تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرنب]:

صفحة 318 - الجزء 2

  [قرنب]: القُرْنُبُ، كقُنْفُذٍ: الخَاصِرَةُ المُسْتَرْخِيَةُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِي.

  وكجَعْفَرٍ: اليَرْبُوعُ، أَو وَلَدُهَا من اليَرْبُوعِ، والفاءُ لُغَةٌ فيه، وقد تقدّمَ.

  * ومما بقي عليه: القَرَنْبَى، في التّهْذِيب، في الرباعي: القَرَنْبَى، مقصورٌ، فَعَنْلَى مُعْتلًّا، حكى الأَصْمَعِيُّ أَنَّه دُوَيْبَّةٌ شِبْهُ الخُنْفُسَاءِ، أَو أَعْظَم منها⁣(⁣١) شيئاً، طَوِيلَةُ الرِّجْلِ، وأَنشدَ لِجَرِيرٍ:

  تَرَى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبَى ... إِلى تَيْمِيَّةٍ كعَصَا الْمَلِيلَ

  وفي المَثَلِ «القَرَنْبَى في عينِ أُمّها حَسَنَةٌ» والأُنْثَى بالهاءِ وقال يصف جارِيَةً وبَعْلَها:

  يَدِبُّ إِلى أَحْشَائِهَا كلَّ لَيْلَة ... دَبِيبَ القَرَنْبَى بَاتَ يَعْلُونَقاً سَهْلَا

  هُنَا ذَكَرَها غيرُ واحدٍ من الأَئمَّة، والمُصَنِّفُ أَوْرَدَها في المعتَلِّ كما سيأْتي.

  [قرهب]: القَرْهَبُ، كجَعْفَرٍ، من الثِّيرانِ: الثَّوْرُ المُسِنُّ الضَّخْمُ، قال الكُمَيْتُ:

  من الأَرْحَبِيَّاتِ العِتَاقِ كأَنَّهَا ... شَبُوبُ صِوَارٍ فَوْقَ عَلْيَاءَ قَرْهَبُ

  واستعارَهُ صَخْرُ الغَيِّ لِلْوَعِلِ المُسِنِّ الضَّخْمِ، فقال يَصِفُ وَعِلاً:

  بِهِ كَانَ طِفْلاً ثُمَّ أَسْدَسَ فاسْتَوَى ... فَأَصْبَحَ لِهْماً في لُهُومٍ قَرَاهِبِ

  وعن الأَزْهَرِيّ: القَرْهَبُ هو التَّيْسُ المُسِنّ، أَو القَرْهَبُ من الثِّيرَانِ: الكَبِيرُ الضّخْمُ، ومن المَعِزِ: ذَوَاتُ الأَشْعَارِ، هذا لَفْظُ يعقوبَ.

  والقَرْهَبُ: السَّيِّدُ، عن الِّلحْيَانيّ. والقَرْهَبُ: المُسِنُّ، عن كُراع، عَمَّ به لَفْظاً.

  [قزب]: القَزْبُ، بالفَتح: النِّكَاحُ الكَثِيرُ، وبالكَسْر اللَّقَبُ، وبالتّحْرِيك الصَّلَابَةُ والشِّدَّةُ⁣(⁣٢).

  قَزبَ، كَفَرِحَ، يَقْزَبُ، قَزَباً: صَلُبَ، واشْتَدَّ؛ يَمَانِيَةٌ.

  وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: القَازِبُ: التَّاجِرُ الحَرِيصُ مَرَّةً في البَرِّ ومَرَّةً في البَحْرِ* ومثلُهُ في لسان العرب.

  [قسب]: القَسْبُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَقَسْبُ العِلْباءِ، صُلْبُ العَقَبِ والعَصَبِ؛ قالَ رُؤْبَةُ:

  قَسْبُ العَلابِيِّ جِراءُ الأَلْغادْ⁣(⁣٣)

  وقد قَسُبَ، ككَرُمَ، قُسُوبَةً وقُسُوباً.

  والْقَسْبُ التَّمْرُ اليابِسُ يتفَتَّتُ في الفَمِ، صُلْبُ النَّوَاةِ.

  قالَ الشّاعرُ:

  وأَسْمَرَ خَطِّيّاً كَأَنَّ كُعُوبَهُ ... نَوَى القَسْبِ قد أَرْمى ذِرَاعاً على العَشْر

  قال ابْنُ بَرِّيّ: هذا البيتُ يُذْكَر أَنَّهُ لحاتِمِ طَيّئ، ولم أَجِدْهُ في شعره⁣(⁣٤)، وأَرْمَى وأَرْبَى: لُغَتانِ. قال اللَّيْثُ: ومَنْ قاله بالصّاد، فقد أَخطأَ. ونوَى القَسْبِ أَصْلَبُ⁣(⁣٥) النَّوَى.

  ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس: النَّبَطِيُّ يأْكُلُ الكُسْبَ، ويَترُكُ القَسْبَ، أَي رَدِئَ التّمْرِ، وهو صفة في الأَصلِ، مِنْ: قَسُبَ قُسُوبةً، فهو قَسْبٌ:⁣(⁣٦) صَلُبَ وَيَبِسَ.

  والقُسَابةُ، بالضَّمّ: رَدِيءُ التَّمْرِ. وذَكَرٌ قَيْسَبَانٌ: مُشْتَدٌّ غَلِيظٌ، قال:

  أَقْبَلْتُهُنَّ قَيْسَباناً قارِحا

  والقَسْبُ، والقِسْيَبُّ،⁣(⁣٧) كإِرْدَبٍّ الشَّدِيدُ الطَّوِيلُ من كلّ شَيْءٍ، وأَنشد:


(١) عن اللسان، وبالأصل: «منه». وفي الحيوان للجاحظ: «والقرنبي دويبة فوق الخنفساء ودون الجعل». وفي موضع سموها. بالأنوق قال: رزق الأنوقين القرنبى والجعل وفي موضع آخر روى أن بعض الناس يأكل القرنبى الحيوان ٦/ ٣٨٥

(٢) الأخيرة عن ابن دريد الجمهرة ١/ ٢٨٢.

(٨) (*) عن القاموس: البحر تقديم على البر.

(٣) «جراء الالغاد» عن الاساس. وبالأصل «جراز الاكعاد» ونبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٤) ديوان حاتم ص ١٢١. وفي المقايس شاهد آخر:

وأسمر خطيّاً كأن كعوبه ... نوى القسب عراصاً مزجا منصلا

(٥) عن اللسان: «أصلب» وبالأصل «أصل النوى».

(٦) عن الاساس، وبالأصل «قسيب».

(٧) في المجمل والمقاييس: القَسِيبُ.