تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الباء مع النون

صفحة 84 - الجزء 18

  يا رِيحَ بَيْنونَةَ لا تَذْمِينا ... جئْتِ بأرْواحِ المُصَفَّرِينا⁣(⁣١)

  وهُما بَيْنونَتان⁣(⁣٢)، بَيْنُونَةُ الدُّنْيَا، وبَيْنُونَةُ القُصْوَى، وكِلْتاهُما قَرْيتَانِ في شِقِّ بني سَعْدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين.

  وبَيْنَةُ: ع بوادِي الرُّوَيْثَةِ بَيْنَ الحَرَمَيْن، ويقالُ بكسْرِ الباءِ أَيْضاً، كما في مُعْجَمِ نَصْر، وثَنَّاها كُثَيِّرٌ عزَّة؛ فقالَ⁣(⁣٣):

  أَلا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ ... بحَيْثُ الْتَقَتْ مِن بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ⁣(⁣٤)

  * وممَّا يُسْتدرَكُ عليه:

  الطَّويلُ البائِنُ: أي المُفْرِطُ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرِّجالِ الطِّوال.

  وحَكَى الفارسِيُّ عن أَبي زيْدٍ: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائِنَةَ، وذلِكَ إذا طَلَبَ إليهما أنْ يُبِينَاهُ بمالٍ فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائِنَةُ إلَّا مِن الأبَوَيْن أَو أَحدِهما، ولا تكونُ مِن غيرهما، وقد أَبانَه أبواهُ إبانَةً حتى بانَ هو بذلِكَ يَبينُ بُيُوناً.

  وبانَتْ يَدُ الناقَةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيُوناً.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يقالُ للجارِيَةِ إذا تزوَّجَتْ: قد بانَتْ، وهنَّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ كأنَّهنَّ قد بَعَدْنَ عن بَيْتِ أَبِيهنَّ؛ ومنه الحدِيْثُ: «مَنْ عالَ ثلاثَ بَناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ».

  وبَيَوانُ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ في بحيرَةِ تنيس، قد ذُكِرَ في «ب ون».

  وأَبانَ الدَّلْوَ عن طَيِّ البئْرِ: حادَ بها عنه لئَلَّا يُصيبَها فتَنْخرِق؛ قالَ:

  دَلْوُ عِراكٍ لجَّ بي مَنينُها ... لم يَرَ قبْلي مائِحاً يُبينُها⁣(⁣٥)

  والتَّبْيينُ: التَّثبُّتُ في الأمْرِ والتَّأني فيه؛ عن الكِسائي.

  وهو أَبْيَنُ مِن فلانٍ: أي أَفْصَح منه وأَوْضَح كَلاماً.

  وأَبانَ عليه: أَعْرَبَ وشَهِدَ.

  ونَخْلَةٌ بائِنَةٌ: فاتَتْ كبائِسُها الكوافرَ⁣(⁣٦) وامتدَّتْ عَراجِينُها وطالَتْ؛ عن أَبي حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:

  مِن كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها ... عنها وحاضنةٍ لها مِيقارِ⁣(⁣٧)

  والباناةُ مَقْلوبَةٌ عن البانِيَةِ، وهي النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حَكَاه السُّكَّريُّ عن أَبي الخطَّاب.

  والبائِنُ: الذي يُمْسِكُ العُلْبة للحالِبِ.

  ومِن أَمْثالِهم: اسْتُ البائِنِ أَعْرَفُ، أي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعْلَم به ممَّن لم يُمارِسْه.

  ومُبِينٌ، بالضمِّ: مَوْضِعٌ.

  وفي الصِّحاحِ: اسْمُ ماءٍ؛ وأَنْشَدَ:

  يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ... على مبينٍ جَرَدِ القَصِيمِ⁣(⁣٨)

  جَمَعَ بَيْنَ المِيمِ والنُّونِ، وهو الإكْفاءُ.

  وأَبْيَنُ، كأحْمَدَ: اسْمُ رجُلٍ نُسِبَتْ إليه عَدَنُ مَدينَةٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليمنِ؛ ويقالُ يبين بالياءِ.

  والبَيِّنَةُ: دَلالَةٌ واضِحَةٌ عَقْليَّة كانَتْ أَو مَحْسوسَة، وسُمِّيَت شَهادَةُ الشاهِدَيْن بَيِّنَة لقَوْلِه، #: البَيِّنَةُ على المُدَّعِي واليمينُ على مَنْ أَنْكر؛ والجَمْعُ بَيِّناتٌ.


(١) اللسان والتهذيب وفيهما: «جئت بألوان» والمثبت كرواية معجم البلدان.

(٢) عن معجم البلدان وبالأصل: «بينوننات».

(٣) قوله: «فقال» ليست في القاموس.

(٤) من شواهد القاموس، ديوانه ص ٢٩٣، وفي التكملة: «أللشّوق ... الغياطل» ومعجم البلدان.

(٥) اللسان وفيه:

لم تر قبلي ماتحاً يُبينها

(٦) في اللسان: الكوافير.

(٧) اللسان ونسبه لحبيب القُشَيْري.

(٨) اللسان ونسبه إلى حنظلة بن مصبح، وصدره في معجم البلدان.