تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هسم]:

صفحة 755 - الجزء 17

  وِمِن المجازِ: تَهَشَّمَ فلاناً، إذا أَكْرَمَهُ وعظَّمَه كهَشَّمَه تَهْشِيماً.

  وِتَهَشَّمَ النَّاقَةَ: حَلَبَها، أَو هو الحَلَبُ بالكَفِّ كُلِّها كاهْتَشَمَها.

  وفي الصِّحاحِ: اهْتَشَمَ ما في ضرْعِ الناقَةِ، إذا احْتَلَبَه.

  وِتَهَشَّمَتِ الرِّيحُ اليَبيسَ: إذا كَسَرَتْه.

  وِهاشِمُ بنُ عبْدِ منافٍ أَبو عبدِ المُطَّلبِ، وكانَ يكنى أَبا نَضْلَةَ ثالِثُ جَدّ لسَيِّدنا رَسُولِ اللهِ ، واسْمُه عَمْرٌو العُلا سُمِّي هاشِماً، لأنَّه أَوَّلُ مَنْ ثَرَدَ الثَّرِيدَ وَهَشَمَه في الجَدْبِ والعام الجماد، وفيه يقولُ ابنُ الزِّبَعْري:

  عَمرو العُلا هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمه ... وِرِجالُ مكَّةَ مُسْنِنُونَ عِجاف⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لآخر:

  أَوْسَعَهُم رَفْدُ قُصَيٍّ شَحْماً ... وِلَبَناً مَحْضاً وخُبزاً هَشْما⁣(⁣٢)

  وِالهاشِمَةُ: شَجَّةٌ تَهْشِمُ العَظْمَ، أَو التي هَشَمَت العَظْمَ ولم يَتبايَنْ فَراشُه، أَو التي هَشَمَتْه فنُفِشَ أَي تَشَعَّبَ وانْتَشَرَ وأُخْرِجَ وتَبايَنَ فَراشُه، وفي بعضِ النسخِ: نُقِشَ، بالقافِ، مِن نَقَشَ العَظْمَ إذا اسْتَخْرَجَ ما فيه.

  وِالهشيمُ: نَبْتٌ يابسٌ مُتَكَسِّرٌ؛ ومنه قَوْلُه تعالَى: {فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ}⁣(⁣٣).

  أَو يابِسُ كُلِّ كَلَلأً إِلَّا يابِسَ البُهْمى فإنَّه عَرِبٌ لا هَشِيمٌ. وِقيلَ: الهَشِيمُ اليابِسُ مِن كلِّ شيءٍ⁣(⁣٤)، وفي بعضِ النسخِ: كلِّ شَجَرٍ.

  وقَوْلُه تعالَى: {فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}⁣(⁣٥)، أَي قد بَلَغَ الغايَةَ في اليُبْسِ حتى بَلَغَ أنْ يُجْمَع ليُوقَدَ به.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: الهَشِيمُ ما يَبِسَ مِن الحَظِراتِ فارْفَتَّ وتَكَسَّرَ، المَعْنَى أَنَّهم بادُوا وهَلَكوا فصارُوا كيَبِيسِ الشَّجَرِ إذا تَحَطَّمَ، وقد مَرَّ في «ح ظ ر» شيءٌ مِن ذلِكَ.

  وِمِن المجازِ: الهَشِيمُ: الضَّعيفُ البَدَنِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وِالهَشِيمةُ، بهاءٍ: الأَرْضُ التي يَبِسَ شجرُها قائِماً كانَ أَو مُتَهَشِّماً؛ عن ابنِ شُمَيْلٍ.

  وقالَ غيرُهُ: حتى اسوَدَّ غَيْر أنَّها قائِمةُ على يُبْسِها.

  وِمِن المجازِ: ما هو إلَّا هَشِيمةُ كَرَمٍ أَي جَوادٌ؛ وفي الصِّحاحِ: إذا كانَ سَمْحاً.

  وفي الأساسِ: إذا لم يَمْنَع شيئاً، وأَصْلُه مِن الهَشِيمةِ مِن الشَّجَرِ يأَخُذُها الحاطِبُ كيفَ شاءَ.

  وِتَهَشَّمَه: اسْتَعْطَفَهُ؛ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

  حُلْوَ الشَّمائِلِ مِكْراماً خَلِيفَتُه ... إذا تَهَشَّمْتَهُ للنائِل اخْتالا⁣(⁣٦)

  وقالَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاء: تَهَشَّمْتُه للمَعْروفِ وتَهَضَّمْتُه إذا طَلَبْتَه عنْدَه.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: تَهشَّمْتُ فُلاناً إذا تَرَضَّيْتُه؛ وأَنْشَدَ:

  إذا أَغْضَبْتُكُمْ فتَهَشَّمُوني ... وِلا تَسْتَعْتِبوني بالوَعِيدِ⁣(⁣٧)

  أَي تَرَضَّوْني، وهو مجازٌ.


(١) سيرة ابن هشام ١/ ١٤٤ برواية:

قوم بمكة مسنتين عجاف

وبعده فيها:

نُتّ إليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء ورحلةُ الأصياف

وقيل إن البيت لمطرود بن كعب من أبيات مطلعها:

يا أيها الرجل المحول رحله ... هلّا نزلت بآل عبد مناف

اللسان وانظر التهذيب والصحاح.

(٢) اللسان.

(٣) الكهف، الآية ٤٥.

(٤) في القاموس: شَجَرٍ.

(٥) القمر، الآية ٣١.

(٦) اللسان والتهذيب والتكملة والأساس ونسبه للحادرة بن أوس وصدره فيها:

سمح الخلائق مكراماً ضريبته

(٧) اللسان والتهذيب والتكملة.