تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تبن]:

صفحة 86 - الجزء 18

  بُرٍّ ونحوِهِ، ويُفْتَحُ، الواحِدَةُ تِبْنَةٌ ويقالُ: أَقلّ مِن تبْنَةٍ.

  ويقالُ: كانَ نَبْتاً فصارَ تَبْناً هكذا يُرْوَى بالفَتْحِ⁣(⁣١).

  والتِّبْنُ: السَّيِّدُ السَّمْحُ والشَّريفُ.

  وأَيْضاً: الذِّئْبُ.

  والتِّبْنُ: قَدَحٌ يُرْوِي العِشرينَ.

  ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن الكِسائيّ قالَ: التِّبْنُ أَعْظَم الأقْداحِ يكادُ يُرْوي العِشْرين، ثم الصَّحْن مُقارِبٌ له، ثم العُسُّ يُرْوِي الثلاثَةَ والأرْبَعَة، ثم القَدَحُ يُرْوِي الرَّجُلَيْن، ثم القَعْبُ يُرْوِي الرَّجُل، ثم الغُمَر.

  وتَبَنَ الدَّابَّةَ يَتْبِنُها تَبْناً، مِن حدِّ ضَرَبَ: أَطْعَمَها⁣(⁣٢) التِّبْنَ.

  وفي الصِّحاحِ: عَلَفَها التِّبْنَ.

  وتَبِنَ له الرّجُل، كفَرِحَ، تَبْناً، بالفتْحِ؛ كذا في النسخِ، وقيلَ بالتَّحْريكِ كما هو في الصِّحاحِ وهو القِياسُ، وتَبانَةً، كسَحابَةٍ: فَطِنَ، وكذلِكَ طَبِنَ.

  وقيلَ: الطَّبانَةُ في الخيْرِ، والتّبَانَةُ في الشَّرِّ.

  وفي الحَدِيْث: أَنَّ الرَّجُل لَيَتكلَّمُ بالكَلِمَةِ يُتَبِّنُ فيها يَهْوِي بها في النارِ؛ أَي يُدَقِّقُ؛ فهو تَبِنٌ، ككَتِفٍ، أَي فَطِنٌ دَقِيقُ النَّظَرِ في الأُمورِ، كما في الصِّحاحِ.

  وزَعَمَ يَعْقوبُ أَنَّ تاءَهُ بدلٌ مِن طاءِ طَبِنَ؛ كتَبَّنَ تَتْبِيناً: إذا أَدَقَّ النَّظَرَ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ أَيْضاً؛ ومنه الحَدِيْث: «حتى تَبَّنْتُم»، أَي أَدْقَقْتُم النَّظَرَ.

  والتَّبَّانُ: بائِعُ التِّبْنِ، إن جَعَلْته فَعَّالاً مِن التِّبْن صَرَفْته، وإن جَعَلْته فعلان مِن التب لم تَصْرِفْه؛ وإليه نُسِبَ أَبو العبَّاس التَّبَّان أَحدُ أَصْحابِ الإِمام أَبي حَنيفَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه بنَيْسابُورَ.

  وموسى بنُ أَبي عُثْمانَ التَّبَّان، عن أَبيهِ، وعنه أَبو الزنادِ؛ وإسْماعِيلُ بنُ الأسْوَدِ المِصْريُّ التَّبَّان عن ابنِ وهبٍ ماتَ بعْدَ سَنَة مائَتَيْن وسِتِّيْن، المُحَدِّثانِ، وجماعَةٌ غيرُهُم. والتُّبَّانُ، كرُمَّانٍ: سَراويلُ صَغيرٌ مقْدارُ شِبْرٍ يَسْتُرُ العَوْرَةَ المُغَلَّظَةَ فَقَط يكونُ للمَلَّاحِيْنَ؛ ومنه حَدِيْث عَمَّار: أَنَّه صلَّى في تُبَّانٍ فقالَ: إنِّي مَمْثونٌ، كما في الصِّحاحِ.

  ومِن سَجَعاتِ الأساسِ: رأَيْتُ تَبَّاناً يلْبسُ تُبَّاناً.

  وفي تارِيخِ حَلَبَ لابنِ العديمِ: وأَخْرَجَ أَبو القاسِمِ البغويُّ بسَنَدِه إلى جريرِ بنِ أَبي لَيْلى قالَ: قالَ لي الحُسَيْنُ بنُ عليِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهما، حينَ أَحَسَّ بالقَتْلِ:» ابغوني ثَوْباً لا يُرْغَبُ فيه أَجْعَله تحْتَ ثيابي لا أُجَرَّدُ»، فقالَ له: تُبَّانٌ؛ فقالَ: ذاكَ لِباسُ مَنْ ضُرِبَتْ عليه الذِّلَّةُ؛ والجَمْعُ تَبابِينُ.

  واتَّبَنَ، كافْتَعَلَ: لَبِسَه.

  وأَبو الوَفاءِ محمدُ بنُ تُبَّانٍ، كرُمَّانٍ، سَمِعَ مِن أَبي⁣(⁣٣) ملَّة المُحْتَسب، وهو مُحَدِّثٌ قَدِيمُ المَوْتِ؛ ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ.

  وتُبانُ، كغُرابٍ أَو كرُمَّانٍ ويكسرُ: لَقَبُ تُبَّعٍ الحِمْيَرِيِّ، الذي هو أَوَّلُ مَن كَسا البَيْت الحَرام، يقالُ له: أَسْعَدُ تُبَّانٍ.

  ووَقَعَ في الرَّوض للسّهيليّ ¦: تُبَّان أَسْعد.

  قالَ شيْخُنا: والغالِبُ تَأخّر اللَّقَب إلّا إن كانَ أَشْهَر.

  وأَبو عبدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ بنِ محمدِ بنِ يَعْقوب الوَاسِطيُّ المَعْروفُ بابنِ تُبانٍ، كغُرابٍ، التُّبانيُّ. وضَبَطَه أَبو سَعْدٍ كرُمَّانٍ، والصَّوابُ الأوَّل كما قَيَّده الحافِظُ. رَوَى عنه أَبو مَسْعودٍ الحافِظُ البَجْليّ الرَّازِي.

  وقالَ الذهبيُّ: له مَجْلِس يرْوِيه الكِنْديّ. وبالنُّون، أَي مع الموحَّدَةِ وآخِره تاء وَهَمٌ؛ قالَ الحافِظُ الذهبيُّ: وقد غَلبَ عليه بينَ أَصْحابِنا مَجْلِس النباتيّ، قالَ الحافِظُ: وهو تَصْحيفٌ.


(١) ضبطت بالقلم في الأساس بالكسر.

(٢) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: عَلَفَها.

(٣) في التبصير ١/ ١٠٦: ابن ملة.