تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الفاء مع الميم

صفحة 536 - الجزء 17

  فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً ... على جَسَداءَ تَنْبَحُنَا الكِلابُ⁣(⁣١)

  قالَ: وزَادَ الفرَّاءُ ثَأَدَاء وسَحَناء، لُغَةٌ في الشَّأْدَاء والسَّحْناء، وزَادَ ابنُ القوطيَّة: نَفَساء، لُغَةٌ في النَّفْساء.

  * قُلْتُ: فكلُّ ما ذَكَرْناه شاهِدٌ لِمَا ذَهَبَ إليه المصنِّفُ.

  ولكن قد يَعْضدُ الجوْهرِيِّ ما حَكَى عليُّ بنُ حَمْزَةَ عن ابنِ حَبيبٍ أَنَّه قالَ: لا أَعْلَم قَرَماء، بالقافِ، ولا أَعْلَمه إلَّا فَرَماء، بالفاءِ، قالَ: وهي بمِصْرَ؛ وأَنْشَدَ:

  سَتُحْبطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي ... قَصائِدُ لا أُرِيدُ بها عِتابا

  وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: الفَرَماءُ، بالفاءِ، مَقْصورٌ لا غَيْر، وهي مَدِينَةٌ بقُرْب مِصْرَ، سُمِّيَت بأَخِي الإِسْكَنْدَرِ، واسْمُه فَرَماء، وكان كافِراً؛ قالَ: وهي قَرْيَةُ إسْمعيلَ، #.

  وقالَ غيرُهُ: فَرَما، مَقْصوراً بالفاءِ: مِن أَعْمالِ مِصْرَ، وقد جاءَ في شعْرِ أَبي نواسٍ، والنِّسْبَةُ إِليها فَرَماوِيُّ، محرَّكةً، وهو المَشْهورُ.

  وفَرميٌّ: وهي بُلَيْدةٌ بمِصْرَ منها: أَبو حفْصَ عُمَرُ بنُ يَعْقوب الفَرماوِيُّ عن بكْرِ بنِ سَهْلٍ الدِّمياطيّ.

  وقالَ اليَعْقُوبيُّ: الفَرَماءُ أَوَّل مِصْرَ مِن جِهَةِ الشّمالِ بَيْنها وبينَ البَحْرِ الأَخْضَر ثلاثَةُ أَمْيالٍ منها: الحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ هرون الفَرمِيُّ مِن مَوالي آل شَرحبيل بنِ حَسَنَة، ثِقَةٌ.

  وفي معْجمِ ياقُوت: أنَّ الإِسْكَنْدر والفَرَماء⁣(⁣٢) أَخَوانِ، فبَنَى كلٌّ منهما مَدينَةً بأَرْضِ مِصْرَ وسَمَّاها باسْمِه، ولمَّا فَرَغَ الإسْكَنْدرُ مِن مَدينَتِهِ قالَ: قد بَنَيْتُ مَدِينَةً إلى اللهِ فَقِيْرةً وعن الناسِ غَنِيّةً، فبَقِيَتْ بَهْجَتُها ونَضارَتُها إلى اليومِ. وقالَ الفَرَما لمَّا فَرَغَ مِن مدينَتِه: قد بَنَيْتُ مَدِينَة عنِ اللهِ غَنِيَّة وإلى النَّاسِ فَقِيْرة، فذَهَبَ نورُها، فلا يَمُرُّ يومٌ إلَّا وشيءٌ منها يَنْهَدِمُ، وأَرْسَلَ اللهُ عليها الرِّمالَ إلى أَنْ دُثِرَتْ وذَهَبَ أَثَرُها.

  وِأَفْرَمَ الحَوْضَ: مَلأَهُ، في لُغةِ هُذَيْلٍ، كما في الصِّحاحِ، قالَ البريقُ الهُذَليُّ:

  وِحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ ... شَهِدْتُ وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ⁣(⁣٣)

  أَي مَمْلوءٌ بالناسِ.

  وقالَ أَبو عُبيدٍ: الفرم⁣(⁣٤) مِن الحِياضِ: المَمْلوءُ بالماءِ في لُغَةِ هُذَيْلٍ: وأَنْشَدَ:

  حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَيعة⁣(⁣٥)

  وِالأَفْرَمُ: الرَّجُلُ المُتَحَطِّمُ الأَسْنانِ، أَي المُتَكَسِّرُها.

  وِالأَفْرَمُ: رجُلٌ مِن أُمراءِ مِصْرَ، وجامِعُه بمِصْرَم مَعْروفٌ عندَ جَبَلِ الرَّصدِ، وقد خَربَ منذُ زَمانٍ ولم يَبْقَ منه إلَّا بعضُ الآثارِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التَّفْرِيمُ والتَّفْرِيبُ: تَضْيِيقُ المرْأَةِ قُبُلَها بعَجَمِ الزَّبيبِ؛ نَقَلَه الأزْهرِي.

  وِالفَرَمُ، محرَّكةً: خِرْقَةُ الحَيْضِ، نَقَلَه ابنُ الأثيرِ.

  ويقالُ في الفَرَسِ: اسْتَفَرَمَتْ بالحَصَى، إذا اشْتَدَّ جَرْيُها حتى يَدْخلَ الحَصَى في فُروجِها.

  وفي حَدِيْثِ أَنَسٍ: «أَيَّام التَّشْرِيقِ أَيَّامُ لَهْوٍ وِفِرَامٍ»؛ هو بالكسْرِ كِنايَةٌ عن المُجامَعَةِ؛ نَقَلَه ابنُ الأثيرِ.

  وِالمَفارِمُ: خِرَقُ الحَيْضِ، لا واحِدَ لها.

  وفائِدُ ابنُ أَفْرَمَ: شاعِرٌ مَدَحَ أَبا شهابٍ، رَوَى عنه بهلولُ بنُ سُلَيْمان.


(١) معجم البلدان: «جسداء» ونسبه إلى لبيد، والبيت في ديوانه ط بيروت ص ٤٠ برواية: «أمسينا قريباً ... الكليبُ».

(٢) في معجم البلدان: «الفرما».

(٣) ديوان الهذليين ٣/ ٥٥ واللسان.

(٤) في التهذيب واللسان: المُفْرَمُ.

(٥) في اللسان والتهذيب: مطبَّعه.