تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قهرم]:

صفحة 600 - الجزء 17

  كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهِراً ... وِهمَّيْن هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهِرا

  أَحادِيثَ نَفْسٍ تَشْتَكِي ما يَرِيبُها ... وِوِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا⁣(⁣١)

  قالَ شيْخُنا: تَعْدِيَة كَتَمَ بنفْسِه إِلى مَفْعولٍ واحِدٍ مُتَّفَقٌ عليه، وتَعْدِيَتُهُ بمنْ إلى الثَّاني⁣(⁣٢)، ذَكَرَه في المصْباحِ، وإلى المَفْعولَيْن حَكَاه بعضُهم وأَنْشَدَ عليه البَدْرُ الدَّمامِينيُّ في تحْفَةِ الغَريبِ قَوْلَ زُهَيْرٍ:

  فلا تكتمَنَّ اللهَ ما في صُدورِكُم ... ليَخْفَى ومَهْما يُكْتَمَ اللهَ يَعْلَمِ⁣(⁣٣)

  واسْتَبْعدَه أَقْوامٌ وليسَ ببَعِيدٍ بل هو وارِدٌ.

  وِكاتَمَهُ إيَّاهُ: كَتَمَهُ عنه؛ قالَ:

  تَعَلَّمْ ولوْ كاتَمْتُه الناسَ أَنَّني ... عليْكَ ولم أَظْلِمْ بذلكَ عاتِبُ

  وِالاسْمُ: الكِتْمَةُ، بالكسْرِ.

  وحَكَى اللَّحْيانيُّ: إنَّه لحَسَنُ الكِتْمَةِ.

  وِرجُلٌ كَتُومٌ، كصَبُورٍ وهُمَزةٍ: كاتِمُ السِّرِّ.

  وِسِرٌّ كاتِمٌ: أَي مَكْتومٌ؛ عن كُراعٍ.

  وِناقَةٌ كَتُومٌ، وِمِكْتامٌ، بالكسْرِ: لا تَشُولُ بذَنَبِها عندَ اللِّقاحِ ولا يُعْلَمُ بحَمْلِها، وقد كَتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً، وهو مجازٌ؛ قالَ الشاعِرُ في وَصفِ فحلٍ:

  فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمَّامْ ... إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ⁣(⁣٤)

  ج كُتُمٌ، ككُتُبٍ؛ قالَ الأَعْشَى:

  وِكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ⁣(⁣٥)

  وِمِن المجازِ: قَوْسٌ كَتيمٌ وِكَتومٌ وِكاتِمٌ لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ، وِرُبَّما جاءَتْ في الشعرِ: كاتِمَةٌ، وقيلَ: هي التي لا شَقَّ فيها، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ.

  وقيلَ: هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها.

  وقيلَ: هي التي لا صَدْعَ فيها كانتْ مِن نَبْعٍ أَو غيرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَوْس:

  كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها ... وِلا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا⁣(⁣٦)

  وِقد كَتَمَتْ تَكْتُمُ كُتُوماً.

  وِكَتَمَ السِّقاءُ كِتاماً، بالكسْرِ، وفي بعضِ النسخِ كِتْماناً، والأُوْلَى الصَّوابُ، وِكُتوماً، بالضمِّ: أَمْسَكَ ما فيه مِن اللَّبَنِ والشَّرابِ⁣(⁣٧)، وذلِكَ حِينَ تَذْهَبُ عِيْنَتُه ثم يدهنُ السِّقاءُ بعدَ ذلِكَ، فإذا أَرادُوا أَنْ يَسْتَقوا فيه سَرَّبُوه، والتَّسْريبُ: أَنْ يصُبُّوا فيه الماءَ بعدَ الدُّهْنِ حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسْكُنَ الماءُ ثم يُسْتَقى فيه، وهو مجازٌ.

  وِالكاتِمُ: الخارِزُ، نَقَلَهُ القزازُ⁣(⁣٨) في الجامِعِ؛ وأَنْشَدَ:

  وِسالَتْ دُموعُ العَيْنِ ثُمَّ تَحَدَّرَتْ ... وِللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ

  فما شَبَّهَتْ إِلَّا مَزادَةَ كاتِمٍ ... وَهَتْ أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهِنَّ كَتُومُ⁣(⁣٩)

  وِخَرْزٌ كَتِيمٌ: لا يَنْضَحُ.

  وفي الصِّحاحِ: لا يَخْرُجُ منه الماءُ.

  وِرجُلٌ أَكْتَمُ: عَظيمُ البَطْنِ أَو شَبْعانُ، ويقالُ فيهما بالمُثَلَّثَة أَيْضاً.


(١) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٦٣ وفيه: «لم يجدن» واللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: إلى الثاني، الصواب: إلى الأول، وعبارة المصباح: ويجوز زيادة «من» في المفعول الأول، فيقال كتمت من زيد الحديث مثل بعته الدار وبعت منه الدار، اه».

(٣) من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٨١ وفيه: «نفوسكم».

(٤) اللسان والتهذيب والتكملة. وجولان القلاص: صغارها.

(٥) ديوانه واللسان وصدره:

كتوم الرغاء إذا هجرت

(٦) التهذيب والصحاح واللسان لأوس بن حجر، وهو في ديوانه ص ٨٩.

(٧) في القاموس: اللبنَ والشرابَ، والكسر ظاهر.

(٨) في اللسان: ابن القزاز.

(٩) اللسان بدون نسبة.