تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع الميم

صفحة 613 - الجزء 17

  الجودُ، والمُعْجِزُ، والذَّلِيلُ على التَّهَكُّمِ. فهذه نيفٌ وثلاثُونَ قَوْلاً في معْنَى الكَرِيمِ؛ ولم أَرَه مَجْموعاً في كتابٍ.

  قالَ الفرَّاءُ: العَرَبُ تَجْعلُ الكَرِيمَ تابِعاً لكلِّ شيءٍ نَفَتْ عنه فِعْلاً تَنْوي به الذُم.

  يقالُ: أَسَمِيْنٌ هذا؟ فيُقالُ: ما هو بسَمِينٍ ولا كَريمٍ.

  وما هذه الدَّارُ بواسِعَةٍ ولا كَريمةٍ.

  وِالمُكارَمَةُ: أَن تُهْدِيَ لإِنْسانٍ شَيئاً ليُكَافِئَك عليه، وهي مُفاعَلَةٌ مِن الكَرَمِ. ومنه الحَديْث في الخَمْر: «إنَّ اللهَ حَرَّمَها وحَرَّمَ أنْ يُكارَمَ بها»؛ ومنه قَوْل دكين:

  إِنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بنِ دارِمٍ ... أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ⁣(⁣١)

  أي يُكافِئُني على مَدْحِي إِيّاه.

  وِأَكْرَمْتُ الرَّجُلَ أُكْرِمُه، وأَصْلُه أُأَكْرِمه كأُدَحْرِجُه، فإن اضْطُرَّ جازَ له أَنْ يردَّه إلى أَصْلِه كما قالَ:

  فإنَّه أَهل لأَن يُؤَكْرَما

  نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  ويقالُ في التَّعَجُّبِ: ما أَكْرَمَه لي، وهو شاذٌّ لا يطردُ في الرُّباعي.

  قالَ الأَخْفَشُ: وقَرَأَ بعضُهم فما له مِن مُكْرَم، بفتْحِ الراءِ، وهو مَصْدَرٌ مِثْل مُخْرَج ومُدْخَل.

  وِتَكَرَّمَ: تَكَلَّفَ الكَرَمَ؛ قالَ المُتَلَمِّسُ:

  تَكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ ولنْ تَرَى ... أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بأَنْ تَتَكَرَّما⁣(⁣٢)

  وِالكَرِيمَةُ: الأَهْلُ.

  وقيلَ: شَقِيقَةُ الرَّجُلِ، والجَمْعُ الكَرائِمُ. وِكَرائِمُ المالِ: نَفائِسُه.

  وِالكَريمَةُ: الحَسِيبُ؛ يقالُ: هو كَريمَةُ قَوْمِه؛ قالَ:

  وِأَرَى كَريمَكَ لا كَرِيمةَ دُونَه ... وِأَرَى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ⁣(⁣٣)

  وفي الحَديْث: «إذا أتاكُم كَريمةُ قَوْمٍ فأَكْرِمُوه»، أَي كَريمُ قَوْمٍ؛ وقَوْل صَخْرِ بنِ عَمْرٍو:

  أَبى الفَخْرُ أَنِّي قد أَصابُوا كَرِيمتي ... وِأَنْ ليسَ إِهْداءُ الخَنَا مِنْ شِمالِيا⁣(⁣٤)

  يَعْنِي بقوْلِه: كَريمَتي أَخَاه معاوِيَةَ بن عَمْرٍو.

  وِالتَّكْرِيمُ: التَّفْضِيلُ.

  وفي الحَديْث⁣(⁣٥): «إنَّ الكَرِيمَ ابنَ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقوبِ بنِ إبراهيمَ⁣(⁣٦) لأنَّه اجْتَمَعَ له شَرَفُ النّبوّةِ والعِلْم والجَمالِ والعفَّةِ وِكَرَم الأَخْلاقِ ورِياسَة الدّنيا والدِّيْن».

  وِالأَكارِمُ: جَمْعُ كِرامٍ، وِكِرامٌ جَمْعُ كَرِيمٍ.

  وِالكَرامَةُ: أَمْرٌ خارِقٌ للعادَةِ غَيْر مقارنٍ بالتَّحدّي ودَعْوى النّبوَّةِ.

  وِالكَرَّامُ، كشَدَّادٍ: حافِظُ الكَرْم.

  وِكَرامٌ، كسَحابٍ: والِدُ محمدٍ رَئيسُ الكَرامِيَّة أَحدُ الأَقْوال في ضَبْطه كما في لسانِ المِيزانِ.

  وأَبو عليِّ الحُسَيْنُ بنُ كُرَّامٍ الإِسْكَنْدرانيُّ؛ وراشدُ بنُ ناجي أبو كَرَّامٍ؛ كِلاهُما كشَدَّادٍ، كَتَبَ عنهما السَّلفيُّ.


(١) اللسان والتهذيب وقبله:

يا عمر الخيرات والمكارم

(٢) اللسان والصحاح وفيهما: يتكرما.

(٣) اللسان والتهذيب بدون نسبة، وبهامش اللسان: «قوله: منقع الأجواد كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش» ونسب البيت في التكملة لأبي وجزة.

(٤) اللسان والتهذيب والتكملة، وفيها: «أبي الشتم».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وفي الحديث الخ هكذا في النسخ والذي في النهاية: إن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب، وفي البخارى رواية أخرى، وما في الشارح لا يوافق ما في النهاية ولا ما في البخاري».

(٦) في اللسان: إسحاق.