تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقم]:

صفحة 706 - الجزء 17

  ما تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي ... بازِل عامَيْنِ فَتِيّ سِنِّي

  وِانْتَقَمَ اللهُ منه: عاقَبَه؛ ومنه الحَدِيْث: «ما انْتَقَمَ لنفْسِه قَطّ إلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحارِمُ اللهِ»، أَي ما عاقَبَ أَحداً على مكْروهٍ أَتاهُ مِن قِبَله؛ والاسْمُ منه النَّقْمَةُ، كفَرْحَةٍ.

  وِنَقِمَ الأَمْرَ، مِن حَدِّ ضَرَبَ وعَلِمَ: كَرِهَه، وقيلَ: بَالَغَ في كَراهَتِه؛ قالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقيَّات:

  ما نَقِمُوا من بَني أُمَيَّةَ ... إلَّا أَنَّهم يَحْلُمون إنْ غَضِبوا⁣(⁣١)

  وقيلَ: قَوْلُه تعالَى: {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا}، أَي تُنْكِرُون.

  وِالنَّقْمُ، بالفتحِ: سُرْعةُ الأَكْلِ، كأَنَّه لُغَةٌ في اللَّقْمِ.

  وِالنَّقَمُ، بالتَّحريكِ: وسَطُ الطَّريقِ، وكأَنَّه أَيْضاً لُغَةٌ في اللَّقَمِ.

  وِالناقِميَّةُ: هي رَقاشِ بنتُ عامِرٍ، وبَنوها بَطْنٌ مِن عبدِ القَيْسِ نُسِبُوا إلى أُمِّهم.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هي أُمُّ ثَعْلَبَةَ وسَعْدٍ ابْنَيْ مالِكِ بنِ ثَعْلبةَ بنِ دودان بنِ أَسَدٍ بها يُعْرَفُونَ.

  وقالَ الكَلْبيُّ: تزوَّجَ غانمُ بنُ حبيبِ بنِ كعْبِ بنِ بكرِ بنِ وائِلٍ الناقِميَّةَ وهي رَقاشِ بنتُ عامِرٍ، وهي عَجوزٌ، فقيلَ: ما تُريدُ منها؟ فقالَ: لعلي أتعيز⁣(⁣٢) منها غُلاماً، فوَلَدَتْ منه غُلاماً سُمِّي عيز؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لسَعْدِ بنِ زيْدِ مَنَاة، وهكذا أَنْشَدَه الفرَّاءُ عن المُفَضَّل له:

  لقد كنتُ أَهْوَى الناقِمِيَّةَ حِقْبَةً ... فقد جَعَلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقَطَّعُ⁣(⁣٣)

  وِناقِمٌ: لَقَبُ عامِرِ بنِ سَعْدِ بنِ عَدِيِّ بنِ حَدَّانَ⁣(⁣٤) بنِ جَدِيْلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبيعَةَ، كما في الصِّحاحِ، وهو وَالدُ رَقاشِ المَذْكُورَة وبه سُمِّيَت، وهو أَبو بَطْنٍ. قالَ أَبو الفَرَجِ الأَصْبهانيِّ: انتقم للطْمَةٍ لطمها فسُمِّي ناقِماً.

  وِناقِمٌ: اسْمُ تَمْرٍ بعُمانَ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه.

  وِنُقْمُ، بالضَّمِّ: ة باليمنِ.

  * قُلْتُ: قد أَجحفَ المصنِّفُ في ضَبْطِها وبيَانِها إجحافاً كُلِّياً، والصَّوابُ في ضَبْطِها بضمَّتَيْن وبفَتْحَتَيْن وكعَضُدٍ، كما صَرَّحَ به ياقوتُ. وأمَّا الضمُّ وَحْده مع تَسْكِين القافِ فلم يَذْكُره أَحَدٌ.

  قالَ ياقوتُ: هو جَبَلٌ على صَنْعاء اليمنِ قُرْبَ غمدانَ؛ قالَ فيه زيادُ بنُ مُنْقِذٍ:⁣(⁣٥):

  لا حَبَّذا أَنْتِ يا صَنْعاء مِن بلَدٍ ... وِلا شَعُوبُ هوًى منِّي ولا نُقُمُ

  ألا رأَيْت بلاداً قد رَأَيْتُ بها ... عنا ولا بلداً حَلَّتْ به قَدَمُ⁣(⁣٦)

  إذا سَقَى اللهُ أَرْضاً صوب غادِيَة ... فلا سَقاهنَّ إلَّا النارَ تَضْطرمُ

  وهي قَصِيدَةٌ في الحَماسَةِ.

  وِهو مَيْمونُ النَّقيمَةِ: أَي النَّقيبَةِ إذا كانَ مُظَفَّراً بما يُحاوِلُ.

  قالَ يَعْقوب: مِيمُه بدلٌ مِن باءِ نَقِيبَةٍ، ومِثْلُه مَيْمونُ العَريكَةِ والطَّبيعَةِ.

  وِنُقْمَى، كحُبْلَى: وادٍ، نَقَلَهُ أَبو الحَسَنِ الخَوارِزِميّ.

  وِنَقَمَى، كجَمَزَى: ع، من أَعْراضِ المدينَةِ، كان لآلِ أَبي طالِبٍ.

  قالَ ابنُ إسْحق: وأَقْبَلَت غَطَفانُ يومَ الخَنْدقِ ومَنْ تَبِعها مِن أَهْلِ نَجْدٍ حتى نَزلُوا بذنبِ نَقَمَى إلى جانِبِ أُحُدٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أتعيز، كذا بالنسخ وحرره».

(٣) الصحاح واللسان وفيه: «آسان بينٍ».

(٤) الأصل والصحاح وفي اللسان: جدان، بالجيم.

(٥) بالأصل: «منقد» بالدال المهملة والمثبت عن ياقوت والتكملة.

(٦) في ياقوت: «ولا رأيت ... عنساً».