تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وأم]:

صفحة 715 - الجزء 17

  وِأَيْضاً: شَجَرٌ تُتَّخَذُ⁣(⁣١) منه القِداحُ.

  قالَ أَبو حنيفَةَ: النِّيمُ شَجَرٌ له شَوكٌ ليِّنٌ وورَقٌ صِغارٌ، وله حبُّ كَثيرٌ مُتفرِّق أَمْثال الحِمَّص حامِضٌ، فإذا أَيْنَع اسْوَدَّ وحَلا، وهو يُؤْكَلُ ومَنابِتُه الجبالُ؛ وأَنْشَدَ لساعِدَةَ الهُذَليّ ووَصَفَ وَعِلاً في شاهق:

  ثم يَنُوش إذا أدّ النهارُ له ... بعدَ التَّرَقُّبِ من نِيمٍ ومن كَتَم⁣(⁣٢)

  وقيلَ: هما شَجَرتانِ مِن العِضاه.

  وِكُلُّ لَيِّنٍ من عَيْشٍ أَو ثَوْبٍ: نِيمٌ.

  وِالنِّيمُ أَيْضاً: الدَّرَجُ التي تكونُ في الرِّمالِ إذا جَرَتْ عليها الرِّيحُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لذي الرُّمَّة:

  حتى انْجَلَى الليلُ عنها في مُلَمَّعَةٍ ... مِثْلِ الأَديمِ لها من هَبْوَةٍ نِيمُ⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ بَرِّي: وفُسِّر النِّيمُ هنا بالفَرْوِ.

  وِالنِّيمُ: الفَرْوُ؛ زادَ الجَوْهرِيُّ: الخَلَقُ.

  وقيلَ: هو الفَرْوُ القَصيرُ إلى الصَّدْرِ، أَي نِصْفَ فَرْوٍ، بالفارِسِيَّةِ.

  وقيلَ: فَرْوٌ يُسَوَّى مِن جُلودِ الأَرانِبِ، وهو غالي الثَّمنِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للمَرَّارِ بنِ سَعيدٍ:

  في لَيْلةٍ مِن ليالي القُرِّشاتِية ... لا يُدْفِئُ الشيخَ من صُرَّادها النِّبمُ⁣(⁣٤)

  وقالَ رُؤْبَة، وقيلَ أَبو النَّجْم:

  وِقد أَرى ذاكَ فلَنْ يَدُوما ... يُكْسَيْنَ من لِينِ الشَّبابِ نِيما

  وِمَنيمون: كُورَةٌ بمِصْر.

  ظاهِرُ سِياقِه أنَّه بفتحِ المِيمِ وكسْرِ النُّونِ وسكونِ الياءِ التَّحْتيَّة وضمِّ المِيمِ الثانيةِ.

  والذي في مُعْجم ياقوت بفتحِ المِيمِ ثم السكونِ وفتْح الياءِ آخر الحُروف، كُورَةٌ بمِصْرَ ذاتُ قُرًى وضِياعٍ.

  ثم إنَّ ظاهِرَ كَلامِه أنَّ المِيمَ والنُّونَ زائِدَتان وفيه نَظَرٌ، والأَوْلى ذِكْرها في المِيمِ والنّون لأنَّ الاسْمَ عجْمِيّ ليسَ بمشْتَقّ، فتأَمَّل ذلِكَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النِّيمُ، بالكسْرِ: القَطِيفَةُ، وقد ذَكَرَه في ن وم، وأَغْفَلَه هنا وهو غَرِيبٌ وتقدَّمَ شاهِدُه.

  وِالنِّيمُ: الضَّجيعُ. يقُولونَ: هو نِيمُ المرأَةِ وهي نِيمتُه، نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.

فصل الواو مع الميم

  [وأم]: واءَمَ فلانٌ فلاناً، على فاعَلَ، وِئاماً ككِتابٍ، وِمُواءَمَةً: إذا وَافَقَه في الفِعْلِ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وقالَ أبو زيْدٍ: هو إذا اتَّبَع أَثَرَه وفَعَلَ فِعْلَه؛ ومنه حدِيْثُ الغِيبَةِ: «إِنَّه ليُوائِمُ» أَي يُوافِقُ.

  أَو بَاهَاهُ، عن أَبي عبيدٍ.

  وِفي المَثَلِ الذي يُضْرَبُ في المُياسَرةِ: لو لا الوِئامُ لهَلَكَ الإِنْسانُ؛ ويُرْوَى: لهَلَكَ الأَنامُ؛ ويُرْوَى: لهَلَكَ اللِّئامُ؛ ويُرْوَى: هَلَكَتْ جذامُ، وهو قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ؛ وفُسِّرَ بمَعْنَيينِ.

  الأَوَّلُ: ظاهِرٌ، أَي لو لا مُوافَقةُ الناسِ بعضِهم بعضاً في الصُّحْبةِ والعِشْرةِ لكانَتِ الهَلَكةُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وهو قَوْلُ أَبي عبيدٍ.

  وقالَ السِّيرافيُّ: المعْنَى أَنَّ الإِنْسانَ لو لا نَظَرُه إلى غيرِه ممنْ يفعلُ الخيْرَ واقْتِداؤُه به لهَلَك، وإنَّما يَعيشُ الناسُ بعضُهم مع بعضٍ لأَنَّ الصَّغيرَ يَقْتدِي بالكَبيرِ والجاهِلَ بالعالِمِ.


(١) في القاموس: يُتَّخَذُ.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٩٦ واللسان والمقاييس ٥/ ٣٧٥ وجزء من عجزه في الصحاح.

(٣) ديوانه ص ٥٧٦ واللسان والمقاييس ٥/ ٣٧٥ والصحاح والتهذيب والتكملة، قال الصاغاني: والرواية: ما يجلي بها الليل عنا، ويروى: يجلو بها الليل عنا.

(٤) اللسان، وبالأصل: «من ليال».