تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وشم]:

صفحة 728 - الجزء 17

  الخريفِ لأنه يَسِمُ الأَرضَ بالنباتِ فيصير فيها أثراً في أول السنة ثم يتبعه الولي في صميم الشتاء، ثم يتبعه الربعي. وقال ابن الأعرابيّ: نجوم الوَسمي أولُها فرغُ⁣(⁣١) الدلو المؤخّر، ثم الحوتُ ثم الشَّرَطانِ ثم البُطَيْن ثم النَّجْم، وهو آخِرُ الصَّرْفة ويَسْقُطُ آخِرَ الشِّتاءِ.

  وِالأرضُ مَوْسومةٌ: أَصابَها الوَسْمِيُّ.

  وِتَوَسَّمَ الرجلُ: طَلَبَ كَلَأَ الوَسْمِيِّ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيّ؛ وأَنْشَدَ للنابِغَةِ الجَعْديّ:

  وِأَصْبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِم غُدْوَةً ... على وِجْهَةٍ من ظاعِنٍ مُتَوسِّم⁣(⁣٢)

  وِمَوْسومٌ: فَرَسُ مالِكِ بنِ الجُلاحِ.

  وِمُسلِمُ بنُ خَيْشَنَة الكِنانيُّ أَخُو أَبي قرصافَةَ له ذِكْر في حدِيثِ أَخِيه، يقالُ: كان اسْمُه ميسَماً فَغَيَّرَهُ النبيُّ (⁣٣)، لأنَّ المِيْسَمَ المِكْوَاة.

  وِدِرْعٌ مَوْسومةٌ: أَي مُزَيَّنَةٌ بالشِّيَةِ مِن أَسْفَلِها⁣(⁣٤)؛ عن شَمِرٍ.

  وِوَسِيمٌ، كأَميرٍ: اسْمٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  اتَّسَمَ الرجلُ: إذا جَعَلَ لنفْسِه سِمةً يُعْرَفُ بها.

  وفي الحَدِيْثِ: «على كلِّ مِيسمٍ مِن الإنْسانِ صَدَقَةٌ».

  قالَ ابنُ الأثيرِ: هكذا جاء في رِوايَةٍ، فإن كانَ مَحْفوظاً فالمرادُ به أَنَّ على كلِّ عُضْوٍ مَوْسومٍ بصُنْع اللهِ.

  وِالمُتَوَسِّمُ: المُتَحَلِّي بسِمَةِ الشيوخِ.

  وهو مَوْسومٌ بالخَيْرِ والشَّرِّ.

  وقد وَسَمَه بالهِجاءِ.

  وحَكَى ثَعْلَب: أَسَمْتُه بمعْنَى وَسَمْتُه. وأَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك، أَي لا تُجاوِزَنَّ قَدْرَك.

  وصدَقَني وَسْمَ قِدْحِه: كصَدَقَني سِنَّ بَكْرِه.

  وِالمَواسِيمُ⁣(⁣٥): الإِبِلُ المَوْسومةُ؛ وبه فُسِّر قَوْلُ الشاعِرِ:

  حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَواسِمُ

  وِتَوَسَّمَ: اخْتَضَبَ بالوَسْمَةِ.

  وهو أَوْسَمُ منه: أَي أَحْسَن منه.

  وِوَسمَ وَجْهُه: حَسُنَ؛ وبه فُسِّر قَوْله:

  كغصْنِ الأراكِ وَجْهه حينَ وسما

  وِالوَسْمُ: الوَرَعُ، والشِّين لُغَةٌ فيه.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: ولسْتُ منها على ثِقَةٍ.

  وِوَسِيمٌ، كأَميرٍ: قَرْيةٌ بالجِيزَةِ على ضفَّةِ النِّيلِ مِن الغَرْبِ، وقد دَخَلْتها، وهي على ثلاثَةِ فَراسِخ مِن مِصْرَ، وقد ذُكِرَتْ في حدِيثِ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه، رَوَاه بكرُ بنُ سوادَةَ عن أَبي عطيف عن عميرِ بنِ رفيعِ قالَ: قالَ لي عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: يا مِصْري أيْنَ وَسِيم مِن قُراكم؟ فقُلْتُ: على رأْسِ مِيلٍ يا أَميرٍ المُؤْمِنِين⁣(⁣٦).

  [وشم]: الوَشْمُ، كالوَعْدِ: غَرْزُ الإِبْرَةِ في البَدَنِ.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَشْمُ في اليدِ؛ وكذا نَصُّ المُحْكَم والصِّحاحِ وذَرُّ النيلَجِ عليه، كذا وَقَعَ في نسخِ الصِّحاحِ، وقد أُصْلِحَ مِن خطِّ أَبي زَكَريَّا: النيلنج، وهو النَّؤُورُ، وهو دُخانُ الشحْم، وفي نَصّ أَبي عبيدٍ: ثم تَحْشُوه بالكُحْل أَو النِّيل أَو النَّؤُور، ويَزْرَقُّ أَثَرُه أَو يَخْضَرُّ؛ قالَ لَبيدٌ:

  كِفَفٌ تَعَرَّضُ فوْقَهُنَّ وِشامُها⁣(⁣٧)

  ج وُشومٌ وِوِشامٌ؛ وقد وشَمْتُه وَشْماً وِوَشَّمْتُه تَوْشِيماً.


(١) في اللسان: فروع الدلو.

(٢) اللسان والأساس وفيها: «يتوسَّم» والصحاح.

(٣) قوله: «تعالى» ليست في القاموس.

(٤) من القاموس، وبالأصل: «أسفها».

(٥) في اللسان: والمواسم.

(٦) راجع معجم البلدان: «وسيم».

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٦٥ وصدره:

أو رجع واشمةٍ أُسفَّ نؤورُها