارُ.

  نَقَلَ الأَزْهَرِيُّ عن المُؤَرِّجِ: يقالُ: طَابَ العَيَامُ أَي طَابَ النَّهارُ، وطَابَ الشَّرْق أَي الشمْسُ، وطَابَ الهَوِيمُ أَي اللّيْلُ. ورَجُلٌ عَيْمانُ أَيْمانُ: ذَهَبَتْ إِبلُهُ وماتَتِ امْرَأَتُه، كذا في الصِّحاحِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى أَبو زيْدٍ عن الطُّفَيْل بنِ يَزِيد امْرأَةٌ عَيْمَى أَيْمَى، وهذا يَقْضِي بأَنَّ المرْأَةَ التي ماتَ زَوْجها ولا مالَ لها عَيْمَى أَيْمَى.

  وِعامٌ مُعِيمٌ: طَويلٌ؛ وقيلَ: شَدِيدُ العَيْمةِ، عن اللَّحْيانيِّ.

  وِأَعاموا: قَلَّ لَبَنُهُم، وذلِكَ إذا هَلكت إِبِلُهُم.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  يقالُ في الدُّعاءِ على الإِنْسانِ ما له آمَ وِعامَ؛ فمعْنَى آمَ هَلَكَت امرأَتُه، وِعامَ هَلَكَتْ ماشِيَتُه فاشْتَاقَ إلى اللَّبَنِ.

  وِعامَ القَوْمُ: قَلَّ لَبَنُهُم.

  وقالَ اللحْيانيُّ: عامَ فَقَدَ اللَّبَنَ، ولم يَزِدْ على ذلِكَ.

  وهم عِيامٌ وِعَيامَى كعِطاشٍ وعَطاشَى؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للجَعْديّ:

  كَذلِكَ يُضْرَبُ الثَّوْرُ المُعَنَّى ... ليَشْرَبَ وارِدُ البَقَر العِيام⁣(⁣٦)

  وقالَ أَبو المُثَلَّم الهُذَليُّ:

  فَهُمْ شُعْثٌ رُؤُسُهمُ عِيامُ⁣(⁣٧)

  أَرادَ عِيامٌ إلى شُرْبِ اللّبَنِ.

  وِالاعْتِيامُ: الاخْتِيارُ، ومنه حَديْثُ عليٍّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «بَلَغني أَنَّك تُنْفِقُ مالَ اللهِ فيمَنْ تَعْتَامُ مِن عَشِيرتك»؛ وحَدِيْثه الآخَرُ «رَسُوله المُجْتَبَى مِن خلائِفِه وِالمُعْتَامُ لِشَرْع حَقائِقِه»؛ وقالَ طرفَةُ:

  أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرامَ ويَصْطَفِي ... عَقِيلَةَ مالِ الفاحشِ المُتَشَدِّدِ⁣(⁣٨)

  وِاعْتامَهُ اعْتِياماً: قَصَدَه، كاعْتَماهُ. وِالعيمةُ: حِصْنٌ باليَمَنِ⁣(⁣٩).


(١) اللسان وفيه «وتشفى».

(٢) في القاموس واللسان بالقلم «عيماً» بالفتح، ونقل صاحب اللسان عن الليث عيماً بالتحريك.

(٣) في اللسان: الحيرة والحير. ومثله في المقاييس ٤/ ١٩٨ والتهذيب.

(٤) في اللسان والتهذيب: العزبة.

(٥) في التهذيب واللسان: حلائبنا.

(٦) اللسان.

(٧) شرح أشعار الهذليين، في زيادات شعره، ٣/ ١٣١٦ وصدره:

تقول أرى أُبَيْنيكَ اشرهفوا

والبيت بتمامه في اللسان والتهذيب.

(٨) من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٣٤، والضبط عنه. واللسان.

(٩) ومما يستدرك عليه: عَيْثَمٌ: اسم، ذكره في اللسان.