تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثكن]:

صفحة 96 - الجزء 18

  لَقَبُ ابن [أبو محمدٍ عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ المَعْروف بزَيْنِ العَابِدِيْن والسَّجَّاد، لُقِّبَ بذلِكَ لأَنَّ مَساجدَهُ كانَتْ كثَفِنَةِ البَعيرِ مِن كثْرَةِ صَلاتِه، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه، وإليه يُشيرُ دعبل الخزاعيُّ:

  مدارس آيات خَلَتْ من تِلاوَةٍ ... ومَنْزل وَحيّ مُقْفِر العَرَصات

  دِيار عليّ والحُسَيْن وجَعْفَر ... وحَمْزَة والسَّجَّاد ذي الثَّفِناتِ

  وقيلَ: هو عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ والِدُ الخُلَفاءِ؛ كما في الأَساسِ.

  ويقالُ: كانَتْ له خَمْسُمائَةِ أَصْلِ زَيتونٍ وكانَ يُصَلِّي عند كُلِّ أَصْلٍ رَكْعَتَيْنِ كلَّ يومٍ، نَقَلَهُ المُبرّدُ في الكامِلِ.

  وأَيْضاً: عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ الرَّاسبِيُّ رَئيسُ الخَوارجِ لأَنَّ طولَ السُّجودِ كان قد أَثَّرَ في ثَفِناتِه؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وثافَنَهُ: جالَسَهُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ قالَ: ويقالُ: اشْتِقاقُه مِن الأَوَّل كأنَّك أَلْصَقْتَ ثَفِنَةَ رُكْبَتِك بثَفِنَةِ رُكْبَتِه.

  وقيلَ: ثافَنَهُ لازَمَهُ وكلَّمَهُ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ. فهو مُثافِنٌ ومُثَفِّنٌ، كمُحَدِّثٍ، هكذا وُجِدَ مَضْبوطاً في النُّسَخ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المُثْفَنُ، كمُكْرَمٍ: العَظيمُ الثَّفِناتِ، وبه فُسِّر قوْلُ أُميَّة ابنِ أَبي عامِرٍ⁣(⁣١):

  فذلك يومٌ لَنْ تُرَى أُمُّ نافِعٍ ... على مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْدة قَنْدَلِ⁣(⁣٢)

  وثَفَنَ الشيءَ يَثْفِنُه ثَفْناً: لَزِمَهُ.

  وثَفَنَ فلاناً: صاحَبَه حتى لا يَخْفَى عليه شيءٌ مِن أَمْرِه.

  ورجُلٌ مِثْفَنٌ لخَصْمِه، كمِنْبَرٍ: أَي مُلازِمٌ له. والمُثافَنَةُ المُباطَنَةُ.

  وثافَنَهُ على الشيءِ: أَعانَهُ عليه؛ كما في الصِّحاحِ والأساسِ.

  وثُفْنُ المَزادَةِ، بالضمِّ: جَوانِبُها المَخْروزَةُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  والثَّفْنُ: الثّقْلُ.

  [ثكن]: الثُّكْنَةُ، بالضَّمِّ: القِلادَةُ؛ قالَ طرَفَةُ:

  ناطَتْ سِخاباً وناطَتْ فوْقَه ثُكَنا⁣(⁣٣)

  وأَيْضاً: الرَّايَةُ؛ وبه فَسَّر ابنُ الأَعْرابيِّ الحَدِيْثَ: «يُحْشَرُ الناسُ على ثُكَنِهم»؛ أَي على رَاياتِهم في الخَيْرِ وفي الشَّرِّ؛ كذا في التَّهْذِيبِ.

  ونَصُّ المُحْكَمِ عن ابنِ الأَعْرابيِّ: أَي على رَاياتِهم ومُجْتَمعِهِم على لِواءِ صاحِبِهِم.

  والثُّكْنَةُ: القَبْرُ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وأَيْضاً: الإرَةُ، وهي بئْرُ النَّارِ؛ عنه أَيْضاً.

  وأَيْضاً: حُفْرَةٌ قدرَ ما يُواري الشَّيءَ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ عن النَّضْرِ.

  وأَيْضاً: السِّرْبُ من الحَمامِ وغيرِهِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَم: الثُّكْنَةُ الجماعَةُ، وخَصَّ بعضُهم بها الطَّيْرَ؛ قالَ الأَعْشَى يَصِفُ صَقْراً:

  يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيَّةً ... لِيُدْرِكَها في حَمامٍ ثُكَنْ⁣(⁣٤)

  أَي مُجْتَمِعَة.

  والثُّكْنَةُ: النِّيَّةُ من إيمانٍ أَو كُفْرٍ؛ وبه فُسِّر الحَدِيْثُ أَيْضاً: «على ما ماتوا عليه مِن إيمانِهم أَو كُفْرِهم فأُدْخِلوا قُبورَهُم».


(١) في اللسان: «عائِذ».

(٢) البيت في ديوان الهذليين ٢/ ١٩٣ في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي برواية: «على مثغر» والمثبت كرواية اللسان.

(٣) البيت في اللسان والتهذيب وصدره:

وهانئاً هانئاً في الحي مومسةً

ولم أجده في ديوانه.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٩ واللسان والمقاييس ١/ ٣٨٤.