تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فسحم]:

صفحة 539 - الجزء 17

  وقالَ أَبو نَصْرٍ: فَطَمْتُ الحَبْلَ: قَطَعْتُه.

  وِفَطَمَ الصَّبيَّ يَفْطِمُه فَطْماً: فَصَلَهُ عن الرَّضاعِ، فهو مَفْطومٌ وِفَطِيمٌ، ج فُطُمٌ، ككُتُبِ، وسُرُرٍ.

  وِفَطِيمٌ للذَّكَرِ والأُنْثى.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: وجَمْعُ فَعِيلٍ في الصِّفات على فُعُلٍ قَلِيلٌ في العَربيَّةِ، وما جاءَ منه شُبِّه بالأَسْمَاءِ كنَذِيرٍ ونُذُرٍ، وأَمَّا فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ فلم يَرِدْ إلَّا قَليلاً نَحْوَ عَقِيم وعُقُم وِفَطِيمٍ وِفُطُمٍ؛ وقالَ الشَّاعِرُ:

  وِإن أَغارَ فَلَمْ يَحْلو بِطائِلةٍ ... في لَيْلةٍ من جَمِيرٍ ساوَرَ الفُطُما⁣(⁣١)

  وِالاسْمُ الفِطامُ، ككِتابٍ⁣(⁣٢).

  وفي الصِّحاحِ: فِطامُ الصَّبيِّ: فِصالُهُ عن أُمِّه. يقالُ: فَطَمَتِ الأُمُّ ولَدَها؛ وهو نَصُّ اللَّحْيانيِّ في نوادِرِهِ.

  وِأَفْطَمَ السَّخْلَةُ؛ كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: أَفْطَمَتْ؛ إِذا حانَ أَن تُفْطَمَ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ، فإذا فُطِمَتْ فهي فاطِمٌ وِمَفْطُومَةٌ وِفَطِيمٌ، وذلِكَ لشَهْرَيْن مِن وِلادِها، فلا يَزالُ عليها اسْمُ الفِطام حتى تَسْتَجْفِرَ.

  وِفاطِمَةُ: عِشْرونَ صَحابِيَّةً، بل أَرْبَعةٌ⁣(⁣٣) وعِشْرونَ وهنَّ: فاطِمَةُ بنْتُ رَسُولِ اللهِ ، سَيِّدَةُ نِساءِ العَالَمِين وابْنةُ أَسَدِ بنِ هاشِمٍ الهاشِمِيَّةُ أُمّ عليِّ وإخْوتِه، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهم؛ وبِنْتُ الحارِثِ بنِ خالِدِ التَّيمِيَّةُ؛ وابْنةُ أَبي الأَسْود⁣(⁣٤) المَخْزومِيَّةُ؛ وابْنةُ أَبي حُبَيشٍ الأَسَدِيَّةُ،؛ وابْنةُ حَمْزةَ بنِ عبدِ المطَّلِبِ؛ وابنةُ سودَةَ الجهنيَّةُ؛ وابْنةُ شرحبيلٍ؛ وابْنةُ شيبَةَ العَبْشميَّةُ؛ وابْنةُ صَفْوانَ الكِنانيَّةُ؛ وابْنةُ الضحَّاكِ الكِلابيَّةُ؛ وابْنةُ أَبي طالِبٍ أُمُّ هانئٍ في قوْلٍ⁣(⁣٥)؛ وابْنةُ عبدِ اللهِ؛ وابْنةُ عتبَةَ؛ وابْنةُ الخطَّابِ العَدَويَّةُ؛ وِفاطِمَةُ الخزاعيَّةُ؛ وابْنةُ عَلْقَمَةَ العامِرِيَّةُ؛ وابْنةُ عَمْرو بن حزام؛ وابْنةُ المجلل العامِرِيَّةُ؛ وابْنةُ مُنْقذٍ الأَنْصارِيَّةُ؛ وابْنةُ الوَليدِ بنِ عتبَةَ؛ وابْنةُ اليَمانِ، رضِي اللهُ تعالَى عنهنَّ.

  وِالفَواطِمُ التي في الحَديثِ: أَنَّ النبيّ ، أَعْطَى عليَّا حُلّةً سِيَراءَ وقالَ: «شَقِّقها⁣(⁣٦) خُمُراً بينَ الفَواطِمِ».

  قالَ القتيبيُّ: إحْداهُنَّ سَيِّدَةُ النِّساءِ فاطِمَةُ الزَّهْراءُ صلَّى اللهُ عليها، وِالثانيةُ فاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هاشِمٍ الهاشِميَّةُ أُمُّ عليِّ وإخْوتِه، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهم، وهي أَوَّل هاشِميَّةٍ وَلَدَتْ لهاشِمِيِّ؛ قالَ ولا أَعْرِفُ الثَّالثَةَ.

  وِقالَ ابنُ الأَثِيرِ: هي فاطِمَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ بن عبدِ المطَّلبِ، رَوَى لها ابنُ أَبي عاصِمٍ في الوحدان.

  أَو الثَّالثَةُ: فاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بنِ رَبيعَةَ بنِ عبدِ شَمْسٍ خالَةُ مُعاوِيَةُ، أَسْلَمَتْ يومَ الفتْحِ؛ هذا قَوْلُ الأزْهرِيِّ، قالَ: وأَراهُ أَرادَ فاطِمَةَ بِنْت حَمْزَةَ لأَنَّها مِن أَهْلِ البَيْتِ.

  * قُلْتُ: وكانَتْ بنْتُ عُتْبَةَ هذه كثيرَةَ المالِ قد تَزَوَّجَها عقيلُ بنُ أَبي طالِبٍ.

  وفي الرَّوضِ للسّهيليِّ: ورَوَاهُ عبدُ الغنيِّ بنُ سَعِيدٍ: بينَ الفَواطِمِ الأَرْبَع، وذَكَرَ فاطِمَةَ بِنْت حَمْزَةَ مع اللَّتَيْن تَقَدَّمَتا، وقالَ: لا أَدْرِي مَنِ الرَّابِعَةِ، قالَهُ في كتابِ الغَوامضِ والمُبْهمات.

  * قُلْتُ: وقَرَأْتُ في المُبْهماتِ لابنِ بشكوال: يقالُ: إنَّ الرَّابعَةَ هي فاطِمَةُ ابْنةُ الأَصَمِّ أُمُّ خَدِيجَةَ، قالَ: ولا أَرَاها أَدْرَكَتْ هذا الزَّمان.

  وِالفَواطِمُ اللَّاتي ولَدْنَ النبيَّ (⁣٧)، سَبْع: قُرَشِيَّةٌ وقَيْسِيَّتانِ ويَمانِيَّتانِ وأَزْدِيَّةٌ وخُزاعِيَّةٌ، هكذا ذَكَرَه ابنُ بَرِّي.

  أَمَّا القُرَشِيَّةُ فهي جَدَّتُه أُمُّ أَبيهِ، وعَمَّةُ أَبي طالِبٍ فاطِمَةُ بنْتُ عائِذِ بنِ عمْرانَ بنِ مَخْزومٍ المَخْزومِيَّةُ.


(١) اللسان.

(٢) بعدها في القاموس زيادة. وقد استدركها الشارح بعد. ونصها: وناقةٌ فاطِمٌ: بَلَغَ حُوارُها سَنَةً.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بل أربعة وعشرون، المعدود: اثنان وعشرون فقط». وانظر في أسمائهن وعددهن أسد الغابة.

(٤) في أسد الغابة: بنت أبي الأسد أو أبي الأسود.

(٥) وقيل اسمها فاختة، وقيل اسمها هند، انظر أسد الغابة.

(٦) كذا بالأصل واللسان، وعلى هامش القاموس عن الشارح: «اشققها».

(٧) قوله «تعالى» ليست في القاموس.