تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لذم]:

صفحة 648 - الجزء 17

  [لذم]: لَذِمَه الشَّيءُ، كسَمِعَه: أَعْجَبَه.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وهو في شعْرِ الهُذَليّ.

  * قُلْتُ: هو في شعْرِ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّة الهُذَليّ؛ والبيتُ:

  وِأَلذَمَها من مَعشرٍ يُبْغِضونه ... نوافلُ تأتيها به وغُنومُ⁣(⁣١)

  هكذا هو في هامِشِ نسخةِ الصِّحاحِ ورَاجَعْت في دِيوانِ شعْرِه فلم أَجِد له شاهِداً على معْنَى أَعْجَبَه، وإنَّما معْناه أَدامَ لها أَو أَلْزَمَها، فتأَمَّلْ ذلك.

  وِلَذمَهُ لَذماً: لَثَمَه، كأنَّ الثاءَ بدلٌ مِن الذالِ أَو العَكْسِ.

  وِلَذِمَ بالمَكانِ، كسَمِعَ: لَزِمَهُ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ عن أَبي زيْدٍ.

  ولا يَخْفَى أنَّ قوْلَه لَذِمَ، وقَوْلَه كسَمِعَ، مُسْتَدْركَان، فإنَّه لو قالَ: وبالمَكانِ لَزِمَه، لأَوْفى بالمَقْصودِ.

  وِأَلْذَمَ⁣(⁣٢) فلاناً بفلانٍ: أَلْزَمَه، ومنه قوْلُ ساعِدَةَ المَذْكورُ، وكأَنَّ الجوْهرِيَّ أَشارَ إلى هذا، ولو أنَّه تخَلَّل بَيْنهما الكَلام.

  وِأُلْذِمَ به، بالضَّمِّ: أي أُولِعَ، فهو مُلْذَمٌ به.

  وِاللُّذَمَةُ، كهُمَزَةٍ: من لا يُفارِقُ بيتَهُ، يطرد على هذا بابٌ فيمَا زَعَمَ ابنُ دُرَيْدٍ في الجمْهَرَةِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وهو عنْدِي مَوْقوفٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَلْذَمَ: ثَبَتَ وأَقامَ.

  وِاللُّذُومُ: لُزُومُ الخيْرِ أَو الشَّرِّ.

  ويقالُ للأَرْنَبِ: حُذمَةٌ لُذَمةٌ تَسْبق الجَمْع بالأَكَمةِ، فلُذَمةٌ: ثابِتَةُ العَدْوِ لازِمَه له؛ وقيلَ: إتْباعٌ لحُذَمَة. وِلَذِمَ بالشَّيءِ، كسَمِعَ: لَهِجَ به.

  ورجُلٌ لَذُومٌ وِلَذِمٌ: مُولَعٌ بالشيءِ، وكَذلِكَ مِلْذَمٌ؛ قالَ:

  ثَبْت اللِّقاءِ في الحروبِ مُلْذما⁣(⁣٣)

  ويقالُ للشُّجاعِ: مِلْذَمٌ لعَبَثِه بالقِتالِ؛ وللذِّئْبِ: مِلْذَمٌ لعَبَثِه بالغرسِ⁣(⁣٤).

  وِاللذمُ: العلقُ؛ وأَيْضاً اللهِجُ الحَرِيصُ، وبهما فُسِّر قوْلُ الشاعِرِ:

  زَعَمَ ابن سيِّئةِ البنان بأنَّني ... لَذِمٌ لآخُذَ أَرْبَعاً بالأَشْقَرِ

  وِأَلْذَم له كَرامَتَه: أَي أَدامَها له.

  وأُمُّ مِلْذَمٍ: كُنْيةُ الحُمَّى؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ عن بعضٍ.

  [لزم]: لَزِمَهُ، كسَمِعَ، يَلْزَمُه لَزْماً، بالفتحِ، وِلُزوماً، كقُعودٍ، وِلَزاماً ولَزامَةٌ، بفتْحِهِما⁣(⁣٥) كما يَقْتَضِيه الإِطْلاق فيكونَانِ كسَلامٍ وسَلامةٍ مِن سَلِمَ، أَو بكسْرِهِما، وِلُزْمَةً ولُزْماناً، بضمَّهِما، وكذا أَلْزَمَه به ولازَمَه مُلازَمَةَ، وِلِزاماً، بالكسْرِ، وِالتَزَمَه وِأَلْزَمَه إيَّاه فالْتَزَمَه، كذا نَصُّ المُحْكَمِ.

  وِهو لُزَمَةٌ، كهُمَزَةٍ: أَي إذا لَزِمَ شَيئاً لا يُفارِقُه، وهو بابٌ مطردٌ.

  وِاللِّزَامُ، ككِتابٍ: المَوْتُ.

  وِأَيْضاً: الحِسابُ.

  وِأَيْضاً: المُلازِمُ جِدّاً؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لأَبي ذُؤْيبٍ:

  فلم يرَ غيرَ عاديةٍ لِزاماً ... كما يَتَفَجَّر الحوضُ اللَّقِيفُ⁣(⁣٦)


(١) ديوان الهذليين ١/ ٢٢٨ في شعر ساعدة بن جؤية، وفيه: «يبغضونها» وفي شرحه: قوله: ألذمها، أي كسبها وألزمها.

(٢) بالأصل وقعت خارج الأقواس وهو خطأ، «وأَلْذَمَ» في القاموس.

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) العبارة في اللسان: ويقال للشجاع: ملذم لعلته بالقتال، وللذئب ملذم لعلته بالفرس.

(٥) في القاموس، بالقلم، بالكسر فيهما.

(٦) ديوان الهذليين ١/ ١٠٢، وفيه: يتهدم بدل يتفجر، واللسان والصحاح، وبالأصل: «عير».