تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الباء مع النون

صفحة 64 - الجزء 18

  وأَلْقَتِ الدَّجاجَةُ ذا بَطْنِها: يعْنِي مَزْقَها إذا باضَتْ.

  ومِن الأَمْثالِ: الذِّئْبُ يُغْبَطُ بذِي بَطْنِهِ.

  قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وذلكَ لأَنَّه لا يُظَنُّ به الجوعُ أَبَداً، وإنَّما تُظَنُّ به البِطْنَةُ، أي الشِّبَع، لعَدْوِهِ على النَّاسِ والماشِيَةِ، ورُبَّما يكونُ مَجْهوداً مِن الجُوعِ؛ وأَنْشَدَ:

  ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه ... ويُغْبَطُ بما في بَطْنِه وهْو جائِعُ⁣(⁣١)

  وفي حدِيثِ النَّخَعي، |: «أنَّه كانَ يُبَطِّنُ لِحْيَتَه ويأْخُذُ من جَوانِبِها».

  قالَ شَمِرٌ: تَبْطينُ اللِّحْيَةِ: أنْ لا يُؤْخَذَ، كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: أنْ يُؤْخَذَ⁣(⁣٢)، ممَّا تَحْتَ الذَّقَنِ والحَنَكِ؛ كذا في النِّهايَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  البِطانُ، بالكسْرِ: جَمْعُ البَطِين، ومنه الحدِيثُ: «وتَرُوحُ بِطاناً»، أي ممتَلِئَةَ البُطونِ.

  والمِبْطانُ: العَظيمُ البَطْنِ.

  وقالوا: كِيسٌ بَطِينٌ: أي مَلآنُ، على المَثَلِ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب لبعضِ اللُّصوصِ:

  فأَصْدَرْتُ منها عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ ... وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطِينِ⁣(⁣٣)

  وقَوْل الرَّاعِي يَصِفُ إبلاً وحالِبَها:

  إذا سَرَحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلْفَها ... بمَيْثاءَ مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعا⁣(⁣٤)

  يعْنِي راعِياً يُبادِرُ الصَّبوح فيشْرَبُ حتى يَميلَ مِن اللَّبَنِ.

  والبَطَنُ: داءُ البَطْنِ؛ ومنه: ماتَ فلانٌ بالبَطَنِ، وقد بَطَنَه الداءُ بُطوناً: دَخَلَهُ.

  وبَطَنَتْ به الحُمَّى: أَثَرَتْ في باطِنِه.

  واسْتَبْطَنَ الفَرَسَ: طَلَبَ ما في بَطْنِها مِن النِّتاجِ.

  ونَثَرَتِ المَرْأَةُ بَطْنَها ولداً: كَثُرَ وَلدُها.

  والبَطِنَةُ، كفَرِحَةٍ: الدّبُرُ.

  ومِن أَسْماءِ اللهِ، ø: الْباطِنُ، أي عالِمُ السرِّ والخفيَّاتِ؛ وقيلَ: هو المُحْتَجِبُ عن أَبْصارِ الخلائِقِ وأَوْهامِهم فلا يُدْرِكُه بَصَر ولا يُحيطُ به وَهْمٌ.

  وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانةً، أي خاصَّةً.

  وجاءَ أَهْلُ البِطانَةِ يَضِجُّون؛ وهو الخارجُ مِن المَدِينَةِ.

  وبَطْنُ الرَّاحةِ مَعْروفٌ.

  وباطِنُ الخُفِّ: الذي تَلِيه الرجْلُ.

  ويقالُ: باطِنُ الإبْطِ، ولا يُقالُ: بَطْنُ الإبْطِ.

  وأَفْرَشَنِي ظَهْرَ أَمْرِه وبَطْنَه، أي سِرَّه وعَلانِيَتَه.

  وبَطَنَ الوادِي بَطناً: دَخَلَهُ، كتَبَطَّنَه. وقيلَ: تَبَطَّنَ الوادِي: جَوَّلَ فيه.

  وبُطْنانُ الجنَّةِ: وسَطُها.

  وبُطْنانُ العَرْشِ: أَصْلُه.

  والبُطْنُ، بالضمِّ: مَسايلُ الماءِ في الغَلْظِ، واحِدُها باطِنٌ.

  وبَطِناتُ الوادِي، كفَرِحَاتٍ: مَحاجُّه؛ قالَ مُلَيْح:

  مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيْسُ من بَطِناتِه ... نَوَى مثلَ أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّقِ⁣(⁣٥)

  وأَبْطَنَ الرَّجُلُ كَشْحَه سَيْفَه وبسَيْفِه: جَعَلَه بطانتَه. وأَبْطَنَ السَّيفَ كَشْحَه: جَعَلَه تحتَ خَضْرِه.

  وقالَ أَبو عبيدٍ⁣(⁣٦): في باطِنِ وظِيفَيِ الفَرَسِ أَبْطَنانِ،


(١) اللسان.

(٢) في اللسان: أن يأخُذَ.

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٦٩ والضبط عنه، وانظر تخريجه فيه، واللسان.

(٥) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٠١ برواية:

حصى مثل أنواء الرضيح المفلق

والمثبت كرواية اللسان.

(٦) في التهذيب واللسان: أبو عبيدة.