تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وتم]:

صفحة 717 - الجزء 17

  على أَنَّ الجَوْهرِيَّ ذَكَرَه هناك مع بَيَانِه نَقْلاً عن الخَليلِ أَنَّ تَقْديرَه فَوْعَل، وأَصْلَه وَوْأَم، فأَبْدَل مِن إحْدَى الواوَين تاء، والمصنِّفُ تَبِعَه هناك مِن غيرِ تَنْبِيه عليه وهو غَرِيبٌ.

  وذَكَرَه الأَزْهرِيّ في المَحَلَّين⁣(⁣١).

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَأَمَه⁣(⁣٢) وَأماً، مِن حَدِّ مَنَعَ: وَافَقَه، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  ويقالُ: فلانَةٌ تُوائِمُ صواحِباتِها إذا تَكَلَّفَتْ ما يَتَكلَّفْنَ مِن الزِّينةِ؛ وقالَ المرَّارُ:

  يَتَواءَمْنَ بنَوماتِ الضُّحى ... حَسَناتِ الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى حَمْزَةُ عن يَعْقوب أَنَّه يقالُ للعبد⁣(⁣٤) ابنُ يَوْأَمٍ؛ وأَنْشَدَ:

  وِإِنَّ الذي كَلَّفْتَني أَنْ أَرُدَّه ... مع ابن عِبادٍ أَو بأَرضِ ابْنِ يَوْأَما

  على كل نَأْيِ المَحْزِمَيْنِ ترى له ... شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسمَّما⁣(⁣٥)

  وِالتَّوْأَمُ: الثَّاني مِن سِهامٍ المَيْسِر؛ وقد تَقَدَّمَ.

  وفَرَسٌ مُتائِم: للذي يَأْتي بجَرْيٍ بَعْد جَرْيٍ، وقد تَقَدَّمَ أَيْضاً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [وتم]: الوَتْمةُ: السَّيرُ الشَّديدُ؛ كما في اللِّسانِ.

  وفي الرَّوْضِ للسُّهيليّ: وَتَمَ إذا ثَبَتَ؛ ومنه الموتمةُ للأسْطوانَةِ لأنَّه يثبتُ عليها؛ والجَمْعُ مَواتِمُ.

  * قُلْتُ: ومنه قَوْلُ الرَّاعش الهُذَليّ:

  وِأبو يزيدٍ قائمٌ كالموتمه⁣(⁣٦)

  وقد مَرَّ في «خ ن د م».

  وقالَ ابنُ القطَّاع: وَتَمَ بالمَكانِ وتوماً: أَقامَ.

  [وثم]: وَثَمَهُ يَثِمُهُ وَثْماً: كَسَرَه ودَقَّه، كما في الصِّحاحِ.

  وفي التَّهْذيبِ عن الفرَّاءِ: الوَثْمُ: الضَّرْبُ.

  والمَطَرُ يَثِمُ الأَرْضَ وَثْماً: يَضْرِبُها؛ قالَ طَرفَةُ:

  جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها ... لرَبِيعٍ دِيمةٌ تَثِمُهْ⁣(⁣٧)

  فأمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:

  فسقَى ديارَك غيرَ هَادِمِها ... صَوْبُ الرَّبيع ودِيمةٌ تَثِم⁣(⁣٨)

  فإنَّه على إرادَةِ التَّعدِّي، أَرادَ تَثِمُه فحذَفَ، أَي تُؤثِّر في الأَرضِ.

  وفي الحَدِيْث: «أَنَّه كانَ لا يَثِمُ التَّكْبيرَ»، أَي لا يكسِره بل يأْتي به تامّاً.

  وِوَثَمَ الفَرَسُ الأَرضَ: رَجَمَها بحوافِرِه ودَقَّها.

  وِوَثَمَتِ الحِجارَةُ رِجْلَهُ وَثْماً وِوِثاماً، بالكسْرِ: أَدْمَتْها.

  وِالوَثيمَةُ، كسَفينَةٍ: الحجارةُ، تكونُ بمعْنَى فاعِلةٍ لأنَّها تَثِمُ، وفي مَعْنَى مَفْعولةٍ لأَنَّها تُوثَم؛ قالَهُ ابنُ سِيْدَه.

  ومنه قوْلُهم: لا والذي أَخْرَجَ الثَّمَرَ مِن الجَرِيمةِ والنارَ مِن الوَثيمَةِ.


(١) قال الأزهري في مادة وأم: وقد ذكرت هذا الحرف توأم في كتاب التاء فأعدت ذكره لأعرفك أن التاء مبدلة من الواو.

(٢) في اللسان: واءمه.

(٣) من المفضلية ١٦ البيت ٥٨ برواية: «يتلهين ... راجحات الحلم والإنس خُفُرْ» فلا شاهد فيها، والمثبت كرواية اللسان.

(٤) في اللسان: للبعد.

(٥) البيتان في اللسان.

(٦) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٧٨٥ في شعر أبي الرعاس الصاهلي، وقبله:

إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمه

وبعده:

وِاستقبلتهم بالسيوف المسلمه

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٨٤ واللسان.

(٨) اللسان والتهذيب وفيهما:

فسقى بلادك غير مفسدها