تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بأن]:

صفحة 44 - الجزء 18

  وقالَ أَبو المِنْهالِ:

  حَدَبْدَبَى بَدَبْدَبَى منْكُمْ لانْ ... إنَّ بَنِي فَزارَةَ بنِ ذُبْيانْ

  قد طرقَتْ ناقَتُهُمْ بإِنْسانْ ... مُشَنَّإِ سُبْحان رَبِّي الرحمنْ⁣(⁣١)

  أَنَا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْيانْ ... ليس عليَّ حَسَبي بضُؤْلانْ⁣(⁣٢)

  وفي التَّهذِيبِ: قالَ الفَرَّاءُ: الآن حرفٌ بُنِيَ على الألِفِ واللامِ ولم يُخْلَعا منه، وتُرِك على مَذْهَب الصفةِ لأنَّه صفَةٌ في المعْنَى واللَّفْظِ، قالَ: وأَصْلُ الآنَ أَوَان حُذِفَ منها الأَلِفُ وغُيِّرتْ واوُها إلى الألفِ كما قالوا في الرَّاحِ الرّياح؛ فجعلَ الرَّاحَ⁣(⁣٣) والآنَ مَرَّةً على جَهَةِ فَعَلٍ، ومَرَّةً على جَهَةِ فَعالٍ، كما قالوا زَمَن وزَمَان، قالوا: وإن شِئْتَ جَعَلْتَ الآنَ أَصْلها مِن قوْلِكَ آنَ لكَ أَنْ تَفْعَل، أَدْخَلتَ عليها الألفَ واللامَ ثم تركْتَها على مَذْهَب فَعَلَ، فأَتاها النَّصبُ مِنْ نَصْبِ فَعَل؛ قالَ: وهو وَجْهٌ جَيِّد.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قالَ أَبو عَمْرو: أَتَيْتُه آنِئةً بعْدَ آنِئةٍ بمعْنَى آوِنةٍ، ذكَرَه المصنِّفُ في أَوَنَ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْل: وهذا أَوانُ الآنَ تَعْلم، وما جئتا⁣(⁣٤) إلَّا أَوانَ الآنَ، بنَصْبِ الآنَ فيهما.

  وفي حدِيثِ ابنِ عُمَرَ، ®: «ثم قالَ: اذْهَبْ بهذه تَلآنَ مَعَك».

  قالَ أَبو عُبَيْدٍ: قالَ الأُمويُّ: يريدُ الآنَ وهي لُغَةٌ مَعْروفةٌ تُزادُ التاءُ في الآنَ وفي حِينٍ ويحذِفونَ الهَمْزَةَ الأُولى، يقالُ: تَلانَ وتَحينَ، وسَيَأْتي للمصنِّفِ، | في «ت ل ن»؛ وأَمَّا قوْلُ حُمَيْد بن ثور:

  وأَسْماء ما أَسْماءُ لَيْلَة أَدْلَجَتْ ... إلَيَّ وأَصْحابي بأَيْنَ وأَيْنَما

  فإنَّه جَعَلَ أَيْنَ علماً للبُقْعة مجرَّداً عن مَعْنَى الاسْتِفامِ، فمَنَعها الصَّرْف للتَّأْنِيثِ والتَّعْريفِ.

  والأَيْنُ: شَجَرٌ حِجازِيٌّ؛ قالتِ الخَنْساءُ:

  تَذَكَّرْتُ صَخْراً أَنْ تَغَنَّتْ حَمامةٌ ... هَتُوفٌ على غُصنٍ من الأيْنِ تَسْجَعُ⁣(⁣٥)

  وأَيُّونٌ، كتَنُّورٍ: قَرْيةٌ بالرَّيِّ، منها: سهلُ بنُ الحَسَنِ ابنِ محمدٍ الأَيونيُّ.

  والأَيْنُ: ناحِيَةٌ مِن نواحِي المَدينَةِ متنزهة؛ عن نَصْر.

فصل الباء مع النون

  [بأن]: تَبَأّنْتُ الطَّريقَ والأَثَرَ، على تَفَعَّلْتُ.

  وقد أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وهو بمعْنَى تأَبَّنْتُها، أَي اقْتَفَيْتُها وتَتَبَّعْتُها، وهو مَقْلوبٌ عنه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [بأذن]: البأْذَنَةُ: الاسْتِخْذاءُ والاقْرارُ؛ ذَكَرَه المصنِّفُ، ¦ في بذن وهذا مَوْضِعُه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه أَيْضاً:

  [بأسن]: البأْسَنَةُ: شِبْهُ الجَوالِقِ مِن مشاقَّةِ الكتَّانِ، وقد لا يُهْمَزُ وسَيَأْتِي.

  [ببن]: البَبْنِيُّ، بموحَّدَةٍ مكرَّرَةٍ وكسْرِ النّونِ وياء النِّسْبة.

  أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.

  هو محمدُ بنُ بِشْرِ بنِ بَكْرٍ؛ ويقالُ: ابنُ عليٍّ، البَبنِيُّ المُحدِّثُ عن أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ محمدِ البرديجيّ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مشنا، كذا في اللسان ولعله مشيا كمعظم، وهو المختلف الخلق المختلّة، كما في القاموس».

(٢) الرجز في اللسان.

(٣) في التهذيب: «الرياح والأوان».

(٤) في اللسان والتهذيب: وما جئت.

(٥) اللسان وديوانه ص ٩٦ برواية: «... إذا تغنت ... من الأيك تسجع»