تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثدن]:

صفحة 94 - الجزء 18

  وأَثْخَنَ في الأمْرِ: بالَغَ.

  ويقالُ لرَزِينِ العَقْلِ: هو مُثْخِنٌ، ويكنى به أَهْل الشَّامِ عن الضَّحِكِ الخَفِيفِ في حَرَكاتِه.

  وأَثْخَنَه قولُه: بَلَغَ منه.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: أَثْخَنْتُ فلاناً مَعْرِفَةً، ورَصَّنْتُه⁣(⁣١) مَعْرِفَةً: إذا قَتَلْتَه عِلْماً؛ وهو مجازٌ. ويمكنُ أنْ يُؤْخذَ منه المُثْخن للمُبالِغِ في الحِكَايَةِ وإيْرادِه للأقْوالِ.

  وأَثْخَنَه ضَرْباً: بالَغَ فيه.

  واستثْخَنَ⁣(⁣٢) بين المَرَضِ والإعْياءِ: غَلَبَاه، كما في الأساسِ، واللهُ تعالَى أَعْلَم.

  [ثدن]: ثَدِنَ اللَّحْمُ، كفَرِحَ، ثَدَناً: تَغَيَّرَتْ رائِحتُه؛ كما في الصِّحاحِ.

  وثَدِنَ فلانٌ: كَثُرَ لَحْمَهُ وثَقُلَ، فهو ثَدِنٌ، ككَتِفٍ؛ وكَذلِكَ المُثَدَّنُ مِثْلُ مُعَظَّمٍ؛ وقالَ ابنُ الزُّبَيْر يفضِّلُ محمدَ بن مَرْوان على عبْدِ العَزيزِ:

  لا تَجْعَلَنَّ مُثَدَّناً ذا سُرَّةٍ ... ضَخْماً سُرادقُه وَطيءَ المَرْكَبِ⁣(⁣٣)

  كما في الصِّحاحِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: رجُلٌ ثَدِنٌ: كَثيرُ اللَّحْمِ على الصَّدْرِ؛ وقد ثُدِّنَ، بالضَّمِّ: تَثْدِيناً؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه:

  فازتْ حَليلةُ نَوْدلٍ بهَبَنْقَعٍ ... رِخْو العِظام مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوَى⁣(⁣٤)

  وقالَ كُراعٌ: الثاءُ في مُثَدَّنٍ بَدَلٌ مِن فاءِ مُفَدَّنٍ، مُشْتقٌّ مِن الفَدَنِ، وهو القَصْرُ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وهذا ضَعِيفٌ لأنَّا لم نَسْمَع مُفَدَّناً.

  وامرأَةٌ ثَدِنَةٌ، كفَرِحَةٍ، عن كُراعٍ، ومُثْدَنَةٌ مِثْلُ مُكْرَمَةٍ: أَي ناقِصَةُ الخَلْقِ.

  وامْرأةٌ مُثَدَّنَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: لَحِمَةٌ في سَماجةٍ.

  وقيلَ: مُسَمَّنةٌ، وبه فَسَّر ابنُ الأعْرابيِّ قَوْلَ الشاعِرِ:

  لا أَحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتي ... في المَصانيعِ لايَنِينَ اطِّلاعا⁣(⁣٥)

  وفي حديثِ ذي اليَدَيْنِ، هكذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: ذي الثَّديةِ كما هو نَصُّ الجَوْهرِيّ؛ ويُرْوَى: ذو اليَدِيَّة، بالياءِ التَّحْتيَّة، وهو أَحَدُ كُبَراءِ الخَوارجِ قُتِلَ يومَ النَّهْرَوان. وفي التهْذِيبِ: وفي حَدِيْث عليِّ وذَكَرَ الخَوارِجَ: «وفيهم رجُلٌ مُثَدَّنُ اليَدِ»، كذا هو مَضْبوطٌ بالتَّشْديدِ والصَّوابُ مُثْدَنُ، كمُكْرَمٍ كما هو نَصُّ الجَوْهرِيّ، أَي مُخْرَجُها، كذا في النسخِ والصَّوابُ: أَي مُخْدَجُها، والمعْنَى قَصِيرُها.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: أَي صَغِيرُها.

  وقالَ ابنُ جنيِّ: هو مِن الثُّنْدُوةِ مَقْلوبٌ منه.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وهذا ليسَ بشيءٍ.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: هو مَقْلُوبٌ من مُثَنَّدٍ، أَي يُشْبه ثَدْي المرْأَةِ.

  ونَصّه في الصِّحاحِ: قالَ أَبو عُبَيْدٍ: إنْ كانَ كما قيلَ: إنَّه مِن الثُّنْدُوة تَشْبِيهاً له به في القِصَرِ والاجْتِماعِ، فالقِياسُ أَن يقالَ إنَّه مُثَنَّد إلَّا أنْ يكونَ مَقْلوباً.

  والذي في التَّهْذِيبِ: مَثْدُونُ اليَدِ.

  * قُلْتُ: ويُرْوَى مُوتَن اليَدِ⁣(⁣٦) ومثنون اليَدِ.

  * وممَّا يُسْتدرَكُ عليه:

  الثَّدَنُ، محرَّكةً: اسْتِرْخاءُ اللَّحْمِ؛ ومنه رجُلٌ مُثَدَّنٌ، كذا في الرَّوْض للسّهيليّ.

  [ثرن]: ثَرِنَ، كفَرِحَ:


(١) في الأساس: ورَصَنْته.

(٢) الأساس: مني.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) قوله: موتن بالتاء، من أيتنت المرأة إذا ولدت يَتْناً وهو أن تخرج رجلاً الولد في الأول.