تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثون]:

صفحة 102 - الجزء 18

  وقد ذُكِرَ في عَيَمَ.

  وتَجَبَّنَ⁣(⁣١) اللَّبَنُ: صارَ كالجُبْنِ، وتَكَبَّدَ صارَ كالكبدِ.

  وأَبو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُوسَى الجرجانيُّ خطيبها عن إبراهيمَ بنِ مُوسَى الوردولي⁣(⁣٢)، وإبراهيمَ بنِ إسْحاق بنِ إبراهيمَ الشَّالنجيّ، وعنه الإسْماعِيليُّ، ماتَ سَنَة ٢٩٣؛ وأَبو إبْراهيمَ إسْحاقُ بنُ إبراهيمَ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ إسْحاقُ بنُ محمدِ بنِ حمْدانَ بنِ محمدٍ، الفَقِيهُ الحَنَفيُّ عن أَبي محمدٍ الحارِثِيّ⁣(⁣٣) وعنه ابْنُه أَبو نَصْر، ماتَ⁣(⁣٤) سَنَة ٢٩٣، ¦، ذَكَرَه ابنُ السَّمْعانيّ، وقد ذَكَرَه الخَطِيبُ في تاريخِه، الجُبْنِيَّانِ، بضمِّ فسكونٍ وقد تُضَمُّ الموحَّدَةُ وتُشَدَّدُ النُّون كما قيَّدَه الحافِظُ، مُحَدِّثانِ، نُسِبا إلى بَيْعِ الجُبْنِ.

  وممَّنْ نُسِبَ إلى بَيْعِ الجُبْنِ أَيْضاً عليُّ بنُ أَحْمدَ بنِ عُمَرَ⁣(⁣٥) الجُبْنيُّ عن محمدِ بنِ إسْماعيلَ الصائِغِ، وعنه القاضِي أبو عبْدِ اللهِ الجُعْفيُّ، ضَبَطَه أَبو الغنائِمِ الزينيّ⁣(⁣٦).

  وأَما محمدُ بنُ أَحمدَ الجُبْنِيُّ الدِّمَشْقيُّ الذي قَرَأَ على ابنِ الأَخْرَم الدِّمَشْقيّ، وعنه الأهْوازِيُّ، فنِسْبَةٌ إلى سُوقِ الجُبْنِ بِدِمَشْقَ لأنَّه كان إمامَها، أَي إمامَ مَسْجِدِها.

  ورَجلٌ جَبَانٌ، كسَحابِ وشَدَّادٍ وأميرٍ: هَيوبٌ للأَشْياءِ فلا يَتَقَدَّمُ⁣(⁣٧) عليها لَيْلاً أَو نَهاراً؛ الأُوْلى والأخيرَةُ عن الجَوْهرِيّ، فالأُوْلى مِن حَدِّ نَصَرَ والأَخيرَةُ مِن حَدِّ كَرُمَ؛ ج جُبَناءُ.

  قالَ سِيبَوَيْه: شَبَّهوه بفَعِيلٍ لأَنَّه مِثْلُه في العِدَّةِ والزيادَة.

  وهي جَبَانٌ أَيْضاً كما قالوا حصان، عن ابنِ السّراج، ويقالُ: جَبَانَةٌ أَيْضاً، كما في المُحْكَمِ.

  والقِياسُ أنَّ فَعالاً، بفتحِ الفاءِ وكسْرِها لا يلحقُ⁣(⁣٨) مُؤَنَّثه الكَسْرة، كما ذَكَرَه الرَّضِيّ وغيرُهُ؛ ومِن الثاني ناقَةٌ دلاث ويقالُ: جَبينٌ أيْضاً، وهنَّ جَباناتٌ، عن اللَّيْثِ.

  وقد جَبُنَ، ككَرُمَ، جَبانَةً وجُبْناً، بالضَّمِّ وبضمَّتينِ، وأَجْبَنَهُ: وَجَدَهُ جَباناً، كأَمْحَلَهُ وَجَدَهُ محلاً، أَو إذا حَسِبَهُ جَباناً كما في المُحْكَمِ، كاجْتَبَنَهُ.

  وهو يُجَبَّنُ تَجْبيناً: يُرْمَى به ويقالُ له؛ وفي الصِّحاحِ: ويُنْسَبُ إليه.

  * قُلْتُ: ومنه الحَدِيْث: «إنَّكم لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلُون وتُجَهِّلُون». والجَبِينانِ: حَرْفانِ مُكْتَنِفَا الجَبْهَةِ مِن جانِبَيْها فيما بين الحاجِبَيْنِ مُصْعِداً إلى قُصاصِ الشَعَر، أَو هُما ما بينَ القُصاصِ إلى الحاجِبَيْنِ؛ أو حُروفُ، وفي التهْذِيبِ: حَرْف، الجَبْهَةِ ما بينَ الصُّدْغَيْنِ مُتَّصِلاً بحِذاءِ النَّاصِيةِ كلُّه جَبينٌ واحِدٌ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وبعضٌ يقولُ: هُما جَبِينانِ، قالَ: وعلى هذا كَلامُ العَرَبِ، والجَبْهَةُ ما بينَ الجَبِينَيْنِ.

  وفي الصِّحاحِ: الجَبِينُ فَوْق الصّدْغِ، وهُما جَبِينانِ عن يَمِيْن الجَبْهَةِ وشِمالِها.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: الجَبِينُ مذكَّرٌ لا غَيْر، ج أَجْبُنٌ وأَجْبِنَةٌ وجُبُنٌ، بضمَّتينِ.

  قالَ شيْخُنا، ¦: وقد وَرَدَ الجَبِينُ بمعْنَى الجَبْهَة لعلاقَةِ المُجاوَرَةِ في قَوْلِ زُهَيْرٍ:

  يَقِيني بالجَبِينِ ومَنْكِبيه ... وأَنْصرُه بمطَّرد الكعوبِ⁣(⁣٩)

  كما صَرَّحوا به في شرْحِ دِيوانِه، فلا وَجْه لتَخْطِئةِ المُتَنَبِّئ في قَوْله:


(١) في القاموس: وقد تَجَبَّنَ.

(٢) في التبصير: الوزدُولي.

(٣) واسمه: عبد الله بن محمّد بن يعقوب الحارثي، أبو محمد.

(٤) في اللباب والتبصير سنة ٣٩٥، وقيدها ابن الأثير بالعبارة.

(٥) في التبصير: عمرو.

(٦) في التبصير: النرسي.

(٧) في القاموس: لا يُقْدِمُ.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لا يلحق مؤنثه الكسرة كذا بالنسخ ولعله التاء بدل الكسرة».

(٩) لم أعثر عليه.