تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الميم

صفحة 702 - الجزء 17

  وِتَنَعَّمَ فُلاناً: طَلَبَه مكرَّرٌ أَيْضاً، هكذا بوجد⁣(⁣١) في سائرِ النسخِ.

  وِتَنَعَّمَ قَدَمَه: ابْتَذَلَها، كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: تَنَعَّمَ قَدَمَيْه: ابْتَذَلَهما، كذا نَصّ اللَّحْيانيّ في النوادِرِ، وأَنْشَدَ:

  تَنَعَّمها من بَعْدِ يومٍ وليلةٍ ... فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ⁣(⁣٢)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النُّعْم، بالضمِّ: خِلافُ البُؤْس. يقالُ: يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بُؤْسٌ، والجَمْعُ أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ.

  ورجُلٌ نَعِمٌ، ككَتِفٍ: بيِّنُ المَنْعَم، كمَقْعَدٍ؛ ويَجوزُ تَنَعَّم، فهو ناعِمٌ.

  وما أَنْعَمَنا بك؛ أَي ما الذي أَقْدَمَك علينا، يقالُ لمَنْ يُفْرَحُ بلِقائِه، كأَنّه قالَ: ما الذي أَسَرَّنا وأَقَرَّ أَعْيُنَنا بلِقائِك ورُؤْيتِك؛ وقَوْل الشاعِرِ:

  ما أَنْعَمَ العَيْشَ لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ ... تَنْبُوا الحوادِثُ عنه وهو مَلْمومُ

  إنَّما هو على النَّسبِ لأَنَّا لم نَسْمَعْهم قالوا نَعِم العيشُ، ونَظِيرُه ما حَكَاه سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم: أَحْنكُ الشَّاتَيْن، في أَنَّه اسْتَعْمل منه فِعْلَ التَّعَجُّبِ، وإن لم يَكُ منه فِعْلٌ.

  وِأَنْعَمَ: صارَ إلى النَّعِيم ودَخَلَ فيه كأَشْمَل إذا دَخَلَ في الشَّمالِ.

  وِأَنْعَمَ له: قالَ له نَعَمْ؛ ومنه قَوْلُ أَبي سُفْيان: أَنْعَمتْ فَعالِ عنها، أَي أَجابَتْ بنَعَمْ فاتْرُكْ ذِكْرَها، يعْنِي هُبَل.

  وقوْلُهم: عِمْ صَباحاً، تحِيَّة الجاهِلِيَّة، كأَنَّه مَحْذوفٌ مِن نَعِمَ يَنْعِم، بالكسْرِ، كما تقولُ: كُلْ مِن أَكَلَ يأْكُلُ، فحذَفَ منه الأَلفَ والنّونَ اسْتِخْفافاً، كما في الصِّحاحِ. وفي شرْحِ المُفَضَّلِيَّات: شَخْص كلِّ إنْسانٍ نَعامَتُه.

  وِتَنَعم كتكرّم، مَنْبذَة لبعضِ المُلوكِ.

  قالَ أَبو حَيَّان: وكأَنَّه مَنْقولٌ مِن المَصْدَرِ وتاؤُهُ زائِدَةٌ.

  وأَجْفَلوا نَعامِيَّةُ: أَي إجْفالَةً كإِجْفالِ النَّعامِ، نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ.

  وتُجْمَعُ النَّعامَةُ للطَّائِرِ على نَعاماتٍ وِنَعائِمٍ وِنَعامٍ.

  ويقالُ: رَكِبَ جَناحَيْ نَعامَةٍ، إذا جَدَّ في أَمْرِه.

  ويقالُ للمُنْهزِمِين: أَضْحَوْا نَعاماً؛ ومنه قَوْل بِشْر:

  فأَمَّا بنو عامرٍ بالنِّسار ... فكانوا غَداةَ لَقُونا نَعامَا⁣(⁣٣)

  وإذا ظَعَنُوا مُسْرِعِيْن قالوا: خَفَّتْ نَعامَتُهم.

  ويقالُ للعَذارَى: كأَنَّهنَّ بَيْضُ نَعامٍ.

  ويقالُ للفَرَسِ: له سَاقَا نَعامَةٍ لقِصَر ساقَيْه، وله جُؤْجُؤُ نَعامَةٍ لارْتِفاعِ جُؤْجُؤها.

  ومِن أَمْثالِهم: مَنْ يَجْمَعُ بينَ الأَرْوَى وِالنَّعام؟

  ويقالُ: لمَنْ يُكْثِرُ عِلَلَه عليك: ما أَنْتَ إلَّا نَعامَةٌ، يَعْنون قَوْلَه:

  وِمِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً ... تُعاظِمُه إذا ما قيل طِيرِي⁣(⁣٤)

  وِإِنْ قيل: احْمِلي، قالت: فإنِّي ... من الطَّيْر المُرِبَّةِ في الوُكور*

  ويقُولونَ للذي يَرْجِع خائِباً: جاءَ كالنَّعامَةِ، لأَنَّ الأَعْرابَ يقُولونَ: إنَّ النَّعامَةَ ذَهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَيْنِ فقَطَعُوا أُذُنَيْها فجاءَتْ بلا أُذُنين؛ وفي ذلك يقولُ بعضُهم:

  أَو كالنَّعامَةِ إذْ غَدَتْ من بَيْتِها ... لتُصاغَ أُذْناها بغيرِ أَذِينِ


(١) كذا، ولعله وُجِد.

(٢) اللسان.

(٣) ديوان بشر بن أبي خازم ص ١٩٠ واللسان والتهذيب.

(٤) اللسان والتهذيب.

(*) كذا بالأصل، واللّسان: «بالوكور».