تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

«فصل القاف»

صفحة 328 - الجزء 2

  وقال أَبو حنيفَةَ: القَضْبَةُ هو القَضِيبُ، أَي: القَوْسُ المصنوعة من القَضيب كما تقدَّم؛ وأَنشدَ لِلطِّرِمّاحِ:

  يَلْحَسُ الرَّصْفَ لَهُ قَضْبَةٌ ... سَمْحَجُ المَتْن هَتُوفُ الخِطامْ

  أَو القَضْبَة: قِدْحٌ، بالكسر، من نَبْعَةٍ*، يُجْعَلُ مِنْهُ سَهْمٌ، ج قَضْبَاتٌ، بفتح فسكون، وقال ابْنُ شُمَيْل: القَضْبَةُ: شَجَرَةٌ، يُسَوَّى منها السَّهْمُ، يقال: سَهْمُ قَضْبٍ، وسَهْمُ نَبْعٍ، وسَهْمُ شَوْحَطٍ.

  والقَضْبَة أَيضاً: الرَّطْبَةُ، كالقَضْب وقد تقدَّم.

  والقَضْبَة: ما أُكِلَ من النَّباتِ المُقْتَضَبِ غَضّاً طَرِيّاً، وهي الفِصْفِصَةُ⁣(⁣١) ج: قَضْبٌ، بفتح فسكون.

  وأَرْضٌ مِقْضابٌ: تُنْبِتُهُ أَي: القَضْبَة كَثِيراً. وقد أَقْضَبَ⁣(⁣٢) المَكَانُ. هكذا في النُّسَخِ، وصوابُهُ: وقد أَقْضَبَتْ، ولم أَجِدْ قَيْدَ الكَثرَة⁣(⁣٣) في كتاب من اللّغة، قالتْ أُخْتُ مُفَصَّصٍ الباهِلِيّةُ:

  فَأَفْأَفَتْ أُدْماً كالهِضَابِ وجامِلاً ... قَدْ عُدْنَ مِثْلَ عَلَائِفِ المِقْضابِ

  وقال الصاغانيّ: القِضْبَةُ، بالكسر: القِطْعَةُ من الإِبِل ومن الغَنَم.

  والقِضْبَةُ: الخَفِيفُ اللطِيفُ الدَّقِيقُ من الرِّجَالِ، والنُّوقِ.

  وقَضَبَها يَقْضِبُها، من باب ضَرَبَ: رَكِبَهَا قَبْلَ أَنْ تُرَاضَ، كاقْتَضَبهَا.

  وَقَضَبَهَا واقْتَضَبَهَا: أَخَذَهَا من الإِبلِ قَضِيباً، فَراضَها.

  واقْتَضَبَ فُلانٌ بَكْراً: إِذا رَكِبَه لَيْلَهُ، قَبْلَ أَن يُراضَ.

  وناقةٌ قَضِيبٌ، وبَكْرَةٌ قَضِيبٌ، بغير هاءٍ.

  وكُلُّ من كَلَّفْته عَمَلاً قبل أَنْ يُحْسِنَهُ فقد اقتَضَبْتَه، وهو مُقْتَضبٌ فيه. والمِقْضَبُ، بالكسر: المِنْجَلُ الّذِي يُقْطَعُ به، كالمِقْضابِ. على القِياس في بابه.

  وَقَضَّبَتِ الشَّمْسُ تَقْضِيباً: امْتَدَّ شُعَاعُهَا مثلَ القُضْبَانِ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ وأنشدَ:

  فَصَبَّحَتْ والشَّمْسُ لَمْ تُقَضِّبِ ... عَيْناً بِغَضْيَانَ ثَجُوجَ المَشْرَبِ

  ويُرْوَى: لَمْ تَقَضَّبِ، ويُرْوَى: ثَجُوجَ العُنْبَبِ. يقولُ: ورَدَتْ والشَّمْسُ لم يَبْدُ لها شُعَاعٌ لها. والعُنْبَبُ: كَثْرَةُ الماءِ وغَضْيَانُ: اسمُ موضعٍ. وقد تقدَّم في ق ص ب⁣(⁣٤).

  كتقضَّبَتْ: نَقَلَهُ الصّاغانيُّ.

  وقَضِيبٌ: وادٍ معروفٌ. باليَمَن، أَو بِتهامَة. وفي لسان العرب: بأَرْضِ قَيْسٍ، وفيه قَتَلَتْ مُرَادُ⁣(⁣٥) عَمْرَو بْنِ أُمَامَةَ، وفي ذلك يقولُ طَرَفَةُ:

  أَلا إِنَّ خَيْرَ الناسِ حَيّاً وهالِكاً ... بِبَطْنِ قَضِيبٍ عارِفاً ومُنَاكِرَا

  وقَضِيبٌ: رجلٌ من ضَبَّةَ، عن ابْنِ الأَعْرَابيّ، له حَدِيث، ضُرِبَ به المَثَلُ في الإِقامة على الذُّلّ، ومنه قَوْلُهم:

  أَقِيمِي عَبْدَ غُنْمٍ لا تُرَاعِي ... مِن القَتْلَى الّتي بِلِوَى الكَثِيبِ

  لأَنْتمْ حِينَ جاءَ القَوْمُ سَيْراً ... علَى المَخْزَاةِ أَصْبَرُ مِن قَضِيبِ

  أَي: لم تَطْلُبُوا بِقَتلاكم، فأَنْتُم في الذُّلِّ كهذا الرَّجُلِ.

  وقَضِيبٌ أَيضاً: رجلٌ آخَرُ. تَمَّارٌ بالبَحْريْن، كان يأْتي تاجِراً، فيشترِي منه التَّمْرَ، ولم يكن يُعامِلُ غَيْرَهُ. ومنه قولُهُمْ: أَلْهَفُ من قَضِيبٍ. قالَ المَيْدانيُّ: أَفْعَلُ من لَهِفَ يَلْهَفُ لَهَفاً، وليس من التَّلَهُّفِ لأَنَّ أَفْعلَ لا يُبْنَى من المنشعبة إِلَّا شاذًّا. وكان من قِصَّتِه أَنَّه اشْتَرَى قَوْصرَّةَ،


(٦) (*) عن القاموس: نَبْعٍ.

(١) في اللسان: «الفُصافص» والصواب: الفَصافص.

(٢) في القاموس: وقد أقضبتْ.

(٣) بالأصل «الكسرة» تصحيف وما أثبتناه يناسب السياق.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: قوله في ق ص ب كذا بخطه وقد راجعته في هذه المادة فلم أجده وإنما ذكره في مادة ع ن ب».

(٥) عن اللسان، وبالأصل «قراد» وذلك في يوم قضيب انظر تفاصيل ذكرها معجم البلدان (القضيب). الآتي من جملة أبيات قالها طرفة يحرض عمرو بن هند على الأخذ بثأ عمرو بن أمامة.