تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جدن]:

صفحة 106 - الجزء 18

  وفي المُحْكَم: مِن الأَفاعِي.

  وقالَ اللَّيْثُ: ما لانَ مِن ولدِ الأَفاعِي.

  وقالَ أَبو الجَرَّاحِ: الجارِنُ الطَّريقُ الدَّارِسُ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  والجُرْنُ، بالضَّمِّ وكأَميرٍ ومِنْبَرٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه والأَزْهرِيُّ على الأَوَّلَيْن: البَيْدَرُ.

  وفي التَّوْشيح: الجَرينُ للحبِّ، والبَيْدَرُ للتَّمْر.

  وفي المُحْكَم: الجَرينُ: مَوْضِعُ البُرِّ، وقد يكونُ للتَّمْرِ والعِنَبِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: هو المَوْضِعُ الذي يُجْمَعُ فيه التَّمْرُ إذا صُرِمَ، وهو الغداد⁣(⁣١) عنْدَ أَهْلِ البَحْرَيْن.

  وقالَ اللّيْثُ: الجَرِّينُ مَوْضِعُ البَيْدَرِ بلُغَةِ أَهْلِ اليمنِ، وعَامَّتُهم يكْسِرُ الجِيمَ، وجَمْعُه جُرُنٌ.

  * قُلْتُ: والأولى هي لُغَةُ أَهْلِ مِصْرَ، ويَسْتَعْملونَه لبَيْدَرِ الحَرْثِ يُجْدَّر أَي يُحْظَر عليه، والجَمْعُ أَجْرانٌ، ويُجْمَعُ الجَرِينُ أَيْضاً على أَجْرانٍ كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ، وعلى أَجْرنَةٍ أَيْضاً.

  وأَجْرَنَ التَّمْرَ: جَمَعَهُ فيه؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.

  وجِرانُ البَعيرِ، بالكسْرِ؛ مُقَدَّمُ عُنُقِه من مَذْبَحِه إلى مَنْحَرِهِ، ج جُرُنٌ، ككُتُبٍ، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ: وكَذلِكَ مِن الفَرَسِ.

  وكَذلِكَ باطِنُ العُنُقِ مِن ثُغْرةِ النَّحْرِ إلى مُنْتَهى العُنُقِ في الرأْسِ، فإذا بَرَكَ البَعيرُ ومَدَّ عُنُقَه على الأَرْضِ قيلَ: أَلْقَى جِرانَه بالأَرْضِ، والجَمْعُ أَجْرِنَة وجُرُنٌ، واسْتُعِيرَ للإنْسانِ؛ قالَ:

  مَتى تَرَعَيْنَيْ مالكٍ وجِرانَه ... وجَنْبَيه تَعْلمْ أَنَّه غيرُ ثائِرِ⁣(⁣٢)

  وقَوْلُ طَرفَةَ:

  وأَجرِنةٍ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ⁣(⁣٣)

  إنَّما عظَّم صدْرَها فجعَلَ كلَّ جزْءٍ منه جِراناً كحِكَايَة سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم للبَعيرِ ذو عَثانِيْن.

  وجِرانُ العَوْدِ: شاعِرٌ نَمرِيُّ⁣(⁣٤) مِن بَني نُمَيْرٍ، واسْمُه عامِرُ بنُ الحَارِثِ، لا المُسْتَوْرِدُ، وغَلِطَ الجَوْهرِيُّ.

  قالَ شيْخُنا، ¦: فقيلَ: إنَّه لَقَبُه، وقيلَ: هو آخَرُ يُوافِقُ الأَوَّل في اللَّقَبِ وهو عقيليٌّ وذلِكَ نُمَيْرِيٌّ، وسُمِّي لقَوْله:

  عَمَدتُ لعودٍ فالْتَحَيْت جِرانَه ... وللكيس أَمْضَى في أُمورٍ وأَنْجَعُ

  وأَوْرَدَه الحافِظُ السَّيوطيُّ في المزْهرِ. وقالَ الحافِظُ: هو شاعِرٌ إسْلاميٌّ مِن بَني عُقَيلٍ اسْمُه المُسْتَوْرِدُ، ولُقِّبَ بذلِكَ لقَوْلِه يُخاطِبُ امْرَأَتَيْه:

  خُذَا حَذَراً يا جارَتَيَّ فإنَّنِي

  كذا نَصُّ الجَوْهرِيّ، وأَرادَ بهما الضّرَّتَيْن، وهي رِوايَةُ الأَكْثَرِيْن.

  ورَوَاهُ العَينيُّ: يا جارَتَاي بالأَلِفِ لأَنَّه مُثَنَّى يُبْنَى على ما يُرْفَع به.

  ووَقَعَ في المُحْكَم: يا خلَّتَيَّ.

  قالَ شيْخُنا، ¦: وأَنْشَدَني شيْخُنا الإمامُ ابنُ الشَّاذليّ: يا حنتاي، مُثَنَّى حنَّة بالحاءِ المُهْمَلَةِ وهي الزَّوْجَة:

  رأَيْتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلَحُ⁣(⁣٥)

  يُرْوَى: يَصْلَح بفتْحِ اللَّامِ لا غَيْر؛ ورَوَاهُ بعضُهم بضمِّ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الغداد كذا في النسخ، وحرره» والذي في التهذيب: الغَدَاءُ.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٤ وصدره:

وطيٌّ محالٍ كالحنيّ خلوفُه

(٤) على هامش القاموس عن إحدى النسخِ: نُمَيْرِيٌّ.

(٥) البيت من شواهد القاموس وقد تصرف الشارح بالعبارة فجاء صدره بعيداً عن عجزه. والبيت في اللسان والصحاح والمقاييس ١/ ٤٤٧ والتهذيب والشعر والشعراء ص ٤٥٠.